أفرزت اﻻحداث الأمنية التي أعقبت سقوط الموصل ومدن عراقية اخرى بيد الدواعش ظاهرة تستحق التوقف عندها الا وهي ظاهرة الوزير او المسؤول المقاتل وأعني به على وجه التحديد وزير النقل والقيادي في إئتلاف دولة القانون السيد هادي العامري (أبو حسن) رئيس منظمة بدر المجاهدة, فهو الوزير الوحيد الذي لبى نداء الوطن والمرجعية المباركة بالتصدي للدواعش قوﻻ وفعلاً ولم يكتف بلبس الزي العسكري والظهور به امام وسائل الإعلام كما فعل غيره بل نزل إلى ميدان الحرب متقدماً حشود المقاتلين. ومن يعرف الحاج أبو حسن عن قرب فلن يرى في سلوكه هذا اي غرابة.فالرجل كان وما يزال مقاتلا عقائديا ولم تغره المناصب او تغيره. فالرجل بدأ حياته السياسية مع الحركة الإسلامية وقضى شطرا منها مع حزب الدعوة الإسلامية وواجه النظام بصبر وشجاعة كأغلب الدعاة وخرج من الوطن بعد ان حكم عليه بالاعدام مهاجرا بدينه وفي المنفى كان من قادة الفصائل المسلحة المجاهدة التي قارعت وبفخر نظام البعث حتى تسلم قيادة فيلق بدر الجناح العسكري للمعارضة الإسلامية العراقية الذي كانت له صوﻻت وجوﻻت اعترف بها الطاغية البائد نفسه وطوال سنوات المعارصة كان ابو حسن من سياسيي ومعارضي الخنادق في مقابل سياسيي الفنادق.
ولهذا بقي وفيا لحياة الخنادق والجبهات واضعا روحه فوق راحته في ظاهرة يندر وجودها بين السياسيين العراقيين الحاليين مذكرا ايانا بظاهرة المناضل الأممي جيفارا الذي ترك المنصب الحكومي في كوبا وذهب الى أدغال بوليفيا وافريقيا ليكمل مشواره النضالي وﻻزالت كلمته ترن في أذني وهو يتحدث عن قيادة الدولة التي قال فيها ان القيادة تحتاج الى القوة مستشهداً بقوله تعالى ( يايحيى خذ الكتاب بقوة). ابو حسن بسلوكه هذا يثبت انه مسؤول ميداني من الطراز الأول وهو يستحق وعن جداره منصب وزير الدفاع او الداخلية في الحكومة القادمة ﻻن عمل هاتين الوزارتين يتطلب رجلاً ميدانياً وقائدا شجاعا ﻻيهاب الموت . بقي امر ﻻبد من ذكره الا وهو وجود نائبين في البرلمان العراقي سارا على نهج العامري هما النائب قاسم الاعرجي القيادي في منظمة بدر واليد اليمنى لهادي العامري والنائب حاكم الزاملي القيادي في كتلة الأحرار وما يجمع بين هؤلاء الثلاثة انهم اعضاء في اللجنة الأمنية وكذلك هم شخصيات امنية تستحق الإشادة بها.
أتمنى ان تتكرر ظاهرة الوزير المقاتل هادي العامري بين وزرائنا الحاليين او القادمين حتى نبعث برسالة للعالم أن في العراق سياسيين ووزراء مسؤلون بمعنى الكلمة ويستحقون مناصبهم عن جدارة إنطلاقاً من قاعدة ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). فتحية لبدر وقائدها هادي العامري وهنيئاً للتحالف الوطني بوجود هكذا قيادي فيه شجاع مقدام يعكس حقيقة قاعدته الجماهيرية من أبناء المقابر الجماعية التي ضربت المثل بالصبر والصمود وتستحق قادة من طراز هادي العامري يقدمون مصلحة الوطن وأمن المواطنين على مصالحهم وراحتهم الشخصية.
[email protected]