18 نوفمبر، 2024 5:54 ص
Search
Close this search box.

المذنبون في مذابح الشيعة والاقليات

المذنبون في مذابح الشيعة والاقليات

كانت هواجس المخلصين لامتهم ووطنهم من عبارة الامبراطور العالمي الجديد(الولايات المتحدة الامريكية)سنعيد او اعدنا العراق خمسين عاما الى الوراء في حرب تحرير الكويت عام 1991مرعبة ومخيفة,

وقلنا ان الحضارة والتاريخ والعقل العربي والعراقي تحديدا قادرة من ان تقلص تلك الفترة الطويلة ,فجاءت صاعقة سقوط بغداد وانهيارنظام البعث الارهابي 2003 ,ليعيد حساب العودة الى الوراء الى واجهة التقييم مرة اخرى,

ولكن في دوامة الكوارث العراقية الفوضوية الرهيبة سقطت كل الاعتبارات الحسابية لسنين النهوض من الكبوة والانكسار,

لسلسلة مرة من مواريث الظلم والاقصاء والتهميش والفقر والعوز ,ووحشية الجرائم السياسية,

(سقوط النظام الملكي وقتل ملك فيصل الثاني والتمثيل بجثث الوصي عبد الاله ونوري السعيد-مجيئ قاسم واغتياله على يد البعث وبعض الضباط الاغبياء-ثم البكر واغتياله من قبل يده وساعده الايمن صدام-سقوط نظام صدام واعدامه بعد 2003-الحرب العراقية الايرانية 1980-1988-حرب احتلال الكويت 1990-1991-الحصار الاقتصادي-الانتفاضة الشعبية الشعبانية وماتلاها من مقابر ومجازر جماعية طائفية ابشعها مجازر معتقل الرضوانية-الارهاب الطائفي العراقي العربي الاقليمي,الخ.)

,حتى خرجت الينا الجاهلية الاولى من شبه الجزيرة العربية وشمال افريقيا والعالم كله, التي صرفت وخصصت لها دول البترودولار الخليجي(وبالاخص السعودية وقطر)مليارات الدولارات ,وسخرت لها وسائل الاعلام الحديثة بشكل مدروس(استقطبت الجامعات التكفيرية

الوهابية جهلة المسلمين ,واغدقت عليهم بالمال والمكفرات- الاسرائيليات الاموية- واعادتهم لبلدانهم مع اموال فتح مساجد ومراكز وهابية,وخير مثال على ذلك كردستان العراق ووهابية الحصار الاقتصادي) ,

وكأن ابواب اوربا عندما كانت تفتح للجماعات والقيادات المتطرفة سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بما فيها جماعة الاخوان المسلمين, لم تكن بدوافع انسانية ,

انما هي عبوات لحشوات البارود القابل للاشتعال في اي وقت,استثمرت كمطية طيعة لتنفيذ وادارة مخطط محور الصراع الدولي الجديد ,القريب من حدود واطراف الاتحاد السوفيتي السابق ,وجمهورية الصين الامبراطور الصاعد بهدوء وببطئ,

فكانت البوابة الدموية المفتوحة بغداد وكل ارض العراق,

ثم انتقل الوباء الوهابي الارهابي التكفيري لبلاد الشام مستغلا فورة وثورة الاندفاع العربي الهائل نحو تغيير الانظمة العربية الشمولية,سمته الادارة الامريكية “مشروع الشرق الاوسط الجديد”,وسماه العرب “الربيع العربي”,فلا كان شرقا جديدا,ولم يكن ايضا ربيعا ,انما خريفا اسود,

حمل لنا وحوش كاسرة اعتادت على منظر الدماء واقامة الحدود الوهابية الاعتباطية في في بلاد نجد والحجاز ,ومن ثم جمهورية طالبان الافغانية واخرها دولة داعش والنصرة واعلان الخلافة اللاسلامية,

كل هذه الامور يمكن ان نكون مع الاخرين قد تطرقنا اليها في العديد من المقالات والنشرات الالكترونية المختلفة,لكن مانود التركيز عليه هنا ,وفي خضم ازمة جريمة تسليم الموصل وتكريت وبقية المناطق لداعش ,وابادة اكثر من 1700 عسكري بلباس مدني اعزل من السلاح,

هو كشف الاسباب وتحديد الاخطاء والمذنبون في كل مايحدث في العراق من جرائم فظيعة لايمكن التغاضي عنها او نسيانها,على اعتبار ان الارهابي عدومباشر واضح وصريح في عداءه,ولنحدد الكلام بنقاط معينة لتوضيح وجهة نظرنا المستشفة من الواقع والحقائق المتداولة والمتاحة:

اولا:بعد سقوط نظام صدام الارهابي اصبح امر متابعة مجرمي هذا النظام الدموي متذبذب ومشتت ويكتنفه الغموض,

كان اجتثاث البعث, ثم المساءلة والعدالة ,وبعدها دعوات المطالبة بالغاءه,علما ان هذه المطالب اغلبها تتعلق بالبعثيين الشيعة, الذين كانوا اداة صدام الاجرامية في متابعة وكتابة التقارير واعدام معارضي نظامه الشمولي في الوسط والجنوب(لان اغلب البعثيين السنة كانوا قياديين في الحزب والدولة وجرائمهم غير موثقة للناس,والاجهزة الامنية هي من يمارس القمع الدموي المباشر,ورغبة القوى السنية برفع الاجتثاث لان اغلبهم لديه شهادات شكلية عليا اخذت بالغش والقوة, يراد منهم العودة للمناصب الحساسة في الدولة),

والكل كان متفهم ان المقصود من الاجتثاث هو البعثي المجرم,ولايقصد به كل من انتمى للحزب,الامرالاخر هو مايتعلق بمجرمي الاجهزة الامنية

(الامن الخاص والعام ,وفدائيي صدام ,والاستخبارات والمخابرات وقادة الجيش المنفذين لجرائم الابادة الجماعية),

فمن المفترض ان تكون هناك قوانين خاصة , صدرت من قبل مجلس الحكم ,بادانتهم واحالتهم الى محاكم خاصة للنظر في جرائمهم,ومن ثم تشريع قوانين منصفة لضحايا النظام البائد,

والانتهاء من هذا الملف وتركه للقضاء والجهات المعنية بتعويض المتضررين,لكن الذي حصل تمييع لتلك المطالب الضرورية الكثيرة,فلم تعالج الحكومة هذه الملفات بشكل فاعل,

وبدأت بالتخبط في اصدار والغاء وسحب بعض القوانين,اضافة الى انهم اصبحوا امام كم هائل من الضحايا (ضحايا مابعد نظام صدام جراء العمليات الارهاب),

المشكلة الرئيسية في هذه الفوضى هو المكون السني: فالعديد من القبائل والعشائر والسياسيين السنة لايريدون الاعتراف بأن نظام صدام كان نظام دموي اجرامي,

وان ضحاياه هم عرب شيعية عراقيين اصلاء في هذا البلد منذ مئات السنين,ولهذا اصطف هؤلاء الاوغاد مع داعش والجماعات الارهابية المقاتلة في العراق وسوريا,

بعدما انطلت عليهم اللعبة القطرية السعودية التركية الامريكية, بأن الشيعة سيحكمون العراق ويكونون تابعين لايران,ولايعرفون ان التجارب الطويلة اكدت من ان اغلب فصائل المعارضة العراقية الاسلامية الشيعية ,

التي كانت مقيمة في ايران لم تكن منسجمة مع النهج والاسلوب وطريقة الحكم الايراني(مع البقاء على متانة العلاقات معها),

وهذا الامور تحتاج الى تحرك جاد والى شجاعة الممثلين المباشرين لضحايا النظام البائد, من اتخاذ وتنفيذ تلك القرارات المتعلقة بالضحايا والجناة والمتعانين مع الارهاب…

ثانيا:المذنبون في كل مايحدث في العراق هم السياسيين والكتل ومراجع الدين الشيعة,الذين بدأت تخفت اصواتهم تدريجيا بالمطالبة باستعادة حقوق

الشيعة المسلوبة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عشرينيات القرن الماضي,

بل لازال البعض يتعامل مع القضية بمزاجية وانتقائية جافة,

(بل حتى في داخل البيت الشيعي هناك صراعات مناطقية شخصية عائلية دائمة بين سياسيي بغداد والنجف وكربلاء وبين مايسمونهم معدان الجنوب والاخرين),

في حين ان الجرائم الارهابية التي ان وضعت الحرب على الارهاب اوزارها ستكون لها ذاكرة ثقيلة مؤلمة,ستقلي بأثارها على المكون الشيعي والشعبي العام ,وذلك من خلال بقاء شواهد تلك الاحداث

(الايتام- الارامل- المعاقين -ذوي الضحايا- والتوثيق الالكتروني للجرائم الارهابية),

صحيح ان مراجع الدين والسياسيين الشيعة متخوفين من اندلاع حرب طائفية اهلية لاتبقي ولاتذر,لكن يجب ان نستثمر بقوة وقوف بعض العشائر والسياسيين والنخب العراقية السنية الشريفة ضد الارهاب,

والتي لديها ايضا تفهم واضح لضحايا نظام البعث البائد,

بحيث يمكن ان يكونوا سندا قويا لاخوانهم الشيعة في محاربة وطرد عصابات داعش ومجرمي البعث ,

وهي مواقف تستحق الاشادة والثناء لانهم من ابناء تلك المناطق المنتهكة من الارهاب ,وهم اهداف سهلة لتلك العصابات,وهناك الكثير من الشواهد المروعة لما يحصل لابناء الصحوات وثوار العرب السنة,فداعش لايكتفي بارتكاب جريمة واحدة انما ابادة العوائل باكملها ,وهدم بيوتهم وسرقة ممتلكاتهم,وليس ذنب المواطن العراقي السني ان صدام يحسب منه ,

وان اغلب المتورطين مع داعش هم من ابناء تلك المناطق,فلاتعني الكثرة في تشخيص ثقافة او جهل المجتمعات اساس للحكم المطلق عليها, انما بالطبع هناك شرفاء وطنيين مخلصين لبلدهم,لان الافعال الاجرامية الارهابية البشعة لداعش مقززة وغير قابلة للتبرير والقبول من الانسان السوي اطلاقا

,ولكن هناك خلط بين مسألة محاربة الارهاب واذنابه واجتثاثهم من العراق, وبين التقليل من حدة المشاعر الغاضبة والتوترات المتعلقة بضحايا المكون الشيعي,

وكأن العدو عدوا عاديا ,وليس كائنا همجيا لايعرف من الحياة الا الفوضى والتخريب, والسادية المفرطة بالبشاعة الاجرامية,بحيث الى الان لم يخرج الشيعة بقضاياهم مع قواهم السياسية والدينية والاجتماعية الموجودة على الارض بقرارات وخطوات مصيرية,

تشرح الحقائق الموثقة للعالم المتعاطف مع قصة تهميش المكون السني ,لبيان حجم الكوارث الارهابية التي تعرض لها الشيعة,وهذا ذنب يدفع الشعب ثمنه يوميا دون تمييز,

لان مافعلته داعش بعد احتلال الموصل بالتركمان الشيعة وبقية الاقليات (كالمسيحيين والايزيديين والشبك) يعد من الكوارث الوطنية والقومية والانسانية الكبرى,الشيعة يتحملون مسؤوليتها لانهم المكون الاكبر في العراق ,ومن المفترض ان غالبية الجيش والاجهزة الامنية منهم(كيف ستقرأ الاجيال القادمة التاريخ الحالي,عندما تركت النساء العراقيات يغتصبن ويبعن في سوق داعش للجواري ,لمدة تجاوزت الثلاث اشهر ولازالت على بعد عدة مئات من الكيلوامترات في الموصل من المنطقة الخضراء في بغداد ,ورقاب تقطع واموال تنهب وناس تهجر الخ.)….

ثالثا:الشعب هو المذنب الاكبر في كل مايحدث,لانه اعاد انتخاب اغلب الفاشلين والفاسدين مرة اخرى,في ثلاث دورات انتخابية, كررالشعب نفس الاخطاء متجاهلا اهمية ان تسلم امانة الدولة للسراق والجهلة القادمين من اجل مصالحهم الشخصية فقط,والكل اعترف ان سبب فشل الحكومات المنتخبة هو البرلمان ورؤساء الكتل,وسمح بأن يكون في مجلس الوزراء وزراء فاسدين يسرقون المال العام علنا,وتقبل بكل مرونة انتقال بعض اعضاء البرلمان من الوزراء بين الوزارات المتناقضة الغير متقاربة في الحكومات المتعاقبة,وهذا امر لايعرف له مثيل في العالم المتحضر…

رابعا:المذنب الاخر في جرائم ابادة الشيعة والاقليات,هو كل من دمج جنديا او شرطيا في الجيش والاجهزة الامنية من اجل شراء صوته الانتخابي,

وكل من منح رتب عسكرية كبيرة لاشخاص لايحملون المؤهلات العلمية والعسكرية ,وورطهم في اصعب مهنة عرفتها البشرية مهنة الجيش والعمل الامني,

بل ان المالكي ورط نفسه باستلام ملف القيادة العامة للقوات المسلحة, والدفاع, والداخلية,وابقى على اشخاص سماهم المستشارين في مواقعه مع قلة خبراتهم الامنية وفشلها كفشل اجهزة كشف المتفجرات,

لكنه بعد فشله في الحد من السيارات المفخخة والعبوات والاحزمة الناسفة في بغداد,وتكررت في عهده مسألة هروب السجناء السياسيين,

وتقاعسه عن توفير غطاء امني لجنوده,

بحيث اصبحت كمائن داعش للجنود العائدين في الاجازات لاهلهم مسألة طبيعية,وقعت كارثة الارهاب الداعشي الذي يقاتل عند حدود العاصمة بغداد,ورجع مرة اخرى الى عوائل فقراء الجنوب (الى اولاد الملحة المسكينة كما يسموها اسياد الشيعة) ليستخدم ابناءهم في الحشد الشعبي لحماية المنطقة الخضراء(العراق) من داعش,

بينما كان عليه ان يشكل مجلس عسكري موسع, يتركه دون تدخل ,يدرس امكانية تطوير الجيش وتسليحه بشكل صحيح,

وان يكون رده قاسيا على من يتعرض للجيش العراقي ويشوه سمعته,والكل شاهد حديث السيد سعدون الدليمي الصريح في البرلمان حول جريمة سبايكر,وكأنه يتوسل الدعم المعنوي من السياسيين,

بينما اثبتت قوات الحشد الشعبي باسلحتها التقليدية البسيطة وتدريبها البسيط انها تقود معارك بطولية رائعة في ساحات الجهاد,

واصبحت الحاجة الوطنية الملحة لكي يصبح هؤلاء الابطال عماد الجيش الخاص(الجيش الوطني الخاص على غرار تسميات الحرس الجمهوري),ولانشعر بالتفاؤل ابدا بخلفه العبادي الذي اتكأ كصاحبه على اللوبي الدعوتي المستفيد من الديمقراطية السخية بالاموال والوظائف السيادية والخاصة لهم ولاولادهم واقرباءهم,فتلك وجوه لانشعر انها باتت تحمل سمياه الايمان من اثر السجود…..

الحقيقة يطول الحديث, ولكن يجب ان نثبت كشعب اسباب الكوارث الامنية ,ونحدد مسؤولية تلك الاخفاقات والازمات,

ونطالب بقوانين رادعة صارمة بحق كل من سولت له نفسه المريضة خيانة العراق والتعامل مع الارهابيين,

والاسراع بتشكيل محاكم خاصة للجرائم الارهابية, بحيث تحسم ملفات الارهابيين بمدة اقصاها ثلاثة اشهر,

والامتناع عن ارسال ابناء الجنوب للخدمة في المناطق الساخنة ,والعمل على تشكيل الوية سنية من ابناء تلك المناطق ,والسماح لهم بمقاتلة داعش وحماية محافظاتهم من الارهاب..

اخيرا: نطالب السيد المالكي ان يكون بمستوى المسؤولية ,وان يخرج للشعب شارحا اسباب انهيار الفرق العسكرية في الموصل وتكريت,

ولماذا تاخر الجيش من تنفيذ عملية انقاذ ضحايا سبايكر؟

ولماذا جاء تسليح طيران الجيش والقوة الجوية بالطائرات العسكرية بعد سقوط الموصل؟

اضافة الى تساؤلات كثيرة ,يمكن ان يسألها الشعب, او ممثليهم في البرلمان,

كذلك نود ان نقول مسألة ترك الارهابي والمتعاطفين والمؤيدين لهم دون عقاب,

كحالة اهمال او ترك القضاء والمجتمع على سبيل المثال للشاذين والمجرمين والفاسقين والسراق الذين سينتقلون من جريمة لاخرى دون توقف,

ولهذا وضع الله سبحانه عقوبات ارضية وسماوية,بعضها يمكن غفرانه بعقوبة الدنيا ,وبعضه لايغتفر دنيا واخرة…

عضو مؤسس في حزب المثقفين والكفاءات.. والفقراء والمهمشين ..والوطنيين الاسلاميين والقوميين والعلمانيين العراقيين

فهل سيكون هناك طائفيين بيننا..كلا والف كلا..اذن دعونا نبني وطنا متحضر امن…

أحدث المقالات