منذ عام 2003 الذي طالعنا فيه وجه الاحتلال ومعه طالعنا وجوه بقيت ملاصقة لحياتنا طيلة السنوات العشر الماضية مع تغير طفيف في الاقنعة، تلك الوجوه سيطرت بأقنعتها على الساحة العراقية، فهذا الوجه تارة رئيس كتلة واخرى رئيس تحالف ناهيك عن عضويته كعضو برلمان في دروته الاولى والثانية والثالثة وهلم جرا.
لا ننكر ان الكثير من الشرفاء قدموا بعد عام 2003 ممن حملوا شهاداتهم العليا وامالهم الكبرى على ظهورهم أملاً في بناء الوطن وحلماً لم يتحقق في المساهمة في التغيير نحو الأحسن عبر توظيف خلاصة تجاربهم في بلاد الغربة لسنوات موحشة طويلة، لكنهم سرعان ما غادروا بلدهم بعد تكسر أحلامهم على صخرة المصالح الشخصية والتكتلات الحزبية.
بقت تلك الوجوه طيلة السنوات الماضية تخلع قناعاً وتلبس آخر، محطمة الارقام القياسية في السيطرة على المناصب ومقدرات الدولة العظيمة ذات الاحياطي الهائل من مخزون النفط.
كان أشد تلك الوجوه سيطرة على الساحة واكثرها استبدلاً لأقنعته هو الوجه الذي حطة ارقام غينيس في سيطرته على المناصب فتارة يرتدي قناع رئيس الوزراء وتارة أخرى يرتدي قناع وزير الدفاع وأخرى قناع وزير الداخلية فتعددت الاقنعة وتاه عليه ايهم ارتدى وأيهم خلع!! ومايزال حتى هذه اللحظة يحار في كيفية ايجاد قناع جديد للمرحلة القادمة!!
نقول ببساطة لرئيس الوزراء المكلف السيد حيدر العبادي لو اردت بداية جديدة نظيفة وآمنة وبعيدة عن كل أخطاء المرحلة السابقة عليك بأمرين الاول هو سن قانون يسمح للمرشح بأن يترشح لدورة برلمانية واحدة، ويكون راتبه مجزياً مساوياً لرواتب أقرانه دون تمييز أو مميزات عندها لن تجد هذا التهافت على الترشيح للانتخابات، والأمر الثاني أحالة من شارك في تشكيلات حكومية سابقة على التقاعد، لأنهم فشلوا في أكثر من حكومة على مدى السنوات العشر الماضية ولن يأتوا بجديد كما انهم تحولوا إلى أخطبوطات تسيطر على رؤوس اموال
وسلطة وستبقى اهدافهم الرئيسية هي مصالحهم الشخصية، وليتم فسح المجال أمام الكفاءات العراقية المخلصة التي تطور بلاد عربية واجنبية بينما بلدهم العراق يعود إلى القرون المظلمة بسبب سيطرة مجموعة من الجهلة على دفة الحكم.. ولكم الأمر.