أتهجوه ولست له بند ..فشركما لخيركما الفدء – حسن بن ثابت
كان أبن تيمية مولعا بهجاء أتباع أهل البيت بشكل غير مسبوق كما في كتابه ” منهاج السنة النبوية والرد على الرافضة القدرية ” ولذلك يكون ماقاله الشاعرحسان بن ثابت هو مما ينطبق على أبن تيمية الذي هجى من هو ليس ندا له ,ولآن أبن تيمية كفر شيعة أهل البيت تجاوزا وعدوانا , و الكميت الذي سبق عصر بن تيمية هو التعبير الصادق عن معاناة أتباع مدرسة أهل البيت , قال الكميت :-
وطائفة قد أكفروني بحبكم .. وطائفة قالوا مسيئ ومذنب
ومن يقرأ كتاب أبن تيمية ” منهاج السنة النبوية ” يجد صحة ماقاله الكميت حيث قام أبن تيمية بتكفير الشيعة ورميهم بكل القبائح وألآنحرافات مثلما رمى العلامة أبن المطهر الحلي بكل الموبقات وجرده من العلم وأنكر عليه حتى أسمه , ثم أن أبن تيمية تمادى أكثر , فأنكر شد الرحال لزيارة قبر النبي “ص” وأنكر ألآمامة وأدعى أن ألآوزاعي والليث أعلم من ألآمامين العسكريين مما يعني أن أبن تيمية مبتدع وألغائي وخباط عشوات وباني شبهات منطلقا من نفس لاتحسن الظن بألآخرين , فقد حمل على المتصوفة وكفر محي الدين أبن عربي ألآ أنه لم يستطع أن يرد توجيهات علامة مصر ” عطا الله ” الذي أفحم أبن تيمية في حوار طويل جرى بينهما في القاهرة , وحمل على الفلاسفة وأهل الكلام وكفرهم , وخلف علماء أهل السنة والجماعة في الكثير من الفتاوى الفقهية منها : جواز الوضوء بالماء المضاف , وجواز الطواف للحائض , وعدم جواز بناء المساجد على قبور ألآنبياء وألآولياء , أن المتتبع لما يكتبه ويقوله أبن تيمية يجد نفسه أمام رجل كثير ألآدعاء تختلط المفاهيم عنده بشكل يجعله لايتورع من نسبة معاني ألآيات القرأنية الى غير ماوضعت له والى غير مادلت عليه , وهذا النوع من النسبة يسمى ” التحريف ” والتسمية قرأنية , فهو مثلا عندما يريد أن يخطأ الشيعة ويقلل من قيمتهم يقول كلاما جزافا حيث يقول : والقوم من أضل الناس في المنقول والمعقول في المذاهب وهم من أشبه الناس بمن قال الله فيهم ” وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ماكنا في أصحاب السعير – سورة الملك – 10- ومعلوم أن هذه ألآية تتحدث بلسان أصحاب النار وهم الكفار والمشركون , وعندما يحلو لآبن تيمية أن يدعي أن هذه ألآية هي مما ينطبق على الشيعة , والشيعة هم أتباع علي بن أبي طالب أول الناس أسلاما بعد رسول الله “ص” وأولهم فداءا لرسول الله “ص” حيث بات في فراش الموت , وهو أول الناس جهادا في سبيل الله تشهد له بدر وأحد ومعركة الخندق , وخيبر , وهو من قال فيه رسول الله “ص” : علي أقضاكم , وهو أعلم الصحابة وأبلغهم وأعدلهم , فكيف يكون أتباع هذا ألآمام هم أضل الناس ؟ ومن أجاز لآبن تيمية أن ينسب ماقاله الله في الكفار والمشركين أن ينسبه الى شيعة علي بن أبي طالب الذين نهلوا من علوم أهل بيت النبوة من أول أمام هدى الى أخر ألآثني عشر أماما وهو المهدي المنتظر “عج” والذين أثبتت التجارب والوقائع بما فيها من حوارات ومسائل وفتاوى أمتدت من عصر الصحابة الى المرحلة ألآموية الذين خرج فيهم معاوية على طاعة الخليفة الشرعي بمصطلحات الآسلام وألآمام بمصطلحات ألآسلام وألآيمان , ثم أمتد عصر ألآئمة الهداة من أل البيت الى شطر من العصر العباسي مابين بغداد وسامراء حتى كانت غيبة ألآمام المهدي الكبرى سنة 260 هجرية , أقول : أن طائفة تتبع أئمة هداة من الذرية الصالحة المصطفاة وهي مصطلحات قرأنية كما في ألآية ” 33″ و ” 34 ” من سورة أل عمران – كيف تسمى بالضالة ؟ ومن يجرء على مثل هذه التسمية ألآ من يصطنع الشبهات حتى يضيع الحق والحقيقة في نظر الناس ومن يفعل ذلك يلقى أثاما , وأبن تيمية يتعمد خلط ألآوراق وحرق المراحل أمعانا في صناعة الشبهة في نفوس من لم يطلعوا على وقائع وحقائق ألآمور , فهو يقول أن أصل المذهب ” يعني الشيعي ” من أحداث الزنادقة والمنافقين الذين عاقبهم في حياته علي أمير المؤمنين , فحرق منهم طائفة بالنار وطلب قتل بعضهم ففروا من سيفه البتار – منهاج السنة النبوية ج1 ص 11 – وفات أبن تيمية ومن أخذ عن أبن تيمية أن هذا ألآمر هو لصالح الشيعة ومذهبهم مذهب الحق , فأمامهم هو الذي عاقب المنحرفين حيث لامكان في الشيعة للآنحراف في عقائدهم ألآساسية التي هي عقائد ألآسلام في التوحيد والعدل والنبوة وألآمامة والميعاد والملائكة والرسل والكتاب وفي فروع الدين , الصلاة والصوم والحج والزكاة والخمس والجهاد في سبيل الله , وأذا كان أئمة الشيعة ألآثني عشر معصومون , فأن الشيعة كأفراد ليسوا معصومين سواءا من كان منهم عالما بالدين أو طالبا للدين أو غير ذلك , وغير المعصوم يقع منه الخطأ , وخطأئه حينئذ لايحسب على المذهب والطائفة , وأنما يحسب على نفسه كفرد , وهذا المعنى ومفهومه مما لم يتضح لعوم الناس الذين وقعوا في شبهات الفتنة التي أثارها أبن تيمية وأخذ عنه تلميذه أبن قيم الجوزية , ثم ألتحق بهم محمد بن عبد الوهاب المولود سنة 1703 م في العيينة من أرض نجد التي تسمى اليوم بالسعودية تجاوزا على تاريخ من صنع ألآيمان في الجزيرة والعالم ولم يسمي أرض نجد والحجاز بأسمه , وفتح مكة المكرمة وأرجع مفتاحها لمن كانت معه , بينما أشاع أل سعود وأل الشيخ القتل والذبح والتهجير وألآبعاد لآمام مكة ولآشرافها وللعاملين في الحرمين الشريفين كل ذلك أتباعا لنهج أبن تيمية ألآقصائي وألآلغائي والعنفي التكفيري , فهو صاحب شعار ” عليهم السيف المسلول الى يوم القيامة ” ويقصد بهم أتباع مدرسة أهل البيت ومن تبعهم , وماتقوم به داعش اليوم ومعها العصابات التكفيرية هو تطبيق عملي لذلك الشعار الفتنة والبدعة التي لم يسبقه اليها ألآ خالد بن عبدالله القسري والي ألامويين على الكوفة وتبعه الحجاج بن يوسف الثقفي , وبعض حواشي بني العباس مثل السندي بن شاهك وبعض المتزلفين لبني العباس , ويتفنن أبن تيمية في سبك الشبهات فهو ينقل عن غير الموثقين , مثلما ينقل عن الذين والوا بني أمية لمصالح دنيوية وأن كانوا في الظاهر ممن يدعون التشيع مثل الشعبي , ومثل شريك بن عبدالله الذي ينقل عنه أبن تيمية الرواية التالية : قال : سأل سائل شريك بن عبدالله : أيهما أفضل أبو بكر أوعلي ؟ فقال له : أبو بكر , فقال له السائل : أتقول هذا وأنت من الشيعة ؟ فقال نعم , أنما الشيعي من قال مثل هذا , والله لقد رقى علي هذا ألآعواد فقال : ألآ أن خير هذه ألآمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر , ثم ينسب أبن تيمية هذا القول لآبي القاسم البلخي كونه شيعيا ليدعم رأيه , ويحقق مايريد من الشبهات في عقول ونفوس العامة من الناس , ناسيا أن علي بن أبي طالب عليه السلام هو من قال وهذا موثق في نهج البلاغة , متى كنت أقرن الى هذه النظائر وأنا ينحدر عني السيل ولا يرقى الي الطير , والخطبة الشقشقية معروفة وفيها يقول : والله تقمصها أبن أبي قحافة وهو يعلم أني منها كالقطب من الرحى , والخليفة أبو بكر ” رض ” هو من قال : أني وليت عليكم ولست بخيركم ” وهو وعمر بن الخطاب من قالوا لعلي بن أبي طالب يوم غدير خم ” بخ بخ لك يأبن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة ” وهذا النص موثق لدى رواة القرن ألآول وفي صحاح مسلم والبخاري وكنز العمال , وفرائد السمطين , وعند السيوطي , لكن أبن تيمية يتغافل عن كل ذلك ويعمد الى الضعيف وغير الصحيح والشاذ من الروايات والحديث ليوقع المسلمين في شبهات هي كالظلمات , وأبن تيمية يعتبر قيامه بكتابة رده على كتاب ” منهاج الكرامة ” للعلامة أبن المطهر الحلي من باب قيامه بالقسط والشهادة وعلى طريقة خلطه للشبهات يدعي ويستشهد بألآية الكريمة التالية وهي من باب الجري والتجاوز وعدم أستيفاء معنى ومفهوم ألآية وهذا هو ديدن أبن تيمية في كل أستشهاد بعيد عن المقاربة لما يريد ولكنه يحشره حشرا فيكون من المتحرفين لمعنى وقصود ألآيات الكريمة وسنرى , فهو مثلا يستشهد بقوله تعالى ” ياأيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين وألآقربين أن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وأن تلووا وتعرضوا فأن الله كان بما تعملون خبيرا ” – 135- النساء – ومعلوم أن سياق ألآية عام يشمل جميع الناس أن يقولوا الحق ويتبعوا منهج العدل , وهو كذلك دعوة للحكام أن يقيموا العدل بين الناس وكذلك قال المفسرون ومنهم أبن عباس أنها دعوة للقول والعمل بالمعروف والنهي عن المنكر , وعن أبن عباس كذلك أنه للرجلان يجلسان بين يدي القاضي فيكون لي القاضي وأعراضه لآحدهما عن ألآخر – مجمع البيان ج3- ص 124- وعلى ذلك نعرف بعد ما أراد أبن تيمية عن توجيه معنى ألآية وأنه عمل بضدها وخالف معناها عندما لم يكن عادلا ولا مستقيما في قول الحق تجاه مذهب الشيعة وتجاه العلامة أبن المطهر الحلي وكتابه ” منهاج الكرامة ” الذي هجاه بعبارات التهجم والتسقيط والكراهية والحقد , فأين هو من منهج العدل وقول الحق ؟ ثم نرى أبن تيمية يستشهد بقول النبي “ص” وهو بعيد عن معناه ومقاربته , حيث يقول في ص19 ج1 – أن الله تعالى أمر بالصدق والبيان ونهى عن الكذب والكتمان كما قال النبي “ص” ” البيعان بالخيار مالم يتفرقا , فأن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وأن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما , ولنا أن نسأل أبن تيمية لماذا تحشر ألآمور بهذه الطريقة من خلط المعاني , ومن هو الكاتم للحق ؟ ألم تكن أنت من تتعمد كتمان حق علي وأهل بيته وتكتم قول النبي وشهادته لعلي بن أبي طالب التي سارت بها الركبان وتخلفت أنت عنها ؟ ألم تكن أنت كاذبا في ذلك عندما تعتبر الشيعة ملاحدة وكفارا وأنجس من المجوس والصابئة واليهود والنصارى ؟ ثم يستشهد بدون دليل بقوله تعالى ” ياأيها الذين أمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنئان قوم على ألآ تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى ” – المائدة – 8 – ومرة أخرى يكون أبن تيمية هو من يقع في شنئان القوم فلا يعدل في القول وأنما يتبع الهوى , ثم يبعد أكثر عن المعنى ويغرق نفسه بشهادات ألآيات التي هي عليه وضده وليست له كما قال تعالى ” وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ” – البقرة – 143- ثم يستشهد بأية الجهاد في سورة الحج رقم 78- وكذلك بقوله تعالى ” ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ” البقرة – 140- وهي مما ينطبق عليه وتدينه لآنه كتم حق النبي “ص” في الوصية لمن بعده وكتم حق ألآمام علي وألآئمة من ولده وأدعى ذلك تشبه الشيعة باليهود الذين حصروا الملك في أل داود وحصر الشيعة ألآمامة في ولد علي ؟ وهو بذلك يكتم الحق ولايقول الصحيح , فالنبي هو الذي صرح بحصر ألآمامة بولد علي تنزيلا من الله وليس برأي من الهوى , وهذا ماضل عنه أبن تيمية وأوقع معه كثير من عامة المسلمين ممن لاحظ لهم بالفقه والبيان والتفسير , ثم يكرر ألآستشهاد بألآية 187- من سورة أل عمران لنفس الغرض وألآيات ” 159- 160- من سورة البقرة – ويقول : أذا لعن أخر هذه ألآمة أولها فمن كان عنده علم فليظهره , ومرة أخرى نرى أبن تيمية يقع بما حفره للاخرين , حيث يقول أن أول هذه ألآمة هم الذين قاموا بالدين تصديقا وعلما , وعملا وتبليغا فالطعن فيهم هو طعن في الدين , موجب للاعراض عما بعث الله به النبيين – ج1 ص 18- ونحن نقول هذا صحيح وأول هذه ألآمة هم أهل البيت علي وفاطمة والحسن والحسين وهم الذين نزلت فيهم أية التطهير , وأية المباهلة ولم تنزل بغيرهم فالطعن بهؤلاء هو الطعن بالدين , وأبن تيمية متورط بالطعن بأهل البيت وشيعتهم أنظر ماذا يقول في ج1 ص20- لاسيما الرافضة فأنهم أعظم ذوي ألآهواء جهلا وظلما , يعادون خيار أولياء الله تعالى من بعد النبيين من السابقين ألاولين من المهاجرين وألآنصار والذين أتبعوهم بأحسان , ثم يبلغ بأن تيمية التيه والهوى والحقد فيقول عن شيعة أهل البيت بما فيه الكذب الصريح حيث يقول : ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين , كالنصيرية وألاسماعيلية وغيرهم من الضالين – ج1 ص20- منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة القدرية ” هل لاحظ القارئ والمتابع معي هل هناك أجرأ من هذا الرجل على ألافتراء والكذب في تاريخ المسلمين بل في تاريخ البشرية جمعاء , أن من يقول أن الشيعة قدرية لايعرف شيئا من الكلام والعقائد , ومن يقول أن الشيعة تشبهوا باليهود في المسائل التالية أختصارا على القاارئ : في حصر ألآمامة بولد علي , وفي تأخير صلاتهم الى ظلام الليل وفي عدم أكلهم الجري والمرماهي , أن من يقول ذلك أنما يفتري على الله ورسوله والناس وهو لايعرف النصوص القرأنية في ألآصطفاء والذرية الصالحة ولايعرف أية المباهلة وأية التطهير ولايعرف ماهي شروط أكل صيد البحر , ولايعرف ماهي شروط دخول المغرب وأوقات الصلوات وما رخص به النبي ومالم يرخص , ومن لايعرف كل ذلك لايحق له أن يتصدى للفتيا وللرأي والفقه وبيانه وأولى به أن يلزم الصمت على قاعدة من يقل فيكم خيرا أو فليصمت , من هنا رأينا كيف يخلط أبن تيمية المعاني والمفاهيم ليخلق الشبهات حتى يوقع الناس في التيه , وماتقوم به داعش اليوم هو التطبيق العملي لآفكار وثقافة أبن تيمية الداعية للعنف والتكفير وهتك الحرمات , ومن ينكر ذلك فهو من الذين ضلوا ضلالا بعيدا .