25 ديسمبر، 2024 8:38 ص

الكتب المسموعة .. بين تشتيت الذهن وإنطلاق الخيال

الكتب المسموعة .. بين تشتيت الذهن وإنطلاق الخيال

كتبت – سماح عادل :

انتشرت في السنوات الأخيرة على شبكة الإنترنت ظاهرة الكتب المقروءة بالصوت، والتي تعرف بـ”الكتب المسموعة”.. كان الهدف الأول منها مساعدة المكفوفين على القراءة، بتوفير كتب وروايات يقرأها أحد الأشخاص بصوته، ويتم تحميلها من على شبكة الإنترنت وسماعها، ثم انتشرت مع ظهور الهواتف الذكية التي تتميز بتقنيات أحدث، تطبيقات لسماع الكتب والأخبار في الصحف والمقالات مثل تطبيق “إقرأ لي”، و”اسمعلي” و”كتاب صوتي” و”كتب مسموعة” وغيرهم.

رغم استغلالها التجاري السئ ولكنها تحرر الخيال..

رغم أن هذه التطبيقات توفر عدد قليل من الروايات والكتب، كما أن معيارها في اختيار الكتب التي يقومون بتسجيل قراءة لها يعتمد على الكتب الجماهيرية المشهورة، مثل كتب “مصطفى محمود”، وكتب “طه حسين”، والروايات المشهورة “مائة عام من العزلة” لماركيز، و”العمى” لغوزيه ساراماغو، وروايات “نجيب محفوظ”، وروايات الشباب الرومانسية، وروايات “أحمد مراد”، كما استغله البعض ونشروا الكتب الدينية عن طريق تسجيل قراءة لها.. إلا أن سماع رواية أو كتاب أمر ممتع، يثير الخيال بشكل مختلف عن قراءة الحروف، يشعل الخيال في رسم شكل الشخصيات، والأحداث الروائية، كما أنه يوفر للسامع إمكانية القيام بعمل آخر، ويتيح له سماع الكتاب في أي وقت وأي مكان، بالإضافة إلى انها امكانية توفر التخلص من عبء الزحام والتحليق في أجواء الخيال هروباً منه، أو في المنزل أثناء القيام بأعمال يدوية، كما تتيح مشاركة أكثر من شخص في سماع الكتاب وبالتالي مشاركة الاستمتاع به.

رغم ذلك، تختلف الآراء حول الكتاب المسموع، لأن له سلبيات أيضاً مثل صعوبة الرجوع للنقطة التي توقفت عندها عندما يشرد ذهنك، فتضطر لإرجاع الكتاب فتعيد سماع بعض الفقرات التي سمعتها من قبل، وضرورة الانتباه التام لملاحقة صوت القارئ.

أغلب آراء الأدباء العرب ضدها..

يقول الطالب المصري أحمد ياسر: “لكل منهما ميزته، سواء القراءة أو سماع الكتاب، أنا أفضل في الروايات المسموع منها.. لكن لابد من التركيز التام أثناء سماعها”.

وتقول الشاعرة الليبية خلود الفلاح: “أحب أن أقرأ.. في القراءة متعة تأمل الكلمات، والتفاعل مع الشخصيات، والعيش في أحداث العمل، أي أن أكون أنا والكلمات فقط”.

والمدونة اللبنانية “نسرين النقوزي” تعلن تفضيلها للقراءة وفقط: “قراءة أكيد”.

والمترجم الجزائري “ابن عزوز فرح” يفضل الاثنين حين يقول: “أفضل الطريقتين.. سماع الكتب وقراءتها، لأن التنوع مفيد للذهن والخيال”.

والباحث المصري “أحمد عبد الله” يقول: “بالنسبة لي القراءة أجمل وأمتع.. أشعر بحالة عجيبة أثناء قراءة أي عمل أدبي وخصوصاً الأعمال الروائية، حيث اتقمص وأعيش حالة الرواية بشكل مرعب جدًا، وهذا لا يحدث إلا بالقراءة”.

ويستنكر الشاعر المصري “عبد الناصر عبد الرحيم” الاتجاه إلى سماع الكتب: “سماع الروايات فقط تعني الثقافة السماعية الاستهلاكية، إنما الكتب  تقرأ خصوصاً الروايات ليشتعل الخيال، وتشحذ الأفكار، كيف يعيش الإنسان دون خيال لو اكتفينا بالسماع”.

بينما الناقد السنيمائي العراقي “يوخنا دانيال” يقول: “يصعب فيها التركيز والإعادة والتأمل.. لا أفهم كيف شاعت الكتب الصوتية”.

ويقول العراقي وليد الزند: “القراءة وسيلة اتصال واحدة ذات نمط محدد، بينما سماع الروايات أو القصص تستهدف حاسة السمع والتشويق فيها أكثر، مع ظهور الأجهزة الالكترونية الحديثة صارت القراءة السريعة أكثر جذباً من القراءة البصرية كالكتب”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة