من بلد عربي افريقي قدم الحاج ضيف . كان وجه يتفوق على شعره بالسواد . وكلاهما (بشرة الوجه ، وشعر الرأس) اشبه بسواد ليلة غاب فيها القمر فيها كلياً . من ذلك البلد قدم الحاج ممثلاً لبلاده ومدعواً للمشاركة في ندوة زوشَه كان الحاج ضيف ساخراً على الدوام . وذات مرة اوقه الاخرون في موقف حرج جداً . حيث تم الاتفاق على ان يلقي الحاج ضيف كلمة الوفود العربية المشاركة في الندوة . وكان عضو في الوفد العراقي قد عزم على ان يسرق كلمة الحاج ضيف . وقام بذلك فعلاً ، والحاج لا يدري بالذي حصل .
تقدم الحاج نحو منصة الخطابة . قال بداية : صباح الخير بعدها مد يده في جيبه الايمن فلم يجد شيئاً . مد الاخرى في الجيب الايسر ولم يجد الخطاب (التاريخي) ارتبك لا يدري ماذا يفعل ، وهو لا يستطيع ترتيب جملة مفيدة . واخيراً قال الحاج ضيف : انني اشكر الاخوة (التراجمة) ويقصد المترجمين ، وانسل عائداً الى كرسيه . كان المندوب العراقي الذي رتب (المقلب) يضحك والعربي الافريقي يمسح عرق الخجل عن جبينه . لكن المنظمين للندوة التقطوا صورة هذا المندوب وارسلوها الى بلدهم ، وربما قالوا : انه ابدى اعجابه بقيادة هذا الزعيم الاسيوي (المحبوب جداً جداً) من اربعين مليون كوري .وهكذا يخدع الزعماء انفسهم ،او يتقبلون خداع الاخرين لهم .انها مصيبة الشعوب بالزعماء الاقوياء الفرديين.