22 أكتوبر، 2024 8:37 م
Search
Close this search box.

داعش والزعماء

يتنبأ بعضهم بما سيجري من أحداث مستقبلية، ويعزون ذلك الى معرفتهم الفلكية، أوما يعرف بعلم النجوم، والذي يطلق عليه إصطلاحاً(التنجيم)، بالرغم من ورود المقولة المشهورة التي تنسب الى النبي (عليه وآله الصلاة والسلام) أو إلى وصيه وخازن علمه علي بن ابي طالب(عليه السلام){ كَذَبّ المُنَجِمونَ حَتى وإن صَدَفْوا(صدقوا)} .
   لكن أكثر المتنبئين الإسلاميين وغيرهم، يرجعون تنبؤاتهم الى الكتب المقدسة، أو ما ورد عن الإنبياء أو ورثتهم، ولا سيما المسلمين، الذين دائماً وأبداً يرجعون تنبؤاتهم الى النبي محمد ووصيه علي، مدعين بذلك أن النبي ووصيه، أرسلوا اليهم برسائل مشفرة، وهم المنتخبون لفك تلك الرموز ومعرفة محتواها، كما صرحت المنجمة المصرية المشهورة (جوي عياد)، والتي صادفت معرفتها بزوال حسني مبارك ومن بعده مرسي، ونسبت معرفتها الى فكها رموز كتاب (الجفر الأعظم) المنسوب إلى الإمام علي …
   بعد ظهور ” داعش ” وإنتشارهم المفاجئ، وسيطرتهم على أراضي واسعة من العراق والشام، ذهب بعض المهتمين ولا سيما المنجمين منهم، الى النبش في مقابر الكتب التاريخية، علهم يجدون مايروي ظمأهم، لمعرفة المستقبل لا لشئ إلا لينالوا الشهرة وبعض المال! …
   توالى ظهور الروايات، وخصوصاً عن إمام كل شئ(علي)، أنه أخبر بهم وبظهورهم وتحركاتهم وصفاتهم، والتي منها : أصحاب الرايات السود، لايفون بعهدٍ ولا ميثاق، يدعون الى الحق وليسوا من أهله، أسماءهم الكنى ونسبتهم الى القرى، وشعورهم مرخاة كشعور النساء، …………. الى آخر الرواية .
إن هذا القسم من الرواية لا يسمن ولا يغن من جوع، فما الفائدة منه ومن نشره؟!
هل من أجل التباهي بأن لدينا شخص تنبأ بظهور هذه الجماعات قبل 1400 سنة؟!
إن من ينظر الى هذه الروايات وأشباهها بهذا الشكل فهو إنسان فاشل على أقل تقدير…..
   أرى أن من المؤكد بأن ما يريده المرسل من إرسال رسالته، وخصوصاً كشخص الرسول ووصيه، وهما الحريصان على من أُرسلا من أجله(المجتمع الإنساني)، هو كيفية إنقاذ من أرسلوا اليهم رسالتهم، ولذلك وجب علينا أن نبحث في الرواية عن الإستشارة، التي يقدمها الرسول بمواجهة هذا الخطر القادم، ولذلك وبعد البحث في الرواية أعلاه نجد بعد أن ذُكر سقوط حلب والموصل ومجريات الإحداث تظهر عبارة (فيجتمع أهل الزوراء) حيث تدل على أن هناك خلاف موجود بين قيادات بغداد(الزوراء)، فالإشارة إذن (يجتمع) .
   الحمد لله لقد تم ذلك، وأجتمع أهل الزوراء، لكني أرى (ولستُ من المنجمين) بأن ثمة شيئاً باقٍ وجب إتمامه، ألا وهو إختيار قائد للتحالف الوطني، أكبر كتله برلمانية والتي تمسك زمام أمور البلد، وهذا القائد يجب أن تكون له صفات معينة، سنتعرض لها ولشخصه إن أمكن في المقال القادم.

أحدث المقالات