يسعى البعض من الأشقاء في دولنا العربية إلى بعثرة أية جهود أو محاولات لملمة شمل الأمة العراقية وهي تمر بأصعب وأدق ظرف مصيري يحيط به الغموض من كل جانب … فبينما يحتار الحكام اليوم في كيفية استبدال درجات الطاعة والانصياع ( للقوى الكبرى ) أقصد هنا أمريكا وبريطانيا إلى وضع آلية غير ثابتة لاكتشاف وسائل وأساليب جديدة للمهادنة وتثبيت الحكام بمناصبهم التي طالما يثار حولها الكثير من التساؤلات وترفع عليها اللافتات ولسان حالهم يقول للعراقي الأصيل
( أقتل نفسك بعيدا عنا ) وتقص عليها حكايات المواطن العربي الفقير المسكين الذي لا حول له إلا الاستماع ولا قوة إلا الرضوخ , في هذا الوقت ترتفع أصواتٌ من الأغلبية واقصد تحديداً المواطنون العرب للشعب العراقي لتوحيد الصفوف ورأب الصدع وترقيع الشقوق لان ما يحيط بالأمة العراقية ومستقبلها يكاد إن يكون كابوساً حل عليها , فمن بين احتلال العراق وخطوات المتلاعبين بالقوت السياسي يبرز في الواجهة الخطر الإيراني المحدق خطراً كبيراً
ثمة هنالك سرعميق يرتبط بالحب الكبير الذي يحمله العراقيين للبلدان العربية … وهو سر لأن الأعداء لا يستطيعون الاهتداء إليه , وهو عميق ومتجدد في نفوس محبيه وحب بلاد العرب طريقة متميزة لحب العراق بالكامل , طريقه عرفتها الجماهير العراقية بصدق حسها وعفويتها وعمقها الأصيل , لكن لو نظرنا مرة واحده إلى حجم أنفسنا ومن يسمع أصواتنا والى من نصوب بنادقنا وكيف نبدي رأينا ووجهة نظرنا وأفكارنا لما حدث من فرقه بين دولنا العربية بينما يزحف العالم نحو التوحيد ومن فتنة ومشاكل وحروب داخلية وصراعات طائفية وعرقية وعقائدية قديمة أصبحت في دول العالم أرشيفا اصفرا يعلوه التراب , العالم يطلق الصواريخ على الفضاء ونحن نطلق الصواريخ على بعضنا , العالم ينزل على المريخ والمشتري وعطارد وزحل ونحن نحاول احتلال بعضنا البعض , ومن الواضح جدا أن الأمة العربية الذي يكثر الحديث حولها هذه الأيام وحتى ولو كانت حيفه هذا الإصلاح المنظور لما تتضح بعد ولا تزال مدار أخذ ورد , فضلا عن التدخلات الإيرانية في عدد من دول الخليج العربي والنفوذ القوي داخل العراق , ولا ادري ما يطرح خلال هذه الأيام في دولنا العربية وماذا جرى لأبنائنا في كافة محافظات العراق … صحيح ان الشعور العربي لا يزال حياً صلب الحضور وكثيف الانتشار في أوساط الأمة إحباطها ويأسها بيد أن التحدي اكبر الذي يواجهه هو ضجر عن اعتاده صياغة مقولته واستراتجياته العليمة في مواجهة خيرات الشراكة البديلة التي تكتسب رونق الرفاهية لاقتصادية والاندماج في منظومة العالم الصناعية المتطور وأخرها الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية الذي طرحها الرئيس الأمريكي السابق على مراحل متتالية , وماذا كان العديد من القادة العرب أعلنوا في الأيام الأخيرة اعتراضهم على أجنده المشروع الأمريكي الذي لا ينطلق من واقع وخصوصيات الساحة العربية فأن النتيجة المنطقية لهذا التصور هي بلورة خيار إصلاحي ينبثق من داخل المجتمع والأمة , ويعبرعن مطامح قوى التغيير التي لا تجد لحد ألا ، معروضا عليها سوى البريق الزائف ووعود التطرف الراديكالي الأعمى في الوقت الذي تتعرض فيه عدد من الدول العربية لخطر التقسيم والدمار والتدويل والتفكير بصوت عالِ له مساوئه مثلما له مزاياه فليس من الضروري يؤدني الناس على ما أنا مؤمن به والعكس صحيح , نقول للعرب يجب علينا أن ننزع رداء النفاق والتملق من على جسد الأمة العربية المنهك المريض وأن تلتفت وتفتح أبوابها إلى ما يهم الملايين من الجياع والمشردين من أبناء هذه الأمة , لا ألي خفايا تافه تريد أن تؤسس به خفية ومشكلة وكفى قرارات القمم العربية من ذبح مبرمج للحقائق … وأخيرا فأن كان من جهد مطلوب لتطوير العلاقات بين الدول العربية فيتمثل في أيجاد الإطارالمناسب والحيوي بين الدول ذات النظم السياسية المتماثلة وذات العلاقات الصحيحة مع شعوبها وبقية المجتمع الدولي .. دعوتنا الى الجامعة العربية إلى إيجاد أجندة جديدة للاجتماعات العربية لتطوير العلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية بين جميع البلدان العربية ومد جسور الثقة المتبادلة والعمل المشترك عن الشؤون السياسية التي صدعت العلاقات بين دول المنطقة … إلا بالقدر الثنائي أو الذي ترتضيه جميع هذه الإطراف وأن تحترم التحولات التي حصلت في مكان الدول العربية ومصالحها الوطنية … ونتمنى أن تتوحد دولنا العربية مثل الدول الأوربية وأن يكون لنا جواز عربي واحد وأن تكون لنا عملة واحده أليس من حقنا أو الدعوة إلى إيجاد مخارج لمشاكل العراق وإيجاد حل عاجل لمشكلة الآجئين العراقيين , بت لا اعرف اليوم أتجردنا من إنسانيتنا ودينينا أم إننا أصبحنا منافقين نكذب على الآخرين أم أننا نتجاهل الوضع في كافة دولنا العربية الذي غاب ضميرها الرسمي العربي وأصبحت المهمة الضالة على حروف الظلام … نسأل الله العلي القدير ان يحفظ لامتنا العربية دينها وحرمتها وان يحفظها من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن …