19 ديسمبر، 2024 6:45 ص

الحصار المائي يضيف مفردة سياسية

الحصار المائي يضيف مفردة سياسية

بعد أن اطبق الاحتلال الامريكي على العراق، طُرحت في ساحة التداول مفردات عديدة، بحيث يصح القول: أن هذه (الساحة) أصبحت متخمة بتلك المفردات ويُقال أن اكثر الناس سعادة بهذه الظاهرة، هم ناشرو (المعاجم) ، أي القواميس اللغوية فهناك مفردات جديدة تأخذ مكانها في صفحات تلك المعاجم بدأت هذه (القصة) المثيرة بتوصيف ما تعرض له العراق عام 2003 فقالوا إنها عملية (تحرير)، وردَّ آخرون متسائلين : تحرير العراق مِن من؟وأضافوا : انها عملية (احتلال). لكن كاتباً سياسياً عراقياً، وصف ما حدث في العراق عام 2003 ، بأنه (احتلال تحريري) وضرب مثلاً باحتلال ايطاليا من قبل القوات الامريكية ، خلال الحرب العالمية الثانية ومرة أخرى طُرح التساؤل: القوات الامريكية حررت إيطاليا مِمنْ؟ على أية حال بعد ان انجز الامريكان الصفحة الأولى من اجتياحهم العراق مطلع عام 2003، بدأت المفردات السياسية تطرح بغزارة : بدأت بالديمقراطية، والعراق الاتحادي، والأقاليم، والاجتثاث ولأن النفط قد تدفق تصديراً ، فأن ثروة طائلة بأرقام فلكية بدأت تدخل الخزائن العراقية، وهو ما فتح (الشهية) هنا طرحت مفردات جديدة مثل: النزاهة والشفافية واستمرت العملية السياسية، والمفردات الجديدة تتدفق وصرنا نألف مفردات مثل: التوافق، التوازن، الشراكة، التهميش، التداول السلمي.

مسلحون وإرهابيون

واجه (العراق الامريكي) كما سماه الكاتب حسن العلوي ، تحدياً جديداً، وهو رفع السلاح بوجه الوضع الجديد لذلك طُرحت في ساحة التداول مصطلحات مثل: المقاومة، الارهاب، التفجيرات، السيارات المفخخة، الاحزمة الناسفة، الانتحاريون، عبوة ناسفة، … الخ .. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل طرحت مفردات جديدة مثل: القاعدة، النُصرة، وأخيراً: داعش!!. مفردات قد تخدش أُذن المستمع ، لكنها متداولة قَبِلنا بها أم لم نقبل.

الحصار المائي

لكن أحدث مفردات سياسية طُرحت مؤخراً هي: الحصار المائي؟! وقد شهد النور بعد أن قطع الارهابيون الماء عن مدينة بلدروز وهكذا كانت الساحة العراقية سباقة بشكل قد تُحسد عليه بطرح المفردات!. كان البلد بعيداً عن هذه المفردات ودلالاتها، لكن سيء الذكر (بوش الأبن) اجتاح بجنده وأفكاره الغريبة الساحة العراقية وهكذا تناسلت هذه المفردات الاحتلال وفر، رغماً عنه أرضية للمقاومة ومنها وبالأصح : بموازاتها حلَّ الارهاب والتكفير وقطع الرؤوس .. الخ.

باب جهنم

بعد احتلال العراق ، خاطب الرئيس الفرنسي جاك شيراك الرئيس الامريكي جورج بوش (الأبن) قائلاً: أيها الرئيس لقد فتحت باب جهنم باحتلالك العراق!. نعم فتح الباب وهبت على بلادنا ريح عاتية ونسأله تعالى أن يعبر عراقنا المحنة باتجاه الاستقرار والتآخي بعيداً عن التطرف والتكفير والإرهاب.

أحدث المقالات

أحدث المقالات