المتتبع للعالم الفقيه المغربي، سعيد الكملي، عبر سلسلة دروس شرحه للموطأ، وكذا بعض المحاضرات، وبعض الخطب، يلمس بوضوح جملة من الملاحظات، التي ميّزته ضمن لفيف من العلماء والفقهاء، ولعلّ من هذه الملاحظات ..
حفظه العجيب والفريد، فهو يحفظ كل شيء عن ظهر قلب. وهذه سنة من سنن أهل المغرب العربي في حفظ المتون والتراجم منذ القدم. وقد قرأت أن الطالب، إذا طلب من شيخه إعادة ماذكره له، يعتبر ذلك الطلب، سوء حفظ، وخدش في منزلته ومكانته، لذلك يتدربون على الحفظ، حتى يبتعدون عن تهمة سوء الحفظ.
يعتمد في جلساته على السؤال والجواب، فهو يسأل طلبته، ثم يجيب أو يؤيد إجابة طالب ذكي، أو يصحح إجابة طرحت، وهذا من تمام حسن الإلقاء.
تابعته في دروس كثيرة، فكانت جلستة، جلسة علم ووقار، لم تتغير هيئتها، وبقي على حاله طوال تقديم الدروس. فهو يتربع، ويضم رجليه، ولا يمدهما أبدا.
من حين لآخر يعتمد على بعض النكت، التي تضفي على الجالس والسامع، قدرا من الراحة، تمكنه من فهم الصعب من المسألة، ويأخذ قسطا من الراحة، ليعاود الاستماع بنفس جديد مساعد على العلم والمثابرة.
الملاحظة التي لفتت الانتباه، ولأجلها كانت هذه الأسطر، هي أناقة الفقيه سعيد الكملي الحاضرة دوما، عبر دروسه، وقد تمثلت في..
اللباس المغربي التقليدي، فهو في كل حصة، يرتدي لباسا تقليديا مغربيا، يدل على حبه لوطنه، واعتزازه بتاريخه وأرضه.
المتتبع للفقيه، عبر رحلاته العلمية خارج المغرب، يرى أنه يلبس دائما اللباس المغربي، ويخاطب به الشعوب والأمم الأخرى، وهذه ميزة تضاف لميزاته المتعددة.
التنوع بقدر مالحق اللباس، كذلك مسّ الفصول الأربعة، فهو يلبس اللباس المغربي التقليدي، بما يناسب الفصول الأربعة. فللصيف لباسه الخفيف المميز، وللشتاء لباسه الثقيل المميز.
يملك الفقيه سعيد الكملي، قدرة فائقة على المزج بين ألوان اللباس التقليدي الذي يرتديه، فتراه يلبس العباءة بلون يناسب تماما البرنوس، الذي يضعه فوق العباءة، وهكذا في جميع أنواع ألبسته.
ولهذه الأسباب يبدو في جميع دروسه أنيقا، فهو ينوع في اللباس، ويحسن اختيار الألوان، وإذا أضفت لها العلم والفقه والحفظ والأدب، كان مميّزا في الصفات، وفريدا في الخصال.
إن التطرق للمظهر الخارجي للعالم أو الفقيه، يعبّر عن شخصيته وآفاقه. فالأناقة والبراعة في مزج الألوان، تدل على الانسجام في الأفكار، والتناسق في الداخل، وقد ظهر ذلك جليا في العالم الفقيه سعيد الكملي، ولمسته طيلة 04 سنوات في أستاذي عالم الاجتماع، الجيلالي اليابس، رحمة الله عليه، فقد كان مدرسة في الأناقة ومزج الأوان. وانظر إلى الشيخ محمد متولي الشعراوي، تلمس الزهد والفاف والقناعة والرضا بما قسمه الله له، في أفكاره وآراءه، بحيث يطابق تماما مايرتديه من ملبس بسيط جدا، والذي يرتديه عن قناعة وزهد، وليس عن فقر وحاجة، وهو الذي أوتي فضل ربك.
إن دراسة شخصية العالم الفقيه، سعيد الكملي، يمكن التطرق إليها من عدة جوانب، نظرا لتمكنها وتفردها، والأناقة في الملبس والحديث والجلوس، زاوية من زوايا العالم الفقيه.