عبر تاريخ العراق ظل الأكراد في العراق لهم ارتباطات بالدول الخارجية التي دائما ما تبرر ذلك بأنها تدعم القضية الكردية وحقوق الأكراد ، لكن حقيقة الأمر هو استغلال تلك الدول للأكراد في مواجهة الحكومات المتعاقبة في العراق ، والأدلة في هذا المجال كثيرة .
لم تقتصر علاقات الأكراد على دولة معينة بل تنوعت حسب الظروف لذلك نراها تنقلت ما بين دعم سوفيتي ثم اسرائيلي ثم إيراني ، ليصل الآن إلى الدعم الأمريكي الذي بدأ منذ نهاية الثمانينات وأستمر وتصاعد بشكل كبير خلال المدة الأخيرة .
الآن تعلن أمريكا ومعها الاتحاد الأوربي توجههم لدعم الأكراد من خلال تسليحهم بمختلف الأسلحة ، ومثل هذا التوجه ربما لم يحصل بهذه السرعة والامكانيات مع دول لديها أمريكا علاقات معها ، حيث طالما تماطل بمثل هذا التسليح وتضع الشروط ، لكنه مع الأكراد الآن الذين لا يمثلون دولة ، وهم ضمن دولة ترعاها أمريكا والأكراد لديهم خلافات معها يتم التجهيز السريع لمختلف أنواع السلاح !!!!!!.
أزاء هذا التطور لا بد من معرفة الأسباب والاجابة على السؤال الذي وضعناه عنوانا لمقالنا هذا .
لماذا قررت أمريكا بهذه السرعة تسليح الأكراد ؟
في تقديري أن خلفية هذا الموضوع وهدفه المستقبلي هو الآتي :
1- خلفية الموضوع هو قيام أجهزة المخابرات الأمريكية من خلال اختراقها لتنظيمات داعش الموجودة في الموصل بتوريطها في التعرض للمدن القريبة من حدود اقليم كردستان ، مما أدى لخلق مشكلة مع الأكراد ، وهدف الأمريكان من ذلك هو لاشغال تنظيمات داعش وبعض الفصائل بهذه المعارك من أجل عدم التوجه إلى بغداد واسقاط الحكومة والتي هي من نتاج الأمريكان والحريصين على بقائها بأي شكل من الأشكال .
2- هذا التسليح الكبير وبمختلف أنواع الأسلحة للأكراد هدفه المستقبلي التي تخطط أمريكا لتحقيقه هو جعل الأكراد قوة عسكرية تفوق قوتها حكومة المركز في بغداد من أجل تهيأتهم للانفصال بالوقت الذي تقرره أمريكا . ويمكن أن ينفذ ذلك مع ما يروج حاليا حول موضوع الأقاليم الثلاثة ( كردي – سني – شيعي ) في ضوء استمرار المعارك العسكرية في أغلب المحافظات السنية والتي لم تستطع حكومة المركز معالجتها .
أرى إن هذا الموضوع يحتاج للمناقشة والحوار للتوصل إلى الأسباب الأخرى لهذا الاهتمام من قبل أمريكا والاتحاد الأوربي .