18 نوفمبر، 2024 1:33 ص
Search
Close this search box.

صناعة القادة بين التقويم والتسقيط..أبو كلل نموذجا

صناعة القادة بين التقويم والتسقيط..أبو كلل نموذجا

ليس من السهل صنع قادة لبلد يكون لهم دور في مستقبل الأمة و الوطن, لأنها عملية صعبة جدا, وتستغرق سنوات, هذا الحديث يصح في بلداننا..نصف النائمة.
بلدان الدولة المتقدمة يتاح فيها للشباب أن يمارسوا القيادة, سياسيا أو اجتماعيا أو وظيفيا بسهولة, لان التنافس حر وشديد, ومن يثبت نفسه, يستطيع فرضها على المحيط أو المكان الذي يعمل فيه ولو تدريجيا.

لدينا الأمر يختلف, ليس لقلة المواهب التي تحمل مؤهلات القادة, أو عدم وجو الفرصة”وان كانت شحيحة نسبيا, لإيمان معظم الجهات أن القادة التاريخيون يجب أن لا يتخلوا عن دفة القيادة, وان الدنيا ستقف أن تنحوا أو فسحوا الطريق لجيل الجديد”, بل لأننا كمجتمع لا نحب التجديد, اعترفنا بذلك أم لا, ونميل للانتقاص لا التقويم, وربما نكره نجاح الآخرين من دون أن نعي ذلك.

قلة هي الأحزاب التي دفعت بوجوه شابة لواجهة العمل السياسي, خلال تجربة السنوات العشرة الماضية, فالوجوه نفسها, وما يجري هو تبادل للمواقع للأدوار, وكان لا بديل لهم, ومن يتجرأ ويدفع بوجه أو اثنين, سيواجه بحملة مسعورة, من المنافسين السياسيين والسذج, لتسقيط هذه النماذج, وما يحصل هذه الأيام مع القيادي في كتلة المواطن, وناطقها الرسمي بليغ أبو كلل , مصداق واضح وصريح.

وجه إلى السيد أبو كلل الكثير من التجريح والشتم والسب, و التسقيط والانتقاص, وتشويه المواقف وتحريفها, وتأويل التصريحات..لم يوجه إليه أي نقد موضوعي, أو تقويم لعمله أو ما يقوم به..ولنكون منصفين, فان جزءا من هذا النقد مقصود به كتلته, ووسطيتها التي تكاد لا تفهم من الجمهور, في ظل الدماء والمعارك, واختلاط الأوراق الجاري في العراق حاليا.

الرجل ليس نبيا, فهو سياسي شاب يمكن أن يتركب الأخطاء, لكن أن تقاد ضده هذه الحملة الممنهجة, وبهذا الشكل المنظم!, أمر غريب حقا.. أم هو ليس بغريب؟

من يراجع كل اللقاءات التي خاضها السيد أبو كلل, مع خصومه السياسيين, خلال الحملة الانتخابية, وما بعدها خلال تنحي السيد المالكي وتكليف السيد العبادي, ودور كتلة المواطن المحوري في تجميع شتات البيت الشيعي, وحشد التأييد لتشكيل الحكومة الجديدة, ومقبوليتها لدى مختلف الأطراف السياسية..يفهم المقصد الحقيقي من تلك الحملة, ومن هو ورائها.

صناعة قادة شباب يمكن أن يكون لهم دور, في قيادة البلد مستقبلا, ليس أمرا متاحا دوما, وهؤلاء القادة بحاجة لمساندتنا,تشجيعا و تقويما ونقدا عادلا..أما أن نشارك في تسقيطهم, دون هدف ما, أو نتيجة ترجى, فهي خسارة لنا جميعا.

البلد بحاجتنا جميعا, متكاتفين, مقومين لبعضنا..لا شاتمين

أحدث المقالات