23 ديسمبر، 2024 1:21 م

محمد الطائي … شرعية الانجاز بعد شرعية الانتخاب …

محمد الطائي … شرعية الانجاز بعد شرعية الانتخاب …

كما كانت الديمقراطية طارئة في العراق بعد 2003 …كذلك غالبية سياسيها من النواب … والذين خير مايمكن وصفهم به نواب الغفلة …فهؤلاء ووفقا للدستور يمثلون مصالح المائة الف ممن انتخبوهم …وهذه المصالح والحاجات الحياتية تختلف بين محافظة المثنى مثلا والتي وفق وزارة التخطيط تصل نسبة من هم دون خط فقر مهدي العلاق الى 45% وبين محافظة اربيل والتي لاتزيد نسبة من هم دون خط الفقر عن 3% … والسؤال هنا ماذا فعل نواب السماوة لناخبيهم خلال السنوات العشر الماضية لكي يخففوا عن كاهل من اوصلوهم لمقاعدهم في البرلمان … معاناتهم من اقدم مرض اجتماعي في تاريخ البشرية وهو الفقر … والذي يقول عنه الامام (ع) … لوكان الفقر رجلا لقتلته … الجواب سيكون لم ينجزوا ولاقيد انملة … فلم نسمع او نشاهد كتلة نواب السماوة … تشترط عدم التصويت للحكومة الا بعد اقرارها ببرنامج جاد لمكافحة الفقر وتحديدا لاهل ومواطني محافظة المثنى … فهولاء اي النواب باعوا ناسهم ومواطنيهم ومن حملوهم الامانة لتمثيلهم … لاولياء نعتمهم من رؤساء الكتل والاحزاب السياسية الذين ينتمون اليها …وتنصلوا عن الوفاء بوعودهم الانتخابية … وبالتالي ووفقا للمعايير الديمقراطية سقطت عنهم شرعية الانجاز … وبات مايتقاضوه من رواتب وامتيازات سحتا حراما لايوازيه سوى اكل مال اليتامى … ولتغليف فشلهم هذا بحجج واهية … يبتدعون مقولة مفادها انهم اي النواب يمثلون كل الشعب العراقي … وهذا تقفيص واحتيال لان الشعب لم يوكلهم شرعا ليمثلوه بل المائة الف الذين انتخبوهم وفقا للدستور ،وللمفارقة نذكر هل رايت نائبا كرديا يصرح بانه ممثل عن الشعب …بل سيقول وبلا تتردد بانه يمثل شعب كردستان … وهذا مارسم الفجوة مابين ماوصل اقليم كردستان من تنمية وتطور … ومابين محافظات الجنوب من فقر وتخلف وتهميش …

وحده وله الاولوية في ذلك الدكتور محمد الطائي والذي بر لاهله في البصرة بوعوده الانتخابية ،واعدا اياهم بالانتفاض على تهميش محافظتم ” فم العراق وتاج الخليج وفينيسيا الشرق “اذ بلغ هذا التهميش مداه في عدم الاستجابة لمطالب البصريين من قبل الحكومة الحالية التي انتزعت حقهم في وزارتي النفط والنقل … لذلك انبرى الطائي في البرلمان في جلسة تشكيل الحكومة …محتجا للعالم وللتاريخ عن ما لحق بمواطني محافظته من ظلم وغبن وحيف… دون التقيد باتجاه الكتلة السياسية التي ينتمي اليها والتي كانت صاحبة الفصل في تشكيل الحكومة … ولم يتوقف ثقل الامانة التي تحملها الطائي كممثلا لاهله في البصرة عند هذا الحد بل استمر صادحا بصوته معلنا مطالب البصريين في المظاهرات التي جرت في بداية هذا الاسبوع …مع وعدا منه لاهله بتسليم هذه المطالب باسمهم الى رئاسة مجلس النواب

… ثقافة الانجاز هذه التي تبناها الطائي …ستكون المفتاح لاهلنا في الجنوب … للمطالبة بحقوقهم المشروعة … ولاعادة النظر في الخارطة السياسية من خلال اعادة تقييم انجازات الكتل السياسية لمحافظاتهم مقارنة بما تحقق للاكراد …لابد ان نذكر هنا بان الطائي لم يتعكز في وصوله للبرلمان على اصوات تصدق بها عليه زعيم كتلته بل حصل على تفويض مباشر قدره ثلاثة وستون الف صوت وهي ماكانت السبب في حصول قائمته على ثلاثة او اربع مقاعد اضافيه لكن قوته تلك لم تاخذ بعين الاعتبار من قبل كتلته عند تشكيل الحكومة وهذه صورة ساطعة تبين الاصرار في الاتجاه السائد لاقصاء وتهميش البصريين … تحية للطائي في سعيه هذا … وطريق التغيير الذي اختطه … ومسافة الالف ميل تبدء بخطوة …