أجتمع العالم وتوحد الان على محاربة الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) الأرهابية بعد أن أصبحت تهدد ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم وهو العراق المجاور للمملكة العربية السعودية المصدر الاول للنفط في العالم والتي حسب أخر الاحصائيات أن هنالك الالف من المؤيدين للدولة الاسلامية في العراق والشام في المملكة وكل هذا طبعاً أتى خوفاً من تضرر الصادارات أو توقفها مما يؤدي الى ارتفاع أسعار النفط العالمية وبالتالي ما يؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي.
لم يتحرك العالم من أجل الانسانية أو من أجل مساعدة النازحين كما يدعي البعض وأرسال المساعدات فهذه سوريا تموت الناس جوعاً في المناطق التي يحصرها نظام بشار الأسد منذو أكثر من ثلاث سنوات وتقصف الناس بالبراميل المتفجرة والغازات السامة والكيماوي ولم يتحرك العالم !. هل قتل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش) الارهابي أكثر مما قتل نظام بشار الاسد في سوريا التي وصل عدد القتلى الى 200 الف شخص ؟.هل أجبر تنظيم (داعش) الارهابي الناس على النزوح أكثر مما فعل نظام بشار الاسد ونوري المالكي حتى وصل عدد النازحين في كلا البلدين الى مايقارب 14 مليون شخص في الداخل والخارج ؟. هل أعتقل وعذب تنظيم داعش الناس في السجون أكثر مما فعل نظام بشار الاسد ونوري المالكي ؟ هل داعش هي من أستخدمت الكيماوي والغازات السامة والبراميل المتفجرة ضد المدنيين ؟.
أنا أتمنى محاربة التطرف بكل أشكاله لكن ليس فقط عندما يهدد الغرب .أن النفاق السياسي التي يستخدمه الغرب في الشرق الأوسط ويتبعه التأيد العربي من الحكام والملوك الساقطين والمصفقين لكل شيء تطرحه الولايات المتحدة جعل من المنطقة العربية مركز للتعصب لأن العرب كانوا ومازلوا يعتقدون بأن الولايات المتحدة تعرف كل شيء وهذا أعتقاد خطأ فهي تم التلاعب بها في العراق مرتين: الاولى كانت عندما زج بها في أحتلال العراق عام 2003 من قبل عدة أطراف داخلية وخارجية .والثانية عندما تم أقناعها بأنسحاب من العراق بعد أن أدعى نوري المالكي بأن العراق يملك قوات أمنية قوية والتي أنهارت خلال أيام في خمس محافظات عراقية مما دعاه الى الأعتماد على الميليشيات لحماية بغداد من السقوط .
يجب أن يدرك الجميع في الوطن العربي بأن حتى لو تم القضاء على تنظيم داعش الارهابي لن تتغير قواعد اللعبة لا في العراق ولا في سوريا هذان البلدان لن يعودا كما كانتا مهما حصل لعدة أسباب أهمها:أن أسرائيل لن ترغب بأن يتوقف الصراع في سوريا خوفاً من أن يفرز جماعات مسلحة ضدها .ولن ترغب في أن تعاد بناء المؤسسة العسكرية العراقية تحت أي مسمى كان حتى لو كان محاربة التطرف.كما أن ايران تستعمل هذه الورقتان العراقية والسورية في تفاوضها مع مجموعة الخمسة زائد واحد بشأن ملفها النووي لذلك ستحاول أبقاء الصراع مستمر الى أن تنتهي المفاوضات.كما أن الولايات المتحدة لاترغب بأسقاط كل النظام السوري خوفاً من عراق ثاني أو ليبيا ثانية في المنطقة لذلك هي تسعى الى تغير بشار الأسد فقط والاتفاق مع باقي نظامه حتى لاينهار كل شيء في سوريا .كما أن الداخل العراقي والداخل السوري لم يعد كما كان فالاكراد أصبحوا منفصلين بالكامل عن باقي العراق وسوريا سياسياً واقتصادياً وأمنيا. والسنة في العراق أصبحوا يرفضون البقاء تحت حكم شيعي ويسعون الى الأقليم الذي يكون تحت أدارتهم الكاملة كما هو الحال في أقليم كردستان .