كنت اتابع باهتمام جلسة مجلس النواب ليوم الاربعاء الثالث من شهر ايلول الجاري المخصصة لمناقشة جريمة سبا يكر مادار في الجلسة من عرض ونقاش ومداخلات واعتراضات يشير الى ناحية ايجابية وهي تأكيد الاهتمام بموضوع هذه الجريمة وما يتصل بها من جوانب مختلفة .كان النقاش يتجه نحو كشف الحقائق من خلال شرح تفاصيل وجزئيات الاحداث المتعلقة بالجريمة،وهذا ما يسجل كمؤشر ايجابي لهذه الجلسة، وكان اسلوب ادارتها من قبل الدكتور سليم الجبوري يشير الى كفاءة ملحوظة لها اثارها الواضحة على سير المناقشات بطريقة تحفظ لكل متحدث دوره و حصته من الوقت المقرر . هناك نقاط مهمة تلفت نظر المتابع لهذه الجلسة من بينها:
– اتفاق الحضور على ان هناك جريمة وقعت،ولابد ان ينال مرتكبيها القصاص العادل.وهذا تطور ملموس في عمل البرلمان،فكم من قضية واضحة الابعاد في الدورة السابقة تأخذ وقتا وجدلا بسبب الاختلاف في الميول والأهواء والتفسيرات المحكومة بعوامل الارتباطات والولاءات المختلفة،بينما سجل اتفاق الحضور على ان جريمة وكارثة كبيرة اصابتنا في الصميم .
– كانت الافكار المطروحة من خلال سير الجلسة تشير الى رؤى ناضجة تبشر بخير،وان هناك قناعات بدأت تتنامى بأن مصلحة الجميع في بناء منظومة سياسية متماسكة تتجه نحو خدمة المصلحة العليا للبلد.
– كان الحضور متفقين من خلال المناقشات على ان الخطر القادم يهدد الجميع ولابد من اتخاذ الموقف المطلوب.
– طريقة وزير الدفاع سعدون الدليمي في شرح التفاصيل والإجابة على الاسئلة كانت طريقة هادئة وسلسة،تعبر عن استيعاب لحقيقة مايجري على ارض الواقع.
– كانت اجابات القادة الامنيين من الضباط الحضور واضحة وتتضمن معلومات واقعية عن تفاصيل ماجرى وهذه التفاصيل كشفت عن اخطاء وحالات تقصير وقعت هنا وهناك من ساحة العمليات.
– دخول بعض ذوي الضحايا تحت قبة البرلمان والاستماع الى كلماتهم ،ممارسة ناجحة لها اثرها الملموس في اشعارهم باهتمام المؤسسة التشريعية بمطالبهم والتفاعل المطلوب معها.
نقول بثقة بأن الاداء كان جيدا لدورة برلمانية في بداية شوطها،نأمل ان تتواصل الجهود نحو كشف المجرمين ومن تعاون معهم في هذه الجريمة البشعة.والاهم من كل هذا وذاك ان يتجه الجميع نحو اعادة النظر في كثير من الحسابات الخاطئة بقصد التصحيح بنيات صادقة تضع في حسا بها الاول خدمة المصلحة العليا للبلد.والله الموفق.