26 نوفمبر، 2024 2:35 م
Search
Close this search box.

” \u062f\u0627\u0639\u0634 \u0648\u0627\u0644\u0623\u0646\u0628\u064a\u0627\u0621 “

” \u062f\u0627\u0639\u0634 \u0648\u0627\u0644\u0623\u0646\u0628\u064a\u0627\u0621 “

الأنبياء بشر مثلنا، عاشوا تجربة شخصية مريرة، حتى اذا تيقنوا منها ومن صحتها، بدأوا بدعوة الناس الى تلك التجربة، فمما يُذكر أن ” سقراط ” الفيلسوف اليوناني المعروف، كان في بداية أمره سفسطائياً، ثم إدعى بأنه اتصل بالوحيِ أو إتصل به الوحي من السماء، فأنكشف له الحق، فبدأ بمحاربة السفسطائية فكراً، والظلم الأجتماعي عملاً، وكان زاهداً لا يملك شيئاً من حطام الدنيا …

إنها تجربة مريرة حقاً، أن تأتي بفكرةٍ هي تجربتك الشخصية، فتريد أن تعممها على الأخرين، فكيف لك أن تقنع الأخرين بما تقول؟! خصوصاً من أشياء غيبية؟!، كذلك وإن هذه الأشياء قد لا تصب في مصلحة أكثر الناس، وخصوصاً وأن أكثر الناس تبحث عن مصالحها الشخصية، المتمثلة بالأمور المادية في الدرجة الأولى؟! …

قال النبي محمد(صلواته تعالى عليه وآله) : ما أوذي نبيٌ مثلما أُذيتُ …، وكذلك حصل مع الأنبياء الذين سبقوه، فكان البعض منهم يضعف أحيانا، بعدما يلاقيه من عذاب القوم وتكذيبهم لدعوته، حتى قال النبي يوسف(عليه السلام) (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ [يوسف : 53])، ولكن الله يدعم الأنبياء ببعض الحواريين الذين يكونون بجانبهم، فينصروهم ويعزروهم …..

إن أكبر الأذى الذي لحق بالأنبياء وأتباعهم وأكثره، كان على يد اليهود!، ابتداءاً من يوسف(عليه السلام) الذي حاربه أخوته، وقصتة معروفة، ذكرتها الكتب السماوية، حتى إنها عرضت كمسلسل تلفزيوني؛ وإنتهاءاً بمحمد(صلىواته تعالى عليه وآله)، النبي الأمي العربي، فكان عدائهم يتخذ عدة أشكال، ظاهراً وباطناً، فعندما يكون لهم سلطة فأنهم يقتلون النبيين (َبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء : 155])، لكن عندما يكونوا ضعفاء، فأنهم يسلكون طريق النفاق والمكر والخديعة، وإبتغاء الفتنة وأيقاعها بين أتباع الأنبياء …..

إنتهى عصر النبوات والرسل (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً [الأحزاب : 40])، لكنَّ عداء اليهود لازال مستمراً لهم، فبعد أن حرّفوا كتبهم والروايات التي أوردها التاريخ عنهم، ذهبوا اليوم لمحو آثارهم، عن طريق أبن زناهم ” داعش “، الذي مابرح أن وقع تحت سيطرته بعض مراقد الأنبياء، الأثرية والسياحية، حتى بدأ بنسفها!، بعبواته المصعنة في إسرائيل والمخصصة لذلك الفعل …

دائماً أرى أن لكل فعل خبران، أولهما واضح وظاهر، وآخرهما مخفي وسري، خصوصاً في السياسة ودهاليزها، فهل نقتنع بأن نسف قبور الأنبياء، تم فقط لحقد اليهود عليهم ولمحوِ آثارهم؟!

نعم إن هذا ظاهر الخبر الذي قامت به ” داعش ” عن طريق فتوى ” لا قباب (مساجد) على قبور ” ، ولكن هل يوجد هناك خبر مخفي أيضاً؟!

نعم أتصور ذلك، فأنا أعتقد بأن القبر يُنبش في بادئ الأمر، وتؤخذ المقتنيات الأثرية المهمة منه، منها جسد النبي وبدنه إن وجد، ليتم الأستفادة منه، في أعمالهم التشريحية الأستنساخية، والتسخيرية لطاقات عالم
الأمكان … ولقد حصل مثل هذا في زمن إمامة الحسن العسكري(عليه السلام)، ولِمَنْ أراد التوسعِ رَجع الى تلك الحوادث .

أحدث المقالات