18 نوفمبر، 2024 2:39 ص
Search
Close this search box.

المتصيدون في بحار دم الشعوب

المتصيدون في بحار دم الشعوب

يقتل القتيل و يمشي في جنازته، هذا هو تماما حال النظام الايراني في الوقت الحاضر عندما يطرح على المجتمع خدماته من أجل المشارکة في محاربة تنظيم داعش الارهابي، لکنه يطلب ازاء ذلك تسهيلات تمنح له بشأن مشروعه النووي، وبدلا من أن يکون هناك موقف جدي و حازم ازاء هذا الطلب المشبوه و غير المشروع، فإن اوساطا دولية تقوم بدراسة هذا الطلب و أخذه بنظر الاعتبار.

لاغرو من أن کل الاحداث الدموية الدائرة في سوريا و العراق و اليمن، هي بالاساس سيناريوهات تم إعدادها و وضعها في طهران من قبل دهاقنة الشر و الظلام هناك، وان المبدأ المشبوه”تصدير الثورة”، يقوم هذا النظام بتجسيده على أرض الواقع في هذه الدول الثلاث ومن خلف سحابات الدخان و رائحة الموت المنبعثة هناك، يرى العالم کله الوجه البشع لهذا النظام وهو يحاول الحصول على إمکانيات إستمراره و بقائه من خلال نشر الفوضى و الدمار بهذه الصور المروعة.

التطورات و المستجدات الغريبة من نوعها على الساحة العراقية بشکل خاص، والصعوبات و التعقيدات الاستثنائية التي تصاحبها، والاسلوب و الطريقة التي قدم بها النظام الايراني عرضه الذي يمکن تسميته عملية مقايضة مع المجتمع الدولي، وهو تقديم تسهيلات له في مقابل مساهمته”الخاصة”للوقوف الى جانب الجهود الدولية المبذولة من أجل السيطرة على مد التطرف و الارهاب المتمثل بتنظيم داعش الارهابي، ومن المٶکد بأن هذه المقايضة لو کتب لها النجاح، فإن على العالم أن يکون بإنتظار سيناريو جديد أکثر دموية و فظاعة من سيناريو داعش، ومن دون أدنى شك فإن طهران ستعود لتقديم خدماتها المشروطة، و رويدا رويدا”فيما لو مضت الامور على هذا المنوال”، تحقق طهران أهدافها المتوخاة تحت مرئى و مسمع من المجتمع الدولي نفسه.

اللعبة الخطيرة جدا التي يلعبها النظام الايراني حاليا مع المجتمع الدولي بشأن کيفية مساهمتها للوقوف بوجه تنظيم داعش، تعتبر من أکثر اللعبات و المناورات التي قام بها النظام الايراني مع المجتمع الدولي خطورة وستکون لها تأثيرات و تداعيات مختلفة على دول المنطقة بشکل خاص و العالم بشکل عام، وان سيناريو داعش الذي داهم العراق في ظرف حساس و عصيب، يبدو أن النظام الايراني کان أفضل طرف إستفاد منه و نجح في توظيفه لخدمة أهدافه و غاياته أيما توظيف، وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه الحديث عن السيناريو الجديد الذي سيداهم المنطقة، لکن من المرجح جدا بأن يکون للنظام الايراني أيضا دور رئيسي و فعال فيه!

*[email protected]

أحدث المقالات