انطلاقاً من دعوى المرجعية الدينية, وحثها على ضرورة التغيير ـ والمجرب لا يجرب ـ هبت رياح التغيير, وتجسدت باستبدال شخوص “الرئاسات الثلاث” وصولاً الى مجلس الوزراء, فأغلب الكتل السياسية؛ رشحت أشخاص داخل مجلس الوزراء, لِتٌمكن رئيس الحكومة من أكمال اختيار كابينته الوزارية, بلحاظ إن كتلة الحكيم رشحت ثلاث شخوص مجربين!
فاحت رياح الهجمة الشرسة, على تيار الحكيم, وكتلته النيابية, وعلا صوت الانتقادات؛ بأن الحكيم الذي يعد سليل المرجعية وأبنها البار, لم يطبق ما دعت أليه المرجعية.
بديهي أن من يمتلك السلطة المعنوية, التي توجد لدى مرجعيتنا, فإنها لا تريد بالعراق ألا الخير, حينها يستطيع جميع الناس تحليل الأمور, ويتبادر الى ذهنها, أنها تريد بالعراق خيراً لا غير, أما دعواها فلا شك أنها تقصد به “المجرب الفاشل لا يجرب” وخير دليل على صدق القول, أن معتمدي المراجع أنفسهم, ما زالوا في مكانهم, منذ سنوات عديدة, فهل يمكن تغييرهم, وهم أثبتوا نزاهتهم وجدارتهم؟ أذاً القصد واضح جداً, فالتغيير كان المراد منه شخص, ضرب المذهب بأسم المذهب, ولم يكترث لدين, ولا قانون, ولا دستور, وخرق جميع السياقات, ولعب على وتر الطائفة والعرق, ليصبح العراق بلد طائفي بامتياز, فلولا تدخل المرجعية ووضع حد لتمادي الرجل الواحد في الحقبة السابقة؛ لكان الأمر ليس على ما يرام.
أما المنطق العقلاني والسليم, والذي سرعان ما طبقه الحكيم, هو منح الثقة لرجال أكفاء, يستطيعون أن يسيروا بعجلة البلاد الى بر الأمان, وتخليص الوطن من بقايا الثرى؛ التي خلفها السابقون!
الفريق المنسجم والقوي, أول من طالب به الحكيم الشاب عمار, ليكرس فكرة العمل المشترك, وفق برنامج انتخابي ناضج, فاختياره لـ (عبد المهدي, عبطان, صولاغ) لقيادة الوزارات, خير دليل على صدق دعوى الحكيم, الأمر الذي دعا المرجعية الدينية, أن تقولها بصريح العبارة, عبر معتمديها في صلاة الجمعة, لا حل سوى “الفريق المنسجم القوي” تطابق الرؤى ووحدة الخطاب بين تيار الحكيم والمرجعية الدينية, يجدد الثقة من قبل جميع المواطنين بقيادة السيد عمار, بوصفه كان ولا زال أبنها وسليلها البار, أما موضوعة الخيانة, فهو أمرٌ مفروغ من محتواه, ولا يعدوا كونه محاولات بعض الخاسرين الى التسقيط لا غير!
ختاماً, الوقت الذي دعت فيه المرجعية, بضرورة التغيير, لم يكن لكتلة الحكيم ولا وزير بالحكومة, فالمقصود قد تغير ولا داعي لزيادة الحديث, والحليم تكفيه الإشارة.