22 نوفمبر، 2024 10:25 م
Search
Close this search box.

حكومة الأقوياء،،، وأخيرا

حكومة الأقوياء،،، وأخيرا

مخاضات عسيرة، ومفاوضات إستمرت لأشهر عديدة، رافقتها طلقات كادت أن تنسف العملية السياسية، في أجواء مشحونة من إنعدام الثقة بين مختلف القوى الوطنية، جميعهم كان يرغب بالحصول على أعلى سقف من المطالب، فالأوراق التفاوضية كانت مملوءة بالكامل، بعض منها كان قانوني والآخر كان لوضع العراقيل أمام تشكيل الحكومة، بين كل هذا وذاك، العراق إلى أين يتجه؟ .
لم تكن مجرد شعارات، ولا دعايات تسويقية لأي حملة إنتخابية، حكومة الأقوياء ولدت، فالمصاديق واضحة للعيان، فلا جدال، الكل أخذ إستحقاقه الإنتخابي، وبدون أي ضغوط قد تمارس، في ظاهرة كانت في السابق أمنية الناس، لا تدخل خارجي بشؤون العراق الداخلية، العنوان الذي سيتصدر الصفحة الرئيسة لإعلان الحكومة، فالمرجعية ومنذ أمد ليس بالبعيد، باركت إنتخاب رئيسا الجمهورية والبرلمان وتكليف العبادي بمهمة تشكيل الحكومة .
العراق أولا شعار إتفق عليه جميع الساسة، فلا علم يرفرف بلا أرض، ولا أرض بلا وطن، فكان الخيار الرجوع إلى الدستور، والنظر بعين الإعتبار، إلى العراق بوصفه بلد واحد، من أقصى الشمال إلى أدنى الجنوب، تجمعهم وحدة الكلمة، ونبذ الخطاب المتشدد، الذي يزيد من الإحتقان الطائفي السياسي، تقديم مصلحة الوطن، على جميع المصالح الفئوية والحزبية، هي من مقتضيات المرحلة المقبلة، فلا مزايدات بعد الآن، ولا تهاون في خدمة المواطن، والذي همش طيلة الفترات البائدة، التي جثمت على صدور العراقيين .
في ظل عقد شعلة الأمل، التي لا زال الناس، يأملون في إستمرارية نارها، لتكون نور تضيء العراق برمته، العبادي يسلم الجبوري تشكيلة فريقه الوزاري، فحكومته ذات برنامج متكامل لينهض بواقع الوطن المرير، وورقة وطنية موحدة فضلا عن وجود الدستور، ليكونا فيصلا في حلحلة المشاكل التي ربما ستواجه التشكيلة القادمة، فجميع الساسة أو جلهم إعتبروا من المرحلة السابقة، التي وصفت بمرحلة الأزمات .
الآن وبعد الإنتهاء من التصويت على الحكومة الإتحادية، تنتظر العبادي وفريقه القوي، مهمة معقدة التي لطالما وصفت بالصعبة، إلا إنها غير مستحيلة، الملف الأمني يتصدر المشهد والذي ربما لن ينجح به إلا بتكاتف جميع الأطراف السياسية معه، فالمحافظات الست لن تتحرر من قبضة داعش، إلا بتكاتفها مع الحكومة الإتحادية، ووقوفها جنبا إلى جنب مع أبناء الجنوب، الذين إنتفضوا من أجل حماية إخوانهم وإخواتهم في تلك المحافظات .
فالملف الخدمي الذي يتصدر أوليات البرنامج القادم، أيضا لن يكون بالأمر السهل، تحديات تتلو تحديات، والموقف يتطلب من جميع الساسة، أن يقفوا وقفة الأبطال الأقوياء، لمواجهة الرهانات المستقبلية .

أحدث المقالات