بعض (المغالاة) في كلمات الهجاء والعتاب والأنتقاد بل حتى الهجوم ، من قبل كثير من الكتاب ، هو اسلوب اضطراري يلجئون اليه عندما يعتقدون ان اصوات الناس لم تعد تصل الى ولي الأمر ، خصوصا اذا اصر جنابه على المضي قدما بسياقات واجراءات وسياسات مشبوهة فاسدة بالية اوصلت العراق الى ما وصل اليه الآن من حال لا يسر عدو ولا صديق .. وربما السخرية السوداء هي اقصر الطرق لأيصال تلك الأصوات المتعطشة للكرامة والحرية والعيش الكريم بحكم طبيعة الشعب العراقي المظلوم الذي يستخدم النكتة حتى في احزانه .. وقد يستمر بعضنا بهذا الأسلوب في النقد الا أن ينتبه ذوي الشأن الى عظم المصاب وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم .
وربما شعرت انا شخصيا ببعض من خجل (غير مبرر) عند سماعي لقرار السيد العبادي الأخير (المسر) بالغاء تداول كلمة دولة الرئيس وأيضا منع وضع صوره الشخصية في مؤسسات الدولة ، ولا أعرف سببا لهذا الخجل ، ربما بعض من كلمات قاسية وجهتها اليه سابقا تأملت منها أن ينتبه جنابه الى حتمية التغيير الذي اصبح طموح وأمل الجميع ولا يطنش كما هو حاله الآن .. إلا أن مصيبة العراق يا رئيس الحكومة ما زالت أكبر من حذف كلمة برتوكولية أو منع صورة هنا او هناك .. يا سيدي قلنا لك مرارا نريد مصالحة وطنية (مستعجلة) حقيقية لكي نبدأ منها بتضميد وتجبير وكوي جراحات الماضي القريب ومحو ايام (المالكي) السوداء التي جعلت الفرقة تصل بمكونات العراق الا ان يأكل بعضهم دجاج الكفيل والبعض الآخر الدجاج التركي .. لعن الله كلمة مكونات وكلمة اطياف وأقليات والوان واعراق والتي وفدت الينا مع ابطال المعارضة العراقية … نقول مصالحة وطنية تستند الى قانون عفى الله عما سلف تستثني المجرمين والأرهابيين ممن خاضوا بدماء العراقيين .. تلك الأسبقية ما زلنا نرى انها هي المفتاح السحري للتغيير الحقيقي نحو بناء الدولة وتفكيك المشكلات الأمنية والأقتصادية والسياسية والخدماتية .. ولنا في اقليم كردستان اسوة حسنة .
من ناحية اخرى وفي موضوع بالغ الأهمية نطلب منك ان كنت عراقيا اصيلا واخو خيتك ، أن تضمّن القسم الذي سيردده الوزراء الأمنيين المزمع اختيارهم عبارة .. ((وأقسم على فتح كافة ملفات الفساد ضمن الدورتين السابقتين للحكومة واحالتها الى القضاء)).. فان ثلاثة ارباع مليارات العراق المنهوبة ذهبت الى جيوب الوزراء الأمنيين وقادتهم ومن ساندهم ، من أمثال عبد القادر العبيدي وسعدون الدليمي وجواد البولوني وعدنان الأسدي ومن خلفهم طيبا الذكر حمودي وابو حمودي .. ونطلب منك ايضا أن تتجاوز ترشيح اسماء الوزراء الأمنيين التي قدمتها الكتل السياسية ، وتقوم انت شخصيا باختيار وتقديم خمسة اسماء على الأقل لكل وزارة من المستقلين الأكفاء الغير منتمين الى كتلة او حزب او قائمة لكي يجري التصويت عليهم في البرلمان ويفوز من يحصل على أكثر الأصوات .. هل تستطيع ذلك استاذ حيدر ؟.. مستندا الى الدعم الداخلي والدولي الكبير الذي حصلت عليه ؟؟؟