19 يناير، 2025 10:13 ص

كنت صغيرا حين رأيت للمرة الاولى كريمة وهي تنحني بنصف جسدها الصغير على حافة شناشيل شرفتها لم يرها أحد طوال سنوات ﺇلا بهذه الصورة ولن يراها إلا كما هي بجدائلها الصفراء ووجهها الأبيض الرقيق هكذا كانت كريمة وهكذا كان رجال القرية وشبابها يمرون من تحت شرفتها وكل واحد منهم يتمنى أن تكون نظراتها له وحده تقدم لخطبتها اكثر رجال القرية وشبابها لكن والدها رفض الجميع وظلت كريمة لسنوات لا تفارق شناشيلها كل شيء حولها كان يتغير إلا هي بثوبها الأبيض ونظراتها الهادئة كأنها صورة لزمن قديم رحلت ﺃنا من القرية إلى المدينة وبعد سنوات حين عدت إلى قريتي شاهدت بيت كريمة وقد تحول إلى إطلال وتحولت شناشيلها إلى أعشاش للعصافير والسنونو لم يعرف أحداً مصيرها كل ما يتذكره الناس إنهم ﺃستيقضوا ذات صباح وحين مروا كعادتهم من تحت شرفتها لم تكن هي هناك ومن يومها ﺃختفت كريمة مع أسرتها ولم تعد.

أحدث المقالات

أحدث المقالات