23 نوفمبر، 2024 4:18 ص
Search
Close this search box.

تَذّكروا .. أنـ  لا ــ  اعتبار للبيادق !

تَذّكروا .. أنـ  لا ــ  اعتبار للبيادق !

ان المسّلّمات في مجال الرياضيات لاتقبل التغيير .. لانها حقائق مرتبطة بعلائق رياضية  ثابتة , ونتائجها حقائق مطلقة في صحتها .. ولكن لدى كل منّا توجهّات عقلية عن الحياة  ننظر لها على انها مطلقة  كما هي حال المسلمّات الرياضية  ..( كنتيجة  جمع واحد زائد واحد ) … وهذه  التوجهات العقلية هي المعتقدات الاساسية والقناعات التي توصلنا لها عن الاخرين وعن انفسنا , في العمل والاسرة والاصدقاء وفي كل جانب من جوانب حياتنا !

ولكن هل فكرنا فيما يحدث ان كانت بعض هذه  المسلمّا ت  ظهرت انها خاطئة , وان البعض من معتقداتنا ومنظومة قيّمنا وانساق تفكيرنا وفي منظومة عاداتنا واهتماماتنا التي كنا نتبناها  كانت خاطئة او يشوبها الكثير من الوهم والبعد عن الواقع ؟! لقد تمسكنا بها طويلا وبقوة حتى انها تبدو كما لو كانت صحيحة .. لانها تتشكل غالبا  نتيجة للرسائل الاولى التي تلقيناها من آبائنا واسرنا ومعلمينا الاوائل .. وسواء كانت صحيحة ام لا .. يصبح من الصعب ان يُشّك بها … من هذا المدخل اقول تربيّ البعض على الكثير وتوهّم صحته .. اولها اننا مدّاحون لمن يحكمونا .. ولغاية تحوّلهم بفعل المدّاحين الى شخصيات لاتقبل النقد او تتوهم  قداسة ذواتها , اوكتفضيل الانتماء للمذهب على الانتماء للدين والوطن وكذلك تفضيل الانتماء للعرق والطائفة  على الانتماء للوطن .. توهمنا الصدق  في كل رجل دين مدعّ   وفي سيد القبيلة .. فضلّنا القبيلة والفئة والمنطقة على  الوطن .. خّدعنا بدعاوى  الاعلام المغرض والساسة النفعيين واعتقد البعض  بدعاواهم  , لقد اوهمونا اولئك ..    بان هناك مجموعة من العوامل الغامضة التي تتالف من الناس والحظ والقدر هي التي  تحدد مسارات حياتنا وسلوكياتنا – حينما نعتقد اننا تحت رحمة الاخرين والاحداث – نصبح كما البيادق في لعبة الشطرنج .. انهم يروّن  (البيادق )   لديهم القليل من الخيارات .. وان لديهم فرصة ضيّقة للتحرك .. وغالبا ما يؤمن البيادق ان القدر هو المسئول عما يحدث لهم .. لقد استسلموا لاولئك رجال الدين – المدّعون  بان سنن التاريخ تجري من فوق راس الانسان – وليس من تحت يديه كما قال الخالق العظيم : فان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم – لقد اتفق مختلف سلاطين المال والدين والسياسة اشاعة روح الياس بالتغيير في نفوسنا فكان الذي كان منذ 2003 والى يوم الناس هذا – نفس الوجوه التي تدّعي الكثير من قيم العدل والحرقة على رفع الظلم عن الضعفاء – المحرومين .. وهم اشُّد عداوة لشعبهم ولايمهم سوى مصالحهم الشخصية والفئوية الضيقة –  لم نفاجأ  حين نرى احتدام الصراع فيما بين من كان يدعوا الى ترشيق الحكومة , والى من يدعوا لنبذ المحاصصة الطائفية والحزبية .. لقد اعدنا انتخاب من خبرناهم ولعنا سلوكهم من دون ان نعتبر –  لقد صدق فينا قول الامام الحكيم علي ع (( مااكثر العبر واقل الاعتبار )) ولكن هل نتعّظ ؟؟!
لك الله ياعراق الخير .

أحدث المقالات

أحدث المقالات