لابد ان نشير الى انّ هنالك اكثر من زاويةٍ للنظر عن الجلسة المشار اليها في العنوان اعلاه , ولعلّ ابرز تلكم الزوايا هي التي يتمتّعون بها رجال الإعلام < وهي ليست حكراً , ومن الممكن ان ينظر عبرها ايّ امرءٍ > ….. إنّ من اهم الملاحظات السلبية لهذه الجلسة هي ضُعف االسيد سليم الجبوري – رئيس البرلمان في ادارته للجلسة , وفي تنظيمها بشكلٍ خاص , فلم يكن من معنىً ولا من مبررٍ لتقطيع عملية التصويت ليجري الأعلان عن إتمام التصويت على الوزراء اولاً لتنطلق موجة ” التقبيل والقبلات ” بين الحضور والتي استغلوها واستثمروها المتملّقون بالقبلات الساخنة للفائزين , وقد إتّضحَ ضعف رئيس البرلمان يشكلٍ مضاعف ومُجسم في افتقاده السيطره على هؤلاء المهنئين وعدم قدرته لإرجاعهم وإعادتهم الى مقاعدهم بغية إكمال عملية التصويت < وللحقيقة فأنّ الذنب يقع اولاً على هؤلاء النواب والوزراء الذين تمادوا ايّما تمادٍ في إطالتهم لتبادل الأحاديث الجانبية مع الذين حققوا الفوز في الأنتخابات والتصويت , وعدم التزامهم وعدم احترامهم للنداءات المتكررة لرئيس مجلس النواب لأجل العودة الى مقاعدهم , ومن جانبٍ آخرٍ , وعلى النقيضِ ممّا بدا من ضعفٍ بائنٍ للسيد الجبوري , فأنه قاطعَ بعض المعترضين والمحتجّين من النواب وقام بإسكاتهم بطريقةٍ نصف دبلوماسية , والأهم انه تجاهل اعتراضاتهم الموضوعية رغم اهميتها , ومن الغرابة أنّ هؤلاء السادة الذين اعلنوا عن احتجاجاتهم قد استجابوا تلقائيا لتجاهلهم من قِبِل رئيس مجلس النواب وكأنهم ذابوا بالسرعةِ القصوى .!! , ويجانب كلّ ذلك , فأنّ عملية حساب الأصوات للذين وافقوا او لم يرفعوا ايديهم لتأييد التصويت على الأسماء الرشحة , فقد كانت عمليةٌ حسابٍ لا الكترونية ولا كهربائية بل اقل من بدائية .! فقد إعتمَدَتْ وارتكزتْ على نظرة رئيس المجلس هذا بقوله المكرر بأنها < اغلبية بائنة .! > دونما التأكد الدقيق من صحة اعداد الأصوات .! , كما يُشار الى أنّ النواب الذين سجّلوا ” نقطةَ نظامٍ ” للأعتراض على رئيس المجلس , فأنهم وجّهوا احتجاجاتهم الى رئيس الوزراء العبادي اصلاً , لكنه التزم الصمت المطبق .!! , لكنه كان واضحا للعيان أنّ جلسة منح الثقة هذه كان لابدّ لها ان تنتهي كيفما كان لأجل اعلان الكابينة الوزارية , وبعكسه فأنّ حيدر العبادي سوف يفقد منصبه وفق الجدول الزمني المقرر , والأهم هو تنفيذ ما اراده السفير الأمريكي في بغداد ومعه وكيل وزارة الخارجية الأمريكية , والذين ارتآى معظم الوزراء أن يغدو كُلاًّّ منهما : < مشكوراً ومأجورا > ..!!!