17 نوفمبر، 2024 8:38 م
Search
Close this search box.

لعبة وألعاب ولعبة!!

لعبة وألعاب ولعبة!!

هل إنتهت اللعبة؟!

قبل ستة أشهر كنت في حوار مع أحد الأخوة عن مدينة الموصل , وإستعدنا الذكريات في شوارعها وغاباتها ومعالمها الآثارية وحضارتها الإنسانية , وذكر لي بأنها لا تزال جميلة ومحافظة على كيانها الحضاري.

فقلت : هذا لا يتفق وقواعد اللعبة؟

قال: أية لعبة؟

قلت : لعبة المحق الحضاري!!

فالمنطقة تتعرض لمحق حضاري مبرمج ومُهندّس بدقة نفسية وسلوكية وإنفعالية شديدة جدا , تستوجب تحقيق أقصى ما يمكن من الأحداث ذات القوة الإنفعالية العاصفة , اللازمة لتدوير محركات ماكنات التماحق والإتلاف والتطهير الشامل.

وبعد ثلاثة أشهر من هذا الحوار , حصل الذي حصل في حزيران الماضي في الموصل , وما ترتب على ذلك من أحداث وتفاعلات مروعة وآثام شنيعة بحق الإنسان والتأريخ والهوية.

وقد تزامنت أحداث الموصل مع ما جرى في غزة , ولا يمكن تفسير ذلك على أنه مصادفة , فلا شيئ يحصل في عالمنا العربي بالصدفة , لأن البرامج والخطط لا تسمح بذلك , فكل شيئ يجري وفقا لخطوات محكمة ومتوالدة.

فاللعبة تلد لعبة أخرى , وتصنع ألاعيب تعد المنطقة للعبة قادمة , ذلك أن أية لعبة بحاجة إلى قوانين تديرها , ولكي يتم تفعيل قوانين اللعبة الجديدة , لا بد من لعبة سابقة لها تؤهل النفوس والعقول والعواطف لتطبيق قوانينها , التي تتمتع بشراسة أعلى وقدرة تدميرية إمحاقية متفوقة على سابقتها.

تُرى هل ستنتهي اللعبة التي بدأت في حزيران الماضي , بعد أن أسفرت عن مخاض للعبة جديدة قادمة ذات قدرات تدميرية فائقة ماحقة؟

كما ذكرت في مقالات سابقة أن ما حصل لن يدوم , وأن وراءه ألاعيب كامنة , أو أنها لعبة تخفي في رحمها أجنة ألاعيب لا قِبَل للمنطقة بها.

اللاعبون يعرفون دورهم وما عليهم القيام به لتأهيل الواقع للعبة قادمة أفظع من ألاعيبهم الحمقاء , وما يقومون به إنما من قواعد وألاعيب اللعبة , التي ستستدعي صُناع اللعبة لحرق رقعتها ولاعيبيها , وتؤسس للعبة دموية أخرى , وما أدراك ماهي!!

وكما يحلو لنا أن نتجاهل ونتغافل وننجرف في تيار اللعبة , فنتناسى أن الهدف الأساسي هو المحق الحضاري , وإلغاء الوجود التأريخي العربي الإسلامي , وإيهام الدنيا بأن التأريخ الحقيقي هو ما قبل تأريخ العرب بعدة قرون , وأن التعايش والتعاون في المنطقة إنما هو خدعة وضلال عربي إسلامي , جاء به محمد بن عبد الله , وعليه أن ينمحق ويزول.

ولهذا تتظافر الجهود لإثبات أن العرب حتى ولو كانوا من دين واحد لا يمكنهم التعايش والتآلف والتعاون , وإنما هم من مخلوقات الغاب , التي لا تعرف سوى سفك الدماء وعقيدتهم الإرهاب , وليس الدين الرحيم كما يحاولون أن يوهموا الدنيا.

وقد أكد هذه النظرية العرب المُنجرفون في تيار اللعبة وألاعيبها , وما تلده من لعب أخرى في متوالية الدمار الذاتي والموضوعي للوجود العربي , وصارت الصراعات ما بين أبناء الدين الواحد ذات قدرة خيالية على الفتك والتدمير والخراب , بعد أن تحقق الإقران الإنفعالي الفائق ما بين الأحداث وأهدافها , وما تتطلع إليه من تأجيج وترسيخ للتفاعلات الفتاكة , بين أبناء المجتمع الواحد والدين الواحد.

وهذا يفسر السلوك الماضوي الذي يُصار إلى إنتهاجه من قبل بعض العرب , الداعين لإلغاء التأريخ العربي منذ وفاة محمد بن عبدالله وحتى اليوم.

ويبدو أن اللعبة قد نجحت وحققت أهدافها , وأسست لمتوالية التدمير الفظيع الذي يحصل للوجود الحضاري في العراق والدول الأخرى.

ترى هل إن المحق الحضاري لمدينة الموصل ربما لواقع , وكأنه الهدف المطلوب تحقيقه!!

وهل سيتم القضاء على اللاعبين , أم ستُدمّر المدينة بأكملها بذريعة القضاء على بيادق اللعبة؟!!

أحدث المقالات