حدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما 4 عناصر تتضمنها “استراتيجية شاملة ومستدامة لمكافحة الإرهاب” لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلاميا باسم “داعش”. لعنصر الأول كما حدده أوباما في خطابه الذي وجهه للشعب الأمريكي مساء الأربعاء (بتوقيت واشنطن) هو “توسيع الضربات الجوية”.
وقال أوباما “سنجري حملة منظمة من الضربات الجوية ضد هؤلاء الإرهابيين”، مشيرا إلى أن إدارته ستعمل مع الحكومة العراقية على حماية المهمات الإنسانية والأمنية”. إلا أن الرئيس الأمريكي شدد على أن الحرب ضد “داعش”، ستكون مختلفة عن الحروب السابقة في العراق وأفغانستان، ولن تشمل إرسال قوات أمريكية إلى أراض أجنبية، مضيفا “لن نستطيع أن نقوم بدور العراقيين والعرب في حماية أنفسهم وما يجب أن يفعلوه لأنفسهم”.
العنصر الثاني الذي ترتكز عليه استراتيجية أوباما في حربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية، يتمثل في “دعم القوات التي تقاتل داعش على الأرض” (في إشارة للقوات العراقية والكردية والمعارضة السورية المسلحة ).
وفي هذا السياق، قال أوباما “سوف نرسل 475 عسكرياً إلى العراق (…) سيقتصر دورهم على تدريب القوات العراقية والكردية، وتزويدها بالأسلحة والمعلومات الاستخبارية”، مضيفا “أدعو أعضاء الكونغرس الأمريكي إلى منحنا (الإدارة الأمريكية) صلاحيات وموارد إضافية”.
وأضاف أوباما أنه “هناك حاجة لدعم القوات العراقية والكردية بالتدريب والاستخبارات والمعدات”، وتابع ” سنقوم أيضا دعم جهود العراق للوقوف في وحدات الحرس الوطني لمساعدة المجتمعات السنية تأمين حريتها من سيطرة داعش”.
وحول قوات المعارضة السورية، قال أوباما “قمنا بتسريع مساعداتنا العسكرية للمعارضة السورية، وأدعو مرة أخرى الكونغرس أن يقدم لنا والموارد الإضافية لتدريب وتجهيز هؤلاء المقاتلين في مكافحة داعش”. أوباما شدد على أنه “لا يمكننا الاعتماد على نظام الأسد الذي يروع شعبه، وهو النظام الذي لن يستعيد أبدا الشرعية التي فقدها”.
وقال الرئيس الأمريكي “بدلا من ذلك، يجب علينا أن نعزز المعارضة كأفضل توازن مع المتطرفين مثل داعش، في الوقت الذي يجب مواصلة الحل السياسي لحل الأزمة السورية للأبد”.
العنصر الثالث هو ضرورة “استمرار جهود مكافحة الإرهاب لمنع داعش من تنفيذ أي هجمات”.
وقال أوباما إن ذلك سيكون عن طريق العمل مع الشركاء، ومضاعفة الجهد لقطع تمويل “داعش”، وإيقاف تدفق المقاتلين الأجانب من وإلى الشرق الأوسط”، مشيرا إلى أنه سيرأس اجتماعا في مجلس الأمن الدولي خلال أسبوعين لمواصلة تعبئة المجتمع الدولي حول هذا الجهد.
أما العنصر الرابع فيتمثل في “استمرار تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين منه (الدولة الاسلامية)”.
وقال أوباما “سنواصل تقديم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الأبرياء الذين هّجرهم هذا التنظيم الإرهابي، وهذا يشمل السنة والشيعة من المسلمين الذين يتعرضون لخطر شديد مثلهم مثل عشرات الألوف من المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى”.
أوباما حرص أيضا على التأكيد لمواطنيه أن جيشهم لن يدخل حربا جديدا، وقال “أريد أن يعلم الأمريكيون كيف أن هذه الجهود ستكون مختلفة عن الحروب في العراق وافغانستان، فلن أقوم بزج القوات المسلحة الأمريكية في معركة على أرض أجنبية”.
وأضاف الرئيس الأمريكي أنه لن يتوانى في ملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا كما تتم ملاحقتهم في العراق، وقال إن “داعش ليس تنظيما إسلاميا، كما أنه ليس دولة”.
وتابع الرئيس الأمريكي، “سنلاحقهم أينما كانوا، ولن نتردد في تنفيذ ضربات ضدهم في أي مكان، وأقول لهم لابد أن تعلموا أنه إذا هددت أمريكا فلن تجدوا ملاذا آمنا”.
وحول أهداف التحالف ضد داعش قال أوباما إنها “إضعاف وتدمير داعش، عن طريق استراتيجية شاملة ومتواصلة”.
وأضاف “حسب مشاوراتنا مع حلفائنا في الخارج والداخل، أستطيع أن أعلن أن أمريكا ستقود تحالفاً واسعاً للتصدي لهذا التهديد الإرهابي”.
ورغم أن أوباما قال إنه يعتقد أن لديه بالفعل كل السلطة التي يحتاج اليها لمتابعة استراتيجية محاربة داعش، إلا أنه طلب بشكل صريح دعما من الكونغرس له.
وقال أوباما “أعتقد أننا أقوى كأمة عندما يعمل الرئيس والكونغرس معا (..) ومرة أخرى ندعو الكونغرس ليعطينا السلطات وموارد إضافية لتدريب وتجهيز هؤلاء المقاتلين”.
وعقب الخطاب، قالت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف، إن “تخويل الرئيس لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري اليوم، بمنح العراق مساعدات عسكرية، سيستخدم لتزويدهم بمعدات شديدة الأهمية، ونقل تجهيزات للقوات العراقية بما فيها قوات حكومة إقليم كردستان (شمال) العراق”
وأوضحت في تصريح صحفي لوسائل الإعلام، أن توزيع هذه التجهيزات سيتم “بموافقة من حكومة العراق”، مشيرة إلى أن بلادها عملت مع كل من الحكومة العراقية وحكومة إقليم شمال العراق، لوضع قائمة بالمتطلبات الطارئة لقوات إقليم الشمال “كان معظمها يتألف من معدات غير أمريكية”.
ويُعقد في وقت لاحق اليوم الخميس، اجتماع إقليمي تستضيفه السعودية يضم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الست (السعودية والإمارات والبحرين والكوين وسلطنة عمان وقطر)، ومصر، والأردن، وتركيا وأمريكا، لبحث “موضوع الإرهاب في المنطقة، والتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه، وسبل مكافحته”، وفقا لوكالة الأنباء السعودية.
ويتزامن الاجتماع مع جولة لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في منطقة الشرق الأوسط، تشمل العراق، والأردن، والسعودية، ضمن جهود بلاده لتشكيل تحالف دولي من أكثر من 40 دولة لمحاربة تنظيم “الدول الإسلامية” (داعش).
ومنذ 10 يونيو/ حزيران الماضي، يسيطر “داعش” على مناطق واسعة في شرقي سوريا وشمالي وغربي العراق، بيد أن تلك السيطرة أخذت مؤخرا في التراجع بفعل مواجهات الجيش العراقي، مدعوما بقوات إقليم شمال العراق (البيشمركة) وضربات جوية يوجهها الجيش الأمريكي.
ومع تنامي قوة “الدولة الإسلامية” وسيطرته على مساحات واسعة في سوريا والعراق، أعلن نهاية يونيو/حزيران الماضي عن تأسيس ما أسماها “دولة الخلافة” في المناطق التي يتواجد فيها في البلدين الجارين، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي “خليفة للمسلمين”، ودعا باقي التنظيمات الإسلامية في شتى أنحاء العالم إلى مبايعة “الدولة الإسلامية”.
وفي ما يلي النقاط الرئيسية للخطاب الذي القاه من البيت الابيض:
– القضاء على الدولة الاسلامية:
“هدفنا واضح: سوف نضعف الدولة الاسلامية وصولا الى القضاء عليه من خلال استراتيجية شاملة ومستديمة للتصدي للارهاب”.
– التحرك في سوريا:
“سنلاحق الارهابيين الذين يهددون بلادنا اينما كان. وهذا يعني انني لن اتردد في التحرك ضد الدولة الاسلامية في سوريا كما في العراق”.
– توسيع نطاق التحرك في العراق:
“بالتعاون مع الحكومة العراقية، سنوسع نطاق تحركاتنا لتتجاوز مسالة حمالة مواطنينا والبعثات الانسانية وسنستهدف الدولة الاسلامية لدعم القوات العراقية في هجومها”.
– لا مقاتلين على الارض:
– “سنرسل 475 مستشارا اضافية الى العراق. هذه القوات الاميركية لن تكون مهمتها قتالية- لن نسمح بان ننجر الى حرب برية اخرى في العراق”.
– مساعدة المعارضين السوريين بشكل اضافي:
“سنزيد مساعدتنا العسكرية للمعارضة السورية. هذا المساء ادعو مجددا الكونغرس الى اعطائنا الصلاحية والموارد الاضافية لتدريب وتجهيز هؤلاء المقاتلين”.
– “لا يمكننا الاعتماد على الاسد”:
– “في معركتنا ضد الدولة الاسلامية، لا يمكننا ان نعتمد على نظام الاسد الذي يروع شعبه، نظام لن يحظى بعد الان باي بشرعية”.
– “ان هددتم اميركا، فلن تجدوا ملاذا امنا”:
“هذا مبدأ جوهري في رئاستي: ان هددتم اميركا، فلن تجدوا ملاذا امنا”.
– “فريدون في وحشيتهم”:
“هؤلاء الارهابيون فريدون في وحشيتهم. انهم يعدمون سجناء ويقتلون اطفالا ويمارسون الاستعباد ويغتصبون نساء ويرغمونهن على الزواج. انهم يهددون الاقليات الدينية بالابادة. وفي اعمال همجية، قتلوا صحافيين اميركيين هما جيم فولي وستيفن سوتلوف”.
– “الدولة الاسلامية ليست اسلامية”:
“الدولة الاسلامية ليست اسلامية. ان اي ديانة لا تجيز قتل ابرياء والغالبية الكبرى من ضحايا تنظيم الدولة الاسلامية هم مسلمون”.
– “تهديد متزايد”:
“هؤلاء الارهابيون يمكنهم ان يشكلوا تهديدا يتجاوز حدود المنطقة بما يشمل الولايات المتحدة. حتى وان لم نرصد مؤامرة محددة ضد بلادنا، فان مسؤولي الدولة الاسلامية هددوا اميركا وحلفاءنا”.
– “كما في اليمن والصومال”:
“هذه الاستراتيجية التي تقوم على القضاء على الارهابيين الذين يهددونا، مع دعم شركائنا على الجبهة هي تلك التي اعتمدناها بنجاح في اليمن والصومال منذ سنوات”.
– “افضل ما في القيادة”:
“انه افضل ما في دور اميركا القيادي: نحن نقف الى جانب شعوب تقاتل من اجل حريتها ونجمع دولا اخرى تحت شعار امننا وانسانيتنا المشتركة”.