15 نوفمبر، 2024 7:04 م
Search
Close this search box.

جودة الشعر تعني إشباع حاجات المتلقي

جودة الشعر تعني إشباع حاجات المتلقي

يوظف الشاعر قدراته لإقناع المتلقي بالأشياء غير المقنعة فمرة يطرق باب الرمز ومرة طرائق تركيب متنوعة ومرة أخرى لإستجماع قدرات الحواس وأخرى تجريد كافة الأشياء من دلالاتها المعروفة الى مايتبناه الشاعر من الأسطوري مرورا بكونيته المصغرة وهو يحاول أن يقدم شكله الحدسي الخاص به والتخلص من طغيان مدركه على وجدانه وقلقه النفسي وليس من شك أن هناك مضمونا ما أو وصلات مضامين في مخيلة الشاعر تتهيأ لإقامة علاقاتها لنسج الصور المختارة ضمن تأثير إستخدام لغة ما للإستدلال على اللامرئي وتكثيف فاعليته ضمن الإعتقاد الذي يتطلب قبولا روحيا وليس جهداً عقلياً والشاعر بذلك يعي حقيقة أن الشعر بيئة غير مقفلة ولإرضاء حاجات المتلقي يجب أن يكون الشعر قابلاً للتأمل ثم للتحليل ،وبذلك يُخرج الشاعرُ المتلقيَّ من السياق العام ويقدم له دفعات من اللغة الساحرة التي تهيئه أي تهيئ المتلقي لإستقبال الرسائل الغيبية وهذا الفعل يعني أن بداية شراكة ما بين الطرفين قد أحدثها هذا الفعل وتعني أيضا أن المتلقي قد

إمتلك كماً من القدرات الإستجابية لتنظيم قدراته التي أثارها النص الشعري وبالطبع فأن كافة العلاقات الأخرى تبدأ بعملها الترابطي وخصوصا فيما يخص العلاقات النفسية وقدرة العاطفة على تقنين إندفاعاتها لتأخذ الأفعال الباطنية طريقها في جذب المناطق الخفية والنزوح الى المجهول وترتيب الأدوات لرسم الصور الشعرية التي تتلائم مع اللغة المنتخبة التي رأى الشاعر بأنها الوسيلة المختارة الأنسب التي ترتقي بالقدرات التخيلية الإستثنائية للوصول لنهايات مذهلة ومريحة ،إن شراكة الحواس مابين الطرفين أو نقل الحواس تدل على أن العديد من ظواهر الأشياء يمكن تتلاقى وتمتزج وتتواصل بعد ذلك كانطباع موحد من مظاهر التجريب الذي يسعى للإطاحة بالأفكار تباعا إذا ماوجد أن هناك خيالا يكاد يصل حد الترتيب وهنا لابد من الشعور إزاء مايُقرأ وماينطبق عليه وصفنا هذا وهو أن الشاعر في حالة فرار دائم حتى وإن أنجز نصه ،

إن فتح قنوات المتلقي تحتاج من الشاعر الوثوب فوق التردد والخوف والخشية من الإستنتاجات الخاطئة من الطرف الآخر وهو يعني أيضا أن الشاعر عليه أن يخترق خياله وأن يؤسس نظام النص التكاملي رقيبه في ذلك قبل كل شئ إمكانياته الجمالية ولذته وحيويته وهو يتنقل بين نصه الشعري ، ومن المهم أن نعي إن للشاعر تجربته وللمتلقي تجربته أيضا، الأول في الخلق والثاني في القدرة على الإكتشاف وهذا الإكتشاف ليس بالضرورة أن يكون

مايريده الشاعر بل على الأعم مايرتكز على المفاهيم الجمالية لإجتياز العوائق التي تحول دون الإستمتاع بسحر الشعر ولذته ،

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات