يعاني القادة السنة في العراق من مشكلة كبيرة مع جمهورهم الذي يقلص عليهم ساحة العمل وفرص المناورة والحوار وإمكانات الوصول إلى مكاسب وان كانت محدودة من خلال الحوار والضغط السياسي على الشركاء .
الجمهور السني غاضب لما يتعرض له من اعتداء المليشيات عليه وللممارسات التي تقوم أجهزة الدولة الأمنية والتي لا تقل إجراماً عن أفعال المليشيات ، لذا فهو يطالب الجمهور السني أن يخرج السياسيون السنة بهجوم متواصل على كل المؤسسات الشيعية دون استثناء :
ــ على الحكومة باعتبارها حكومة طائفية عميلة لإيران .
ــ وعلى المليشيات الشيعية باعتبارها عصابات إجرامية يستحق قادتها وعناصرها التعليق على أعمدة المشانق .
ــ وعلى القضاء العراقي باعتباره قضاء فاسدا إن كان سنياً ومجرما إن كان شيعيا ويطالب بزجه في السجون ومحاكمته .
ــ وعلى السياسيين الشيعة باعتبارهم منافقين وأصحاب مشروع طائفي لا ينفع معهم إلا طردهم ونفيهم من العراق .
لو تحقق ذلك لعم الفرح بين جماهيرهم كردة فعل على المظالم التي وقعت عليهم !
ولكن هذا كما يدرك أي عاقل لا يمكن له أن يتحقق ولا يمكن ان تنصلح به الأحوال لو افترضنا إمكانية تحقيقه ..
السنة في محنة هي جزء من محنة العراق العامة التي تعددت أشكالها وهؤلاء الذين ذكرناهم هم جزء من هذه المحنة ولكن هؤلاء ليسوا وحدهم وعلى السنة ان يدركوا جرائم وأخطاء لمن هو محسوب عليهم ووقفوا في الماضي ولا زالوا مواقفه متطرفة دائما خربت على القيادات السنية جهودها وأفشلت كثير من جهودها .
بالتالي لا بد ان يعطي لمن هم في موقع القيادة الفرصة للعمل وان لا يحاسبوا على كل صغيرة و كبيرة وكل جزئية لمجرد انها لا تتناسب مع مزاج احدهم او لا يدركها عقله وفهمه .
السياسي السني اليوم بحاجة إلى كثير من ضبط النفس والصبر وان لا يخرج عن الهدف السياسي الذي يريده وان يترك اسلوب المقاطعة التي طالما نادت جماهيرهم بها لأنها أثبتت انها افشل الوسائل على الإطلاق .
ولكن السياسي السني ليس معذورا ان لا تكون له خطة بعيدة المدى لتحقيق النجاح مستفيدا من كل الظروف وان لا تستفزوه جرائم العصابات الطائفية فيخضع لمنطق الجمهور الغاضب على حساب منطق السياسي الحكيم
ومن هنا أدرك حجم العبء الملقى على رئيس البرلمان الشاب سليم الجبوري والذي أجد إن عددا من السياسيين السنة يتركونه ليقاتل منفردا على أمل الفشل وهم يرشحون أنفسهم مكانه ، ومناورات السياسيين الشيعة ليستدرجوه إلى موقف الراضي أو المستسلم لما يرسم له .
هذا فضلاً عن مشايخ رضعوا الفكر البعثي وكانوا أدواته على حساب الفهم الدقيق للإسلام ويظهر خلقهم وسوءهم عندما ينفعلون فيخرجون عن أدب الإسلام إلى أخلاق الرعاع “والسرسرية ” كما أتحفنا بعضهم في بياناته أو مقابلاته الصحفية أخيراً .