18 ديسمبر، 2024 7:53 م

القضاء الفيدرالى يحاصر ترامب!

القضاء الفيدرالى يحاصر ترامب!

يبدو أن مصير الأمر التنفيذي الثاني الذي أصدره الرئيس الأمريكي ترامب يمنع دخول مواطني ست دول أسلامية إلي الولايات المتحدة لن يختلف كثيرا عن مصير أمره التنفيذي الأول الذي أوقفت المحاكم الفيدرالية تنفيذه،حيث تنظرالمحاكم الفيدرالية في ولايات ميرلاند وهاواي وواشنطن وعدد آخر مدي دستورية الأمر التنفيذي الجديد الذي يتطابق تماما مع الأمر التنفيذي الاول في منعه لمواطني ست دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة بدلا من سبع بعد أن تم رفع العراق من قائمة الحظر!.

صحيح أن الأمر التنفيذي الثاني ألزم الإدارة الأمريكية ضرورة السماح بدخول كل من حصل علي تأشيرة دخول مسبقة أو كان يحمل بطاقة إقامة خضراء، لكنه ينطوي علي العوار نفسه لأنه منع مواطنين مسلمين من دخول الولايات المتحدة دون سبب سوي انهم مسلمون، الامر الذي يرفضه الدستور الامريكي لأنه ينطوي علي نوع من التمييز الديني!..، وبينما تنظر المحاكم الفيدرالية في أكثر من ست ولايات دستورية الأمر التنفيذي الثاني، تتصاعد حملة الغضب من سياسات ترامب، حيث وقع أكثر من 130مسئولا امريكيا سابقا بينهم عدد كبير من السفراء والجنرالات وأعضاء الكونجرس خطابا مفتوحا إلي الرئيس ترامب يؤكدون فيه عدم دستورية الأمر التنفيذي الثاني الذي ألحق ضررا جسيما بمكانة الولايات المتحدة في العالم، وضرب احد مصادر قوة الشعب الأمريكي الذي يتشكل من المهاجرين الذين صهرتهم البوتقة الأمريكية تحت مظلة دستور يعطي للجميع كل حقوق المواطنة.وفي مطار فلوريدا تم توقيف ابن بطل الملاكمة العالمي الراحل محمد علي وأمه لأكثر من ساعتين لأنهما كانا في الطريق لحضور مؤتمر نظمته الجالية المسلمة في الولاية احتجاجا علي منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة لمجرد انهم مسلمون، رغم ان المسلمين الامريكيين قدموا إنجازات علمية واقتصادية وسياسية مهمة عززت مكانة امريكا في العالم..، وفي كل الولايات الامريكية تنظم الجاليات المسلمة جهودها ضد سياسات ترامب يساندهم كثير من المسيحيين واليهود الامريكيين الذين يرون ان سياسات ترامب تضرب احد مصادر قوة الشعب الامريكي..، واكثر ما تخشاه إدارة ترامب الآن أن يصدر القضاء الفيدرالي أحكاما نهائية بوقف تنفيذ الأمرالثاني ليضع الرئيس الامريكي في وضع بالغ الحرج، ينذر بفشل جميع سياساته خاصة أن قضية الهجرة تمثل جوهر برنامج ترامب الانتخابي والرافعة التي مكنته من الحصول علي هذا التأييد الشعبوي الواسع.

نقلا عن الأهرام