18 نوفمبر، 2024 2:47 ص
Search
Close this search box.

هواء في شبك منين اجيب له اربعين سطرهْ

هواء في شبك منين اجيب له اربعين سطرهْ

والسطرة: هي الضرب بباطن الكف على الرقبة، واصله ان تاجرا كان يسير بتجارته بين بغداد والبصرة، وكان قطاع الطرق بالمرصاد للقوافل، ولذا استأجر اشخاصا للحماية، فخسر الكثير من ماله، وفي احد الايام عرض له احد النخاسين مملوكا، وقال له: ان هذا المملوك بقوة مئة رجل، لكن عيبه انه لايقاتل ولايثور الا اذا ضرب اربعين سطرهْ، فاشتراه واخذه معه، وفي احدى اسفاره، عرض له اربعون لصا، فصاح بالمملوك: هذا يومك، ولكن المملوك ابى ان يقاتل، وكلما حاول رفض المملوك، فقال التاجر للصوص: خذوا كل شيء، وسأعطيكم المال حلالا عليكم، ولكن الشرط الوحيد، ان يتقدم كل واحد منكم ويضرب هذا المملوك سطرهْ، ففعلوا، فلما وصل العدد الى الاربعين، ثارت النخوة برأس المملوك وخلص التجارة من اللصوص، لكن التاجر اصر على بيعه، فقالوا له: لماذا تبيعه وقد خلّص تجارتك من اللصوص، فقال: اليوم خرج علينا اربعون لصا، فاذا خرج علينا عشرون، (منين اجيب له اربعين سطرهْ).

وياليت ان يكون السياسيون مثل هذا المملوك فيتحركون باربعين او حتى بمئة سطرهْ، للاسف السطرات صارت على رقبة الشعب ولم تكن على رقابهم، دماء سبايكر والتفجيرات ، لم نر احدا من السياسيين او اقاربهم راح ضحيتها، حتى فيان الدخيل ومع مجازفتها نجت من سقوط الطائرة العراقية، اي انهم محصنون ولايمكن لهم ان يموتوا بتفجير او حتى اي شيء آخر، نفس الاسماء منذ 2003 وحتى الآن، يتعرضون الى امور تجميلية بسيطة ويدفع ثمنها الشعب ايضا، مرة بواسير مرة اخرى انزلاق، وتعالج هذه كلها في المانيا.

هؤلاء سياسيو الغفلة والصدفة كما اسميناهم من قبل، لم يكن لهم باع في الحكم ولم يجربوا ان يكونوا قادة او ممثلين عن احد، لانهم هربوا وعاشوا عيشة مرتاحة بدول اوربية متعددة، وجاؤوا مجيء الفاتحين مع اميركا، فهي صاحبة الفضل عليهم، ولذا لم نستغرب من تدخلات اميركا الكثيرة لانها تعرف مع من تتعامل، بالامس القريب صار اوباما بعثيا وراح يدافع عن حقوق البعثيين في العراق، وامر بالغاء قانون المساءلة والعدالة، وفي ذات الخطاب صار اوباما سنيا وراح يذكر ويتظلم من تهميش السنة في العراق، وهو يعرف ان شباب قاعدة سبايكر ال1700 كلهم من المحافظات الجنوبية، ولا احد يستطيع ان يشرح لاوباما ان جميع المفخخات في

المناطق الشيعية، ولا احد يستطيع ان يقول ان مليون ارملة في العراق كلهن من طائفة واحدة، واوباما البعثي يستمع الى تقارير حزب البعث القديم فيقرر في اللحظة الواحدة اكثر من قرار، اين منظمات حقوق الانسان لتدخل وترى باي طرف عشش الموت واين القى رحاله، ولكن اوباما البعثي آلى على نفسه الا ان يجمع بين صفتين، الصفة الحزبية والصفة الطائفية، وهذا الكلام هو تأجيج للموقف الآن، ويراد منه ان تكون الطائفية على اوجها، فاوباما اعطى بهذه الكلمات الكارت الاحمر للشيعة، واعطى ايضا دفعة قوية للمفخخات ولداعش وسواها من قوى الارهاب ان تكون اكثر فعالية، وقطع الطريق على الحكومة الجديدة في ان تكون حكومة قوية، وندد بالمالكي وهو يريد امرا آخر، وهو تهديد حيدر العبادي في ان يكون ممتثلا لاميركا ودورها في المنطقة، لا ان يصبح شوكة في فمها.

والسطرات التي يتحملها الشعب لايمكن لها ان توقظ النائمين من السياسيين، لانها لم تكن على رقابهم، ولدينا مثل بذيء ربما وهو ينطبق على هؤلاء وكأنه لسان حالهم حيث يقول: ( كذا التعده كذا عساه ابكذا او بكذا)، لتبقى المشكلة قائمة ونحن نبحث عن السطرات في كل يوم.

أحدث المقالات