لا يختلف اثنان على ان الدين الاسلامي يشكل ايقونة تشريعية ومعرفية وانسانية شاملة لها عظيم الاثر في بناء المجتمع , اي مجتمع , فضلا عن الارتقاء بوعيه (اي المجتمع) وصولا لبناء الانسان , ولكن يبدو وفي حوارات عديدة لدى عموم الناس في العراق والمراقبين لما يعتريه , وبلحاظ ما يجري من ممارسات بشعة اقل ما توصف بها انها اجرامية لأولئك الذين منحوا انفسهم لقب الدولة الاسلامية (داعش) والذين صيروا من الدين الاسلامي الى منظومة تخشاها الملائكة والناس والمبادئ والاعراف الصادقة , فالدين الاسلامي في حقيقته التشريعية يشكل عنصر من عناصر الارتباط بالغيب وحقلا معرفيا ومكانا لانتاج الوعي واسلوبا من اساليب رفع مستوى التقدم لدى المجتمعات ,فهو في بدايته حول مركز الاستقطاب الحضاري والمعرفي من بؤرة الشعر الى الوحي وتحويل الوحي الى علوم انسانية ورياضية وطبيعية , وبهذا اللحاظ تحول الدين الى عامل مساعد على بقاء المجتمع وحضارته ,ان لم يكن هو العامل الرئيس في هذه المعادلة , وبالاشتراك مع عامل آخر الا وهو السلطة عندما تكون داخل المجتمع , فمن اجتماعهما (الدين والسلطة) كما يشير احد المفكرين المعاصرين ينشأ المشروع الحضاري لكل مجتمع , وعندما ننظر الى الدين من هكذا زوايا فاننا نصل الى فهم بناء وحقيقي للدين , فبمروره عبر هذه البوابات (اي الدين) فانه سيعالج عقم الافكار وعدم فعاليتها وهذا الذي سقط به الكثير سواء على مستوى النخب القائدة للثقافة ام تلك التابعة لها , وايضا سيعالج الدين العوائق الموجودة في خط سير الحياة الايجابية والعمل على تطوير الوسائل وتوظيف المكتسبات وبالتالي نصل الى صناعة متدين يعرف الدين او بمعنى اخر يفهم الدين على انه بث الروح الايجابية في داخله , لذلك نجد تلك الرسائل القصيرة التي بثها القران الكريم والنبي (ص) والآل الكرام فيما يخص بناء الروح الانسانية المرتكزة على رعاية العلم والابتعاد عن الغضب والسيطرة على الفراغ في الحياة والذي يؤدي الى الصبينة كما يشير مولاي الامام الصادق (ع) , مع الاف الامثلة بخصوص هذا الشأن , فهؤلاء اصحاب الانتكاسة العقلية والانسانية (داعش) لم يفهمو في لحظة من لحظات حياتهم هم ومن يمولهم الدين بمعنى شريعة وحياة والفة ومحبة وتسامح وتعايش بل فهموه بالضد تماما .