كانت الحال وما زالـت بؤسا وشقاء ، لكننا كنا نعيش فـي بحبوحـة من الأمن وراحة البال ، فلا يوجد مـن يكـــدر صفو عيشنا أو يقلق بالنـا سوى حفنة تافهة من (الذبان) سرعـان ما تتلاشى بفضل تكاتف الجميع فـي القضــاء عليها بغض النظـر عن حب هذا أو ذاك لنظام الحكم القائم آنـذاك رغم إني لـم أجـد (معارضا) بالمعنى المتعــارف عليه الآن ، فالكـل كانت (تهوس) صغارا وكبارا، والكل كانت تسابق الخطى للحصول علـى مباركــة الحاكم الذي تحول الى طاغية فيما بعد بحسب رأي الجماعــــة خصوصا بعد الأحتلال الأميركي الغاشم في عـام 2003 ومـــا رافقها من احداث كــان فـــي مقدمتها إيقاظ فتنة كانت (مطمورة) تحـت أنقاض السنيـن . ولـي الحق أن أتسـاءل: لماذا هذا الأنقلاب المفاجئ ؟ وكيف تحول (اللوكي) السابق الــى سياسي معـارض بيـن عشية وضحاها ؟ وهــــل إن ( العهد) الحالي أحسـن مـن السابق وما هــي التحولات التي حصلت الأن كي تجعلنـا نذكـرهـا او نرددها كمــا يرددها ساسة الأحتلال ؟ ربمـا أجــد الجواب عند ( المخبل ) الذي منح سيف ذو الفقار الـى الكلب رامسفـيلد ، أو أجده عند (النجاشي) حين إستغاث بـ (الطاغية) من جـور عمو جلال في آب من عام 1996 ، أو عنـــــد شيوخ العشائر التي كانت تبعث بـ (العكل) الى فندق بغداد لتقبض مبلغــا مـن المال لايكاد يبين ، أو عند (الرفيق) علــي الشلاه الذي تحول 360 درجة ، أو عنـد الرفيقة المسعورة حنونـة التي أنكرت صلتها بالقائد الضـرورة وتحولـت الـى زينبية تدعو الى القتل وأراقة الدماء سبعة مقابل سبعة .. ربمـا سنجده عنـد (الآيات) الذين باعــــوا الأرض بثمن بخس .. تساؤلات كثيرة أتحدى من يستطيع الأجابة عنها مهما كانت درجته العلمية أو السياسية ، فالكــــل كان لوكيا ، والكل بدل إسم مدينته لتكون بأسـم صدام . فالحــال هوهو والسيناريو هوهو ، فصدام كــان القائـــــد الضرورة والمالكي مخـتـار العصر ، صـدام كان عبد الله المؤمــــــن ، والأشيقر الخنفري القوي الأمين . منــــال الآلوسي الماجدة وحنان الزينبية .. ومـن كــــان سابقا (نعال) تحول الى بسطال ، ومن كان سارقا صــار مناضـلا قضى عمره فــي سجون النظام السريـة ، ومـن كـان (مهتلف إبن مهتلف) أصبح مهابا مطاعا وذو نظــرة ثاقبـــ في علوم البيئة والغنم والبعـرور والهوش وابو الزلنـطح ، ومـــن كان بزاخا سابقا لــــف عمامة بيضاء وأرتـــدى (دبل محبس) وختم جبهته ( بجعب إستكان) ليوهم الناس أنه نائب الأمـــام الونـان منـذ أعوام خلت وأنه يجتمــع به يوميا لتلقي الأوامر بقتل العرب حسبما يقول المصـخم إبن بابويه وقولويه وشاذويــــــه ، وهكــذا هـي الحـــال والضحية الوحيدة وسط هذه المعمعة هم الشرفاء الذين عاشــوا فقراء وماتوا فـقـراء وهناك مـن المغنين مـــــن كان يردد صدام غيرك مانبي أنت نبي ، صار يردد علـي وياك علـي ، ومنهم مـن كان يغني هله ياصكـر البيـــــدة تحول إلى مـداح ثم ملا لكنه (تندم) فعاد لذات المهنة ، ثم كره هذه المهنة فعاد فمدح وجاد فصدح حبا وشوقــــا للفرقة الذهبية والنحاسية ، ومن الأعلاميين من كـان فـي تلفزيون الشباب فانتقل مـع الشبوط ليكون منافقا بأمتياز .. ومن السرنجة الى الداخلية .. ومــن البصل الى مستشار الأمن العام ، ومـــن البطيخ الى الذرة ، ومن السبـــح والصمون الى رئاسة السلطنة، ومــــن الدياحة الى الأرشاد الديني ، ومن الروزخونية الى التعليم العالي ، ومــن العمالة الى الوطنية ، ومن مصاحبة النسوان الــى رئيس مجلس ألأعيـان .. إذن كـل من وجــد على الساحـــــــــة الآن هو : كذاب فإن لم يكن كذابا فهو دجال ، وإن لم يكن دجالا فهو مهتلف ، وإن لم يكن مهتلفـــا فهو حرامــي وإن لم يكن حرامي فهو فطير وتافه ، ومن لم يكن فطيرا ولا تافها فهو حيـال مـزور.. أما من كان له رأي خـلاف ما قلت فحي هلا فليأتي ببرهانه أن كان من الصادقين .. ولا تنسوا المطيرجي الذي صار قائدا عسكريا وشرطويا وإبن عم فلان مخابراتيا . وزوج بنت علان سفيرا في بلاد ( اللحوم الهبر) والهارب الى وكيل عام يجمع الأموال الحلال ومن ثم يرسلها ، بعد أن يأخذ حصته ، إلى الشقيقة أيران .. والصبي المدلل أبن وزير (خري مري ) الـذي منع الطائرة من الهبوط في مطار والده ( المتعسكـر) .. وأذكركم بأبن خالة وزير وزارة ( لملـوم زعاطيـط ) الـذي حبس بتهمة الزنا فتحول بشكل عجيب الى مستشار أعلى للشخابيط في وزارة لملوم زعاطيط تحت شعار خيط بيط لصاحبـه ومؤسسه شعيط جرار الخيط ؛ حقا لاتنسوا .. فهذا زمن العجايب ليس فيه (طلايب) ومن لايتذكر عليــــه أن لاينسى ، ومن ينسى – أو يتناسى- عليه أن يتذكر ، ومن يتذكر فلا يستكبر لأن البعير أكبر منه خاصة إذا كـان بعيرا عاشقا للنركيلـــة كارها للبعيرة ولم (يترس) شليله من الورق والزرق .. وجروا سلواااااااااات الحلو فــات (وبذيله سبع شدات ) وحده شكف . وحده لكف . وحدها أكلها الواوي ، المطلوب منكم معرفة مالذي فعله الواوي حين سرق ( الديج ) وفر هاربا بغنيمته الدسمة قائلا بكل صلافة : يطبكم مرض . لا لست أعني فلاح السوداني! إنما خالي الذي مات منذ 30 عاما فهو من سرق الديج والدجاجة وسربهما سرا الى عاصمة الضباب لكنه لــــــــم ( يلحك ) يتهنى ..لا بالديج ولا بالدجاجة ، أتدرون لماذا ؟ لأن ( النعل بند ) سمح له بذلك خوفا من بطش القائد العام لقوات النمل والزنابير المتمركزة في أعالي البحار والمتأهبة دومـا لعض كل من تسول له نفسه التقرب من
مساكنهم …. ألم أقل لكم – في موضوع سابق – : هـانـــــــــــت . فلم يصدقني أحـد ..