لا اريد ان اتحدث عن آمرلي المدينة العراقية الصامدة الشجاعة , فقد كتبت عنها جميع الاقلام الشريفة التي لم تشتريها ارادات الدون الساقط بمختلف مسمياتها وايديولوجياتها واساليبها , وهي تستحق ان نواصل في الكتابة عنها كلما استحضرنا معاني الصمود والتضحية وشرفية الموقف والوطنية الحقة , ولكن يجب ان يعرف الجميع ان ملحمة تحرير آمرلي من قبل قواتنا الامنية مع ابطال الحشد الشعبي بمختلف مسمياتها , هي درس للجميع , درس للارادات السياسية من دول الجوار مع ماكناتها الاعلامية الذين استهانوا بالقدرة العراقية , مفاد الدرس ان هذه المدينة العراقية الصامدة (آمرلي) لا توجد فيها حواضن للارهاب قد قهرت داعش ومن وراءه سيل الدول الداعمة له وصمدت ما ينوف على الثمانين يوما , على النقيض تماما من محافظة الموصل وهي من المحافظات الكبيرة في العراق والتي لم تصمد اكثر من ساعتين امام داعش على الرغم من ان تعداد سكانها ناف على الثلاثة ملايين , فما السبب واعتقد لا يحتاج السبب الى تبيان فهو اكثر من واضح مقارنة باستحضار النموذج الآمرلي في الصمود , والدرس الثاني هي للداخل العراقي من اجل ان يعرفوا ما يحاك ضدهم وعليهم ان يلفظوا غبار الفتنة خارج محيطهم خاصة ونحن امام تشكيل حكومة جديدة والحاجة ماسة الى اختيار الشخصية الوطنية الحقيقية والتي تتمتع بالكفاءة والتخصص والنزاهة , والدرس الثالث يجب على الجميع ان يعرف ان تحرير آمرلي هو ثمرة الرؤية والحكمة السديدة التي تحملها مرجعيتنا الدينية الرشيدة والتي استطاعت ان تقلب موازين الاحداث داخل العراق , فهي الجهة الوحيدة التي لم يخطط لها الجهد الوهابي البعثي المشترك , حيث خطط هذا الجهد المقيت لاشاعة الفتنة وخطط لاستغلال الصراعات السياسية وبذلت الاموال لشراء الذمم , لكنه لم يخطط ولم يعرف ما تمثله المرجعية ضمن النسق الاجتماعي والعقدي داخل العراق , وهي (اي المرجعية ) اعادت موازين القوى داخل العراق الى نصابه الصحيح , والدرس الاخير هو علينا ان ننطلق من آمرلي لتصحيح مسار ستراتيجيات التحرك والتحالف بناءا على الموقف الصادر من شركاء الوطن حيال آمرلي , واعتقد ان الدروس واضحة , فطوبى لآمرلي واهلها لانهم شرحوا الدرس .