بسم الله الرحمن الرحيم (ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) صدق الله العلي العظيم .
تمر اليوم تحديدا الذكرى السادسة عشر لاستشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر ونجليه السيد مصطفى الصدر والسيد مؤمل الصدر والين قضوا على ايدي نظام البطش والقتل نظام البعث البائد ورئيسه المجرم ,ونحن الذين عشنا الواقعة بتفاصيلها الحزينة والمرة نرى ان المجتمع اليوم احوج مايكون للاستفادة من دروسها رغم المرارة ومن اهم دروسها الصبر والثبات على المبدا وتقديم التضحية بالنفس والعائلة في سبيل الدين والمجتمع .
وبنظرة سريعة لااعتقدها كافية نستعرض الاسباب والمبررات التي ادت بالنظام الفاشي الى ارتكاب فعلته الشنيعة فسنرى اولها ان حركية مرجعية السيد الصدر كانت ذات تاثير ديني واجتماعي نقل المجتمع من ساكن ساكت يمارس كل انواع الحرام والباطل الى مجتمع متحرك رافض لكل انواع الحرام ويناقش ويسال ويبتعد قدر الامكان عن طاعة الباطل رغم كثرة جنوده وهذا مادفع النظام الى استشعار الخطر فتابع تحركات السيد الصدر وحاول ثنيه عن اهدافه بتقديم المغريات الكثيرة وتوليته امر كل شيء في النجف وغيرها الا ان السيد الصدر رفض كل هذا وغيره مفضلا الاستمرار في توعية الناس والسير بها على طريق الحق والهداية ,وثانيها اصرار السيد الصدر على مبداه وهذا امر لم يالفه النظام من قبل من كل المراجع الذين سبقوا السيد الصدر اللهم الا السيد الشهيد الاول محمد باقر الصدر ,وهذا مااثار النظام وجعله يتخبط في اجراءاته التي يتخذها ضد طلبة العلم والمدارس الدينية فضيق الخناق عليها حتى وصل الامر الى منع الطلبة من دراسة الدين بل الى اعتقال الطلبة والبطش بهم دونما حياء ولاخوف من الله تعالى ,وثاثها وهو الاهم امتداد مرجعية السيد الصدر الى ابعد مكان خارج العراق وتنوع الطلبة الدارسين لديه من دول اسيا الوسطى وافريقيا وحتى من اوربا وهذا امر يخالف عقيدة النظام البائسة المبنية على استهداف اهل البيت (عليهم السلام ) ومن والاهم واخيرا ان انتشار المدارس الدينية في النجغ الاشرف وكثرة الطلبة جعل موقف النظام ضعيفا بعد معرفة الناس مايريد النظام وحزبه من الناس من امور لاتمت للاخلاق والين بصلة وهو مااضعف موقف المنظمات الحزبية المنتشرة في العراق رغم ان عمل المرجعية عمل سلمي بحت الا ان النظام احس ان خطر هذا العمل اقوى من خطر السلاح لذلك يجب ايقافه ولو بالقتل ,وفعلا تم له مااراد وارتكب فعلته الشنيعة وقبلها قتل اثنان من العلماء هما الغروي والبروجردي تمهيدا لعمله القذر .
اذن هذه هي الواقعة ولكن ماكانت نتائج الفعل الاجرامي هذا على المجتمع المتدين وخصوصا في العراق ,على مستوى الحوزة العلمية فقد صمتت صمتا رهيبا ولم تقم باي حركة تدل على رفضها لهذا العمل الاجرامي وهذا مابعث برسالة اطمئنان الى الحكم الفاشي في العراق وجعله يعتقد اكثر ان بامكانه الاستمرار في تسيير الناس وفق مايريد ,ولكن على مستوى القواعد الشعبية فقد حدث هناك هيجان كبير عبر عن رفضه لما قام به النظام ووصل الامر الى الاصطدام به في مناطق الثورة والبصرة والعمارة والناصرية والسماوة والحلة والشعلة وحتى في النجف الاشرف نفسها ,وقامت السلطات وقتها بحملات اعتقالات واعدامات كبيرة جدا لم يسلم منها احد ,الى هنا والصمت العربي والاسلامي والدولي مستمر ولم يكن له ذكر لماذا لان النظام يهب من يشاء من ذلك المجتمع بالاموال والنفط فسكتوا لعنهم الله اجمعين .ومن تداعيات ونتائج هذه الجريمة ان ورقة النظام اصبحت محترقة عند الغرب لانه فشل في احتواء حركة السيد الصدر والتي كانت تشكل خطرا كبيرا عليهم فهو وفي الصلاة كان يردد غير خائف ضد امريكا وبريطانيا واسرائيل ولايستطيع نظام القتلة فعل شيء له ,لذلك لم يرق هذا الامر لهم فقرروا التخلص منه ولاي سبب كان وفعلا كان الخلاص من الطاغية ونظامه سريعا بحيث لم يستطع احد الدفاع عنه برغم الرشاوى والاموال التي كان يغدق بها على كل الدول والمنظمات الدولية ,وهكذا انتهى النظام وانتصر الله عز وجل للسيد الصدر وكل المؤمنين الذين غدر بهم جلاوزة حزب البعث البائد ولعن صدام واعوانه على كل المنابر الا من ارتضى ان يكون له سيدا واستمر ذكر السيد الصدر خالدا عظيما وثوابه وفضله على المجتمع كله وسجل التاريخ مواقف الذين وقفوا معه باحرف من نور ومن خذله بالعار والشنار .
رحم الله السيد الصدر واولاده وعزائنا اليوم ان نستمر على خطاه راجين مرضاة الله عز وجل .