24 ديسمبر، 2024 2:05 ص

كيف لنا ان نطهر النفس وهي مازالت تعيش عصر الجهالة

كيف لنا ان نطهر النفس وهي مازالت تعيش عصر الجهالة

ايها العرب .. ايها المسلمون .. اينما كنتم في مشارق الارض ومغاربها  في الجبال وفي السهول احذروا آفة الفتنة فانها بداية النهاية لدين الهداية .. احذروا  الكراهية فانها مرض الامراض ونيرانها تأكل اجسادكم ولهيبها يحرق اوطانكم .. انها بداية الفتنة لتدمير حضارة تسامت بروح العلم فهتدى الاخرون  بنورها فشع في الافاق حتى انار ظلمة التخلف فلبس من انار الاسلام قلبه لبوس المؤمنين حتى وطأت اقدامهم حدود الصين شرقا وحدود فرنسا غربا لتطفيء بنورها التخلف بالعلم والغضب بالحلم والحرب بالسلام فحملت الاكف سيوف الايمان ليس قتلا ولا نحرا بحافاتها بل  هداية بلغة الايمان بالمباديء السامية ووحدانية الخالق وسوية المخلوق
ومن هدى الرسالة الاسلامية وجوهرها انتشر الاسلام باشراقة الهمته المباديء السامية التي تسامت على غرائز النفس البشرية وانطلقت روح الايمان فاستدل الاخرون بجواهرها واكتنزوا لبابها فتساموا على لغة الذات ارضاءا لله عز وجل الذي كتب النصر للمؤمنين ليصبح الاسلام منارا للانسانية وملاذا للمستضعفين
ومن هدى هذه الرسالة انتشر الاسلام .. ومن هدى هذا الانتشار برزت طوائف وملل وظهر علماء وفقهاء فسروا تعاليم الاسلام وفق  هوى النفس فمنهم من تسامى على النفس ففسر  تعاليم الاسلام وفق  آيات بينات لا لبس فيها تدعو الانسان الى  الهداية بعد تحديد طريق الخير وطريق الشر وفق رؤية ربانية تسامت كلماتها وفق مشيئة الباري عز وجل .. ومنهم من فسر الاسلام وفق هوى النفس باتجاه خاطيء عكس اتجاهات الشر التي اسهمت في انحراف الفكر وعودته الى عصرالجهالة .
ولم تخطيء تعاليم الدين الاسلامي في عصر الرسالة لكنها شهدت انحرافا في التفسير في عصر الحضارة التي بات  المسلم يجاهر بها وينادي بالثقافات لكنه لايجاري تطورات العصر وتقنياته .. وفي ضوء ذلك بات التكفير يكبر والعالم الاسلامي يصغر ونحن اشباه عراة في قرية ربما ستصبح اصغر من الصغير حيث تنامت العلوم وتفتحت العقول ونحن مازلنا جسد شبه مشلول .
بات العالم اليوم ينشد الحضارة يطور علوم الفضاء ليستكشف خفايا النجوم وما تكتنزه من ثروات ويبحث عن المجهول ونحن مازلنا نستذكر قوة وقدرة الحصان على السير والانطلاق في ساحات الوغى لقتل الخصوم  ويعتلي قامته فارس يحمل في يدية سيفا بات اليوم يبقر البطون وينحر الرقاب
كيف  لنا ان ندخل عصر الحضارة وتكنولوجيا الفضاء ومازالت بيننا عقول  باتت   ترنوا لتاسيس دولة الخلافة  وعصر السخافة  .. كيف لنا ان ندخل عصر الحضارة ومازالت العقول ترنوا الى عصر الحريم وبيعهن في سوق النخاسة .. كيف لنا ان ندخل عصر الحضارة ومازالت بعض العقول ترنوا  الى تطبيق قانون المحاكم الشرعية  التي مازالت  بنودها  متحجرة متجبرة متكسرة  .. كيف لنا ان نطهر النفس وهي مازالت تعيش عصرالجهالة .. كيف لنا ان نطهر النفس ونحن مازلنا لانقرأ من حيث قرأ الرسول ايات الهداية.
كيف لنا ان نطهر النفس و قداصبح تفسير تعاليم الدين بلا بداية او نهاية