22 أكتوبر، 2024 6:40 م
Search
Close this search box.

صاحب الطوبة … والتيار الصدري 

صاحب الطوبة … والتيار الصدري 

عندما كانا صغار ونلعب كرة قدم (طوبة) كانت في المحلة عائلة ميسورة الحال ، وذات سمعة طيبة ، ووجاهه اجتماعية ، وكان أبناء هذه العائلة يملكون إمكانيات جيدة ويتمتعون بروح قيادية منذ الصغر وكذلك يملكون الكثير من الألعاب ووسائل الترفيه الاخرى ومن ضمنها الطوبات بأنواعها
 (الكريكر ، والبلاستيك ، والنفخ ، والتفخ ) كنا نحن أصدقاء اطفال تلك العائلة نلعب معهم وكان صديقنا هو الطفل الرابع ( الكعدة ) و كان الأكثر دلالا بين اخوته ، وكانت عنده طوبة بلاستيك صغيرة بصغر أعمارنا ، حيث كنا نذهب ونلعب مع أطفال المنطقة وننقسم الى فريقين ، فريق الفرع يرئسه صديقنا (صاحب الطوبة) والفريق الاخر أيضاً يرئسه صاحب طوبة اخر ، وبطبيعة الحال فأن صاحب الطوبة هو الذي يكون مهاجم الفريق اضافة الى ترئسه الفريق وهو من يحدد من الذي يلعب ومن الذي لا يلعب ولا يهتم الى المستوى او القدرات والإمكانيات التي يمتلكها أفراد الفريق
كان يعتمد في تحديد تشكيلة الفريق على الأطفال الذي يميل اليهم والذين يلعبون وفق ما يريد هو ( عندما تلزم الطوبة كون تحوله اله ) وكل من لا يعطي الطوبة اليه لكي يسجل هو الهدف يكون غير مرغوب به ضمن تشكيلة الفريق ، اما اللاعب الذي يمتلك مهارة جيده ويلعب بمستوى فني عالي ويسجل الأهداف دائماً يكون غير مرغوب فيه ضمن التشكيلة الاساسية للفريق ، نستعين به فقط بعدان نخسر خسارة كبيرة ويحرج الفريق وصاحب الطوبة فيقوم بأستبدالة للمشاركة باللعب عسى ولعل ان ينقذنا ويسجل بعض الأهداف التي تحفظ ماء وجوهنا امام الفريق الاخر، وقد كنا كثيرا ما نعترض على صاحبنا ( ابو الطوبة ) على تشكيلة الفريق ، ونوع اللعب ، ويبرر تلك التصرفات بكلمتين ، يقول لنا وبالفم المليان أنا (صاحب الطوبة ) ، ليعجبة يلعب ويبقى بالفريق اهلًا وسهلا والمايعجبة يروح يشوف غير فريق ،  فمنا من يذهب الى فريق آخر ، ومنا من يبقى عسى  ان يأخذ مكانه الحقيقي في فريق الدربونة في يوما من الأيام ، وقد كنا نعتز كثيراً بدربونتنة وفريقها لكونها كانت ولازالت ملاذنا الأمن  وفيها الكثير من الذكريات والحكايات التي من غير الممكن ان ننساها او نتخلى عنها رغم كل المشاكل والتحديات التي واجهتنا

ومع مرور الزمن اقترح علينا بعض الأطفال بأن نقوم بجمع مبلغ من المال من مصروفنا اليومي حتى نتمكن من شراء (طوبة) وبعد جهد وعناء ووقت استطعنا ان نجمع مبلغ من المال ، ولكن هذا المبلغ لم يكفي لشراء طوبة كريكر لكوننا قد كبرنا وصار إلزاما علينا ان نلعب بهكذا نوع من الطوبات مع الفرق الآخرى ،  وبينما نحن في حيرة من أمرنا كيف يمكن لنا ان نجمع ما تبقى من مبلغ لشراء الطوبة ، والتخلص من تحكم رئيس الفريق بأمكانياتنا وقدراتنا فضلا عن مشاعرنا فقد أصبح عندنا وجود ومكانه بين الفرق الاخرى لا يستهان بها …
 وبينما نحن نبحث عن حل قدم لنا (ابو الطوبة) مقترحا فيه بعض النقاش ، فمنا من وافق ، ومنا من رفض ،
وبعد نقاش عميق ومستفيض تم الاتفاق على مقترح صاحب الطوبة ، المقترح هو …. ان يدفع المبلغ المتبقي ويكون جزء من الفريق ، وبما ان المتبقي ربع المبلغ  تقريبا فقد اشترطنا عليه ان يكون هو رئيس الفريق فقط ، لكونه دفع اكثر من الاخرين ، وهو مستحق للرئاسة لما يمتلك من مقومات ومؤهلات تسمح له بذلك ، ولا يسمح له ان يكون مدرب ، ولا يسمح له ان يكون مهاجم  ،  ولا يتدخل بالأمور الفنية والتكتيكية للفريق فقط
 رئيس …رئيس… رئيس …
وقد وافق وتوافقنا على شروط شراء الطوبة الحلم (طوبة كريكر) وبدأ فريقنا يلعب وفقا للخطط والتعليمات والأوامر التي كانت تصدر من الرئيس ، ومن والمدرب ، وبعض اللاعبين الجيدين اصحاب الكفاءة ، والمخلصين من أبناء الدربونة الذين كانو يرافقون الفريق أين ما يلعب وكان لتشجيعهم الفضل الكبير لما وصل اليه الفريق من مستوى فني عالي وسمعة طيبة بين الفرق الاخرى ، وقد أصبحنا نشارك في بطولات ودورات على مستوى المحافظة اي عبرنا مستوى الدربونة والمحلة ، وبمرور الزمن وبنفس الأسلوب والطريقة  تم شراء طوبة كريكر اخر ، بعد ان حصلنا على جوائز وكؤوس كثيرة  ، قمنا ببيع بعضها وشراء طوبه اخرى .. والفضل بهذا التطور يسجل للجميع وليس لفرد معين فالكل اشترك من رئيس ومدرب ولاعبين وجمهور ، هذا الجمهور المخلص الوفي الذي رافقنا في كل البطولات وكان له الفضل الكبير لما وصل اليه الفريق …
بعد ذلك تمت دعوتنا للمشاركة في بطولة للأشبال على المستوى الوطني وكان مجرد المشاركة هو حلم لنا فكيف اذا وفقنا وفزنا بتلك البطولة التي كانت جائزتها مبلغ كبير من المال اضافة الى الكأس والميداليات ومجموعة من الطوبات الكريكر ، وفعلا شاركنا وفزنا بتلك البطولة وأصبحت لدينا الكثير من الطوبات والدريسات وأصبحنا من الفرق التي يشار اليها على المستوى الوطني وكنا اكثر الفرق تماسكا وانسجاما وكان لرئيس الفريق دور لا ينكر وكذلك للجماهير (المشجعين) فضلا عن المدربين واللاعبين
وبمرور الأيام والسنوات وكثرة الفوز بالبطولات وعلى جميع المستويات ، مستوى المحلة ، ومستوى المحافظة ومستوى الوطن ، وأصبحنا  من الفرق الشابة الجيدة ، ذات السمعة الحسنة، والمكانة الرفيعة التي يعتز بها كل من هو جزء من هذا الفريق وصار فريقنا يمثل المحلة بأكملها وليس الدربونة فقط ورغم كل ذلك
ستبقى تلك الدربونة هي الأساس والعمود الفقري لهذا الفريق وذلك لكون رئيس الفريق والمدربين وأفضل اللاعبين وابرز المشجعين هم من تلك الدربونة …

وذات يوم كنا نعد العدة للمشاركة في بطولة جديدة على المستوى الوطني وكانت الأمور تسير بصورة جيده وحسب ما مخطط لها على الرغم من بعض المخاوف والتحديات ، وكانت ابرز تلك المخاوف دخول بعض الأفراد الغير جيدين الى الفريق  من المحلات المجاورة لمحلتنا، وكان جزء من فريقنا من نفس المحلة ولكن من غير دربونه أيضاً غير جيدين وسمعتهم سيئة جدا وكثيراً ما يخلقون المشاكل والمتاعب للفريق ، بتصرفات لاتليق بسمعة فريقنا وتضحياتة ، وكنا نعالج الأمور بحنكة ودراية حتى لا تؤثر تلك المشاكل على الحالة النفسية للاعبين ، وهنا أعذر من يسبب تلك المشاكل لأنهم لم يشعرو بالمعاناة والمشاكل والتحديات  التي مرت طيلة تلك السنين وكم عانينا من القريب والبعيد ، ومن صاحب الطوبة وقراراته الارتجالية الغير مدروسة ، وماهي الظروف التي كنا نعيشها وكيف تم بناء الفريق وكيف وصلنا الى تلك المرحلة …
ولكن المشكلة اكبر والتحدي اصبح فوق ماكان متوقع ، ولم يخطر ببال احد ، فقد وجهنا زلزال كاد ان ينهي كل آمالنا ويهدم كل ما تحقق من إنجازات ، فقد أعلن رئيس الفريق الاستقالة وترك الفريق ومن غير رجعه ولا نعرف السبب الحقيقي لتلك الاستقالة !!!
 وبطبيعة الحال هناك مجموعة كبيرة من المدربين واللاعبين وحتى الجمهور  استقالوا مع الرئيس وتركو الفريق وتخلو عن التزاماتهم الإدارية والفنية والأخلاقية ، وترك الفريق بعض الاعبين الذين دخلوا بالفريق من المحلات والأزقة الاخرى طمعا وليس حبا ، ولم يبقى بالفريق الا مدرب واحد ومجموعة من اللاعبين من أبناء الدربونة القدماء ، ونفر قليل من المشجعين المخلصين الواعين الذين رافقونا منذ كنا صغارا نلعب بالطوبة البلاستيك

ولكن المهم كل الهم هو اننا ذهبنا الى تلك البطولة وشاركنا رغم كل تلك التحديات ، رغم ان المنظمين لتلك البطولة كانوا غير منصفين وغير وحياديين ، وكان اغلب حكام البطولة مرتشين وغير نزيهين ولا يملكون الخبرة الجيدة لقيادة مباريات بهذا المستوى ، ورغم كل هذا وذاك شاركنا ولعبنا مع فرق تملك ، المدربين الجيدين ، واللاعبين الأقوياء ، والجماهير الكثيرة ، ورئسائها يملكون أموال يشترون بها ذمم اللاعبين والمشجعين والحكام بل وحتى اللجنة المشرفة على البطولة
وقبلنا هذا التحدي ولعبنا ولعبنا ولعبنا ، وفزنا بأغلب المباريات وحصلنا على المركز الثاني من بين اكثر من مئة فريق ، وحصل مدربنا على جائزة أفضل مدرب ، وحصل حارس مرمانا اعلى لقب أفضل حارس ، وحصل احد مهاجمينا على لقب الهداف مناصفتا مع لاعب اخر ، وحصلنا كفريق على جائزة اللعب النظيف
وعدنا من تلك البطولة بفوز جيد ، رغم اننا لم نحصل على المركز الاول ، لكننا حصلنا على نتيجة لم يتوقعها اغلب المتابعين والمهتمين ، بل وحتى رئيس الفريق المستقيل لم يتوقع ذلك الفوز ، الذي جعله يعيد النظر بقضية الاستقالة ويفكر جديا بالعودة لرئاسة الفريق مرة اخرى ، ولكن هذه العودة كانت تحمل بعض الشروط من قبل الرئيس الذي كان يحط به اغلب من هرب ولم يتحمل المسؤولية ، ومن تخاذل ومن لا يستحق ان يكون مشجعا وليس لاعبا بالفريق،  فقد عاد الرئيس والعود احمد … ولكن هذه العودة كما قلنا مشروطة ، مشروطة ليس منا نحن الذين شرطنا على الرئيس عندما تم شراء الطوبة  الكريكر الاولى بان يكون رئيساً للفريق فقط ، ومنا المدرب واللاعبين والمهاجم وكل ما يتعلق بالجانب الفني للفريق
عاد ليقول لنا (أنا صاحب الطوبة) ، أنا من احدد من يلعب ومن يجلس على مسطبة الاحتياط ، أنا من احدد التشكيلة،  أنا من أعين المدرب ، أنا من احدد من هو الأفضل ومن يستحق ان يبقى داخل الفريق او يغادر ،  وقد عاد هذه المرة وهو محاط بمجموعة من المدربين واللاعبين الذين تركونا وكنا بأمس الحاجة اليهم ، عادة ومعه مجموعة من المشجعين الذين خذلونا وشجعو غيرنا في البطولة الاخيرة ، عاد ليعزل أفضل اللاعبين ويعلن عن تشكيلة جديدة من اللاعبين ، تشكيلة يكون فيها ، الخائن ، والمتخاذل ، والمتسلق الغير أمين ، تشكيلة  تعزل كل أبناء الدربونة المخلصين،  والموالين للفريق طيلة عقد من الزمن لم تغيرهم كثرة النجاحات والبطولات التي حصلنا عليها ولم يتخاذلوا في يوم من الأيام ، بل كانوا خير من مثل الفريق في جميع البطولات ، جاء بتشكيلة تضم فقط أبناء المحلة والزقاق  الذين دخلو للفريق بعد ان اصبح فريق يشار له بالبنان ،  وأغلبهم دخلو من اجل الاستفادة من الفريق ومن اجل تحقيق مصالحهم وإشباع رغباتهم ونزواتهم ، وتحقيق الشهرة وكسب المال
واستبعد أبناء الدربونة من غير ان نعرف السبب الحقيقي والمنطقي للاستبعاد ، وعندما سئلنا رئيس الفريق
لماذا !!! وكيف !!! وماهي الأسباب !!!
لم يجب ولم ينطق ببنة شفه ، مجرد ان إشارة بيده الى طوبة بلاستيك قريبة منه ، وبعدها مسكها بيده ودحرجها ، ثم أعطاها  الى شخص قريب منه ، وقال هذا الشخص ….. الطوبة طوبته ؟ الميعجبة سيد بهاء مهاجم ، إنجيبله سلام ابو وزارة النقل مدرب ، وإذا متقبلون تره إنجيبلكم قيوسي مساعد لرئيس الفريق !!!!! ؟ .

أحدث المقالات