بدأت تطفو على السطح من جديد استهداف الجوامع، والحسينيات، ودور العبادة الأخرى؛ بعد ان غادرناها منذ عدت سنوات، عندما تطورت الخطط الإرهابية، واخذت مسارات اكثر سهوله بشعل نار الطائفية، وقطع جسور الثقة السياسية، وتشظي الكتل، والقوميات، والطوائف؛ والأحزاب..
فقد لا يخفى على جميع ابناء الشعب العراقي بما تقوم به المجاميع الإرهابية منذ سقوط النظام العفلقي الى يومنا هذا، حيث تقوم بضرب المناطق الشيعية وتفجر جوامعهم، وبعدها بساعات تفجر جامع سني؛ من اجل ان تشعل حرب طائفية بين الطرفين، وهذا ما عملت عليه تلك المجاميع الظلامية منذ اليوم الأول الذي سقط فيه حكم اميرهم، وتعلق على كنارة العدالة(أي الكنارة التي يعلق عليها الجزار الماشية)..
هذا الأمر تكرر عشرات المرات في العاصمة بغداد، والمحافظات الأخرى، وكانت حكمت المرجعية الدينية في النجف الأشرف، والوطنين من الساسة تغلبوا على هذا الأمر، وحذروا من الانجرار وراء هذه الفتنة الطائفية؛ التي تربصت لنا خلف شفاه ساسة المصالح، وتجار الحروب، والمتسكعين على ابواب الفنادق العربية، والأوربية، وقد عاد علينا ذلك المشهد الرهيب خلال اليومين الماضيين، بتفجير جامع مصعب بن عمير في محافظة ديالى، وتلاها بيومين تفجير، وقتل المصلين في جامع الإمام علي(عليه السلام) في بغداد الجديدة؛ من اجل اشغال الراي العام، والدفع بعجلة
الحرب الطائفية..
لكن اليوم جاء هذا الأمر بأمور بعيدة عن الروح الإنسانية، وتباينت المواقف السياسية، وكأنما دماء الشعب العراقي تصنف على الأهواء، والمصالح الشخصية؛ حيث قامت الدنيا ولم تقعد على تفجير جامع مصعب بن عمير، الذي راح ضحية ذلك العمل الأجرامي 33 مواطن عراقي، ولم يهز ضمير ذلك الساسة 1700 شاب عراقي اعدموا على قارعت الطريق في”قاعدة سبايكر”، الذي رافق تلك الجريمة صمت إعلامي، وسياسي رهيب من اجل ان لا تتخلخل مواقعهم، ومناصبهم الذي تربعوا عليها على جماجم هؤلاء، وتلاها تفجير، وقتل المصلين في جامع الإمام علي(عليه السلام) الذي راح ضحيته اكثر من
سبعين شهيد..
فيجب ان نميز بين الجاني، والمجني علية، ونحدد الصالح من الطالح، ونضع الأمور في نصابها الصحيح ، ونجعل الدم العراقي مقدساً، ولا نفرق بين عراقياً واخر على حساب انتمائه الطائفي، والحزبي، ولا نسبق الأحداث كما ارادوا بعض الساسة ان يضعوا العصا في عجلة المفاوضات لتشكيل الحكومة الجديدة؛ وسرعان ما افتضح امرهم عندما اعلنت مجموعة”داعش” عن مسؤوليتها عن احداث الجوامع..
لأبد من محاسبة هؤلاء المتربصين بالعراق، والعملية السياسية برمتها، ورفع دعوه قضائية تجرم من يحرض على القتل، والطائفية؛ وان لا يكون لهم موطئ قدم في كابينة الحكومة الجديدة، وقطع الطريق امام أولئك الفاشلين في الملف السياسي، والأمني، والاقتصادي، ونعتمد اساليب اكثر عقلانية، ونسلك مساراً وطنياً؛ وقانونياً، ودستورياً، وإنسانياً، وأخلاقياً…