24 ديسمبر، 2024 2:10 ص

كلهم داعش … ونحن إخترناهم

كلهم داعش … ونحن إخترناهم

الدواعش هم أعداء الإنسانية وأعداء الشعب العراقي الذي إستباحوا دمه … كلنا مسلمون بذلك . ولكن أخبرني عن الطرف الآخر هل كان الشعب يمثل يوماً من الأيام أهمية له – عدا أيام الإنتخابات طبعاً – وهل كان مبالياً بهمومه ومعاناته .
لا يستطيع أحد أن يقول نعم . لأن من يحمل شعبه آلاف الويلات والمصائب هو وجه آخر لداعش . فالإرهابي ليس من يقتل ويعذب بالسيف والنار فقط بل إن كل من يسرق قوت شعب ويتركه عرضة لشتى أنواع المعاناة والأمراض الناتجة عن صفقات نفطية أو غذائية فاسدة أو إعمارية أو غيرها فهو إرهابي هذا ما يشهد عليه جسد الطفل الذي يشتوي بلهيب الصيف وإنقطاع التيار الكهربائي ويشهد عليه من تجرع جسده الأمراض السرطانية التي خلفتها المشاريع النفطية الفاسدة والتلوث البيئي الناتج عنها وعن غيرها ويشهد عليه من لامأوى لهم ومن يتجرع ذل السؤال في بلد لو قدر لأهله أن يعيشوا بخيراته لحسدهم سكان الأرض ناهيك عن إن داعش هي نتيجة طبيعية للفساد السياسي والإداري والتخندق الطائفي الذي عملت جميع الأطراف ضمن دائرته ..
إذن الكل هم وجه من وجوه داعش والمصيبة إن هذه الوجوه هي خيار هذا الشعب الذي منحهم فرصة التحكم بدماءه وثرواته ولم يندم يوماً على خياره . بل كلما إزداد إستهتاره بدمائهم ومقدراتهم زاد تأييده لهم .