دعا رئيس الحكومة الفنلندية يوركي كاتاينن رئاستي قوات الدفاع وقيادة القوات الجوية الى اجتماع طارئ مساء اليوم الجمعة لمناقشة عمليات اختراق طائرة روسية مجالها الجوي دون إذن، الخميس، في ثالث انتهاك من نوعه خلال أسبوع.
حيث اتهمت فنلندا روسيا بانتهكات مماثلة يومي السبت والإثنين.
ومن جانبه ، ادان وزير الدفاع كارل هاغلوند تكرار الانتهكات تحت تبريرات الخطأ، ودعا الى ايقافها فوراً، حيث اعرب اليوم الى وسائل الاعلام عن قلقه من تواصل هذه الانتهاكات قائلاً ” ان تواصل انتهاكات الطيران الروسي المجال الجوي الفنلندي هي ظاهرة غير مقبولة، فمن الصعب تصديق تكرار هذه الانتهاكات ان تكون مسألة صدفة” حسب وصفه.
وذكر هاغلوند في مؤتمر صحفي اليوم من ان حرس الحدود الفنلندي يفحص بيانات الانتهاكات المحتملة مع دراسة الموقف بجميع احتمالاته لتقديم تقريرا مفصلاً الى الحكومة مع الاشارة الى رفع حالة الاستعداد بسبب الوضع المتوتر، واضاف “ونتيجة لذلك، لدينا الآن زيادة لعمليات الكشف بشكل كبير، لكني لا اترك مجالاً للتهكن من ان روسيا على علم بهذه الانتهاكات، فمهما كان السبب، يجب ان يتوقف.”
على الرغم من ان فنلندا لا تواجه تهديدا للأمنها ولسيادتها، حسب تعبير هاغلوند، لكنه ذكر في المؤتمر الصحفي ان يتم اليوم تسليم وزير الخارجية اركي تيوميويا إلى نظيره الروسي سيرجي لافروف رسالة الحكومة الفنلندية التي تتضمن الإبلاغ عن انتهاكات للمجال الجوي والدعوة الى ايقافها.
من جانب آخر، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية تيمو سويني في تصريح لوسائل الاعلام حول هذه الانتهاكات التي جاءت بمقاصد حسب تعبيره ” ان روسيا تختبر القدرات الدفاعية لدول الجوار على طول حدودها المشتركة ومدى استعداداتها بسبب الازمة الاوكرانية، بالاضافة الى لمعرفة ردة فعل قياداتها السياسية.” هذا وقد التقى اليوم سويني مع رئيس الجمهورية صاولي نينيستو للتباحث حول انتهاكات الطائرة الحربية الروسية المتكررة للمجال الجوي الجوي الفنلندي خلال اسبوع. واصفاً الاجتماع بالايجابي ” تناقشنا مع رئيس الجمهورية الوضع الراهن وكان اللقاء ايجابياً رغم خطورة الوضع، نحن نتابع عن كثب تطورات الازمة وبروح وطنية عالية، لكن الامر ليس بالهين، بل هو في اعلى درجات الخطورة.”
وتأتي هذه الانتهاكات متزامنة مع مناورات تجريها القوات البحرية الفنلندية على سواحل البحر البلطيقي والخليج الفنلندي والمطل على الساحل الروسي من جهة سانت بيتربطرس. ويشارك في المنورات 15 دولة منها الولايات المتحدة الامريكية، السويد ،الدنيمارك والمانيا. وتعد هذه المناورات الاكبر منذ عام 2007 حيث يشارك فيها جميع صنوف الجيش ، كالدفاع ، حرس الحدود، وعمليات القوات الخاصة جنبأ مع عمليات القوة البحرية.
كذلك تأتي هذه الاحداث مع تزامن قرب زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الى المنطقة في الاسبوع المقبل، لإجراء مباحثات مع قادة دول منطقة البلطيق قبل انعقاد قمة منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ويلز. وتهدف الزيارة التي تأتي في توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا ترمي إلى “تعزيز العلاقات القوية بين البلدين، وتأكيد التزام أمريكا تجاه حلفائها في منطقة البلطيق. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي في العاصمة الاستونية تالين، بالرئيس توماس هندريك، ورئيس الوزراء، تافي رويفاس، وقادة الدول المجاورة، رئيسا لاتفيا أندريس بيرزينز، وليتوانيا داليا جريبوسكايتي.
سيتم خلال هذه القاءات بحث قضايا الأمن الإقليمي في ضوء التطورات الأخيرة في أوكرانيا، والنمو الاقتصادي، والدفاع المشترك. وجدير بالذكر ان الولايات المتحدة اتخذت خطوات لإعادة طمأنة حلفائها في وسط وشرق أوروبا، اذ تأتي هذه الزيارة للتأكيد مجددًا على التزام الولايات المتحدة الشديد بالبند الخامس من معاهدة حلف الناتو.