هرب صدام لجحره في مدينة أعوانه, بعد دخول قوات الاحتلال الأمريكي,طالبا النجاة بنفسه, وكانت تعليمات حزب البعث صارمة,أن يتم حرق كل الكتب الرسمية التي تخص رفاق البعث,كي تضيع معلوماتهم عن الدولة الجديدة, ويضمنوا البقاء في مراكزهم في دوائر الدولة,مخطط خبيث لخلق دولة داخل دولة!
فانتشرت الحرائق في مؤسسات الدولة! أناس تسرق وأناس تحرق الوثائق! ضاعت الكثير من المعلومات في ذلك المقطع الزمني الرهيب,أمريكا سهلت الأمر فهي يعجبها الفوضى وضياع الحقوق! لم تمنع احد من احراق واتلاف الوثائق! بل كانت تدعم وتسهل الطريق للصوص وبقايا البعث, وتم الأمر وأتلفت ملايين الوثائق, التي تفضح أفعال رفاق البعث الكافر بحق الشعب العراقي.
ارتفعت الدعوات لتأسيس عهد جديد, كانت أمنية أبناء الوطن الشرفاء, عهد ينتشر فيه العدل والإنصاف, وشرع أهل السياسة بالبناء, لكن الآلاف من رفاق صدام تسلقوا أكتاف الأحزاب! وتمازجوا مع الكيانات السياسية! ليصبحوا جزء من الحالة الجديدة, كان كل جهد للبناء يتعطل!والأزمات تتفاقم! والمؤسسات الحكومية تغرق في الفساد! والأموال المخصصة لا تتجه للحل!بل تهدر وتدخل في منفعة المتنفذين! واغلبهم رفاق صدام بالأمس!
وزراء فاسدون, لكن هنالك من خطط لهم وسهل الأمر! هنالك من دفع على ديمومة الفساد! هنالك من جعل مخصصات الدولة لخدمة بقايا البعث! فضائح هدر المال العام على كل لسان, والسنوات تمضي والحال نفس الحال!البعث يمسك من تحت الأرض مقدرات العهد الجديد! هذه كل الحكاية الكالحة, بقايا دولة الطاغوت صدام تتحكم بمقدرات الدولة الجديدة!
لم ينفع قانون الاجتثاث في حل الإشكال! بل كان هو إشكال أخر! فآلاف الرفاق عادوا لدوائرهم بقرارات غريبة! والكثير منهم في مواقع حساسة!بعد احد عشر سنة من التغيير ورفاق صدام وعزة وطارق وطه في مناصبهم!يتنعمون بمميزات العهد الجديد!
الإرهاب مستمر, والمشاكل تستعصي عن الحل, والفساد في أعلى مستوياته, أنها دولة الأمس تفسد دولة اليوم, الدولة العميقة تدمر البنيان, وتدعم جهود الإفساد! كي يسقط البنيان ويقع الأمر في يد خبيثة, تتلاءم مع توجهات بقايا البعث, وتخضع لمساوماتهم لتدور عجلة الحياة,هكذا تخطط فلول البعث!
نعم كان لديمومة الدولة العميقة أسباب, أهمها تواجد حكومة فاشلة, لم تستطع إن تجد الحلول لبقايا البعث, بل ساهمت بتسليمهم مراكز حساسة! فإذا فسدت السياسة فسد كل شيء.بالإضافة لجانب أخر وهو ضعف الجانب ألاستخباري.مما أبقاهم غير منظورين.
كيف المواجهة مع هذه الدولة الخفية؟ وهل يمكن لنا أن نصحح الوضع؟وقانون الاجتثاث هل يصلح ما أفسده الدهر؟ أم إن للظالم جولات تستمر ولا تنتهي بفعل تخبط أهل القرار؟