17 نوفمبر، 2024 9:55 م
Search
Close this search box.

صناعة الدكتاتور المالكي إنموذجا

صناعة الدكتاتور المالكي إنموذجا

الدكتاتورية ظاهرة سياسية غير مرتبطة بحقبة زمنية ولا مرحلة معينة وتكاد مراحل الدول لا تخلو منها , فبقدر تحقق الديقراطية ودولة المؤسسات تظهر من حين لإخر دكتاتورية هنا وآخرى هناك ولكن للإنصاف تكاد دول العالم المتقدمة قد إبتعدت كليا عن هذا النموذج المقرف . لماذا ؟. لأن الفرد هناك عرف حقوقه كاملة ولأن الحاكم رجل مكلف لإداء خدمة عامة إن لم يؤديها بشكل كامل ووفق القياسات الديمقراطية سيجد نفسه سواء كان بالسلطة أو خارجها أمام المحاسبة القانونية ,لأن الوظيفة هناك  تكليف لا تشريف , وإرادة الأمة يجب أن تحترم.
إذن صناعة الدكتاتور تكاد تنحصر بدول العالم الثالث للأسباب الإقتصادية والإجتماعية وغيرها . لقد عرَّف القا موس اللغوي الدكتاتورية  : بأنها شكل من أشكال الحكم المطلق حيث تكون سلطات الحكم محصورة في شخص واحد  . ويذهب التعريف لممارسات ومواصفات الحاكم الدكتاتور بما يلي  :
– قمع الشعب . 
– إستغلال الدين لتثبيت حكمه .
– بناء جهاز إستخباري قوي  .
– تفكيك وحدة البلد بما يتوافق وتطلعاته .
– تغيير النسيج الاجتماعي للشعب .
– مسك المؤسسات المهمة ذات العلاقة بأمن المواطن كوزارة الداخلية والدفاع والأمن العام والمخابرات والإستخبارات , ووضع من معيته  فيها من غير الكفؤين كي يظلوا على تواصل دائم معه .
وتتسم مرحلة حكمه :
– غياب الدستور أو تغيبه في حالة وجوده
– تفتيت مؤسسات الدولة الديمقراطية
– خلق المؤسسات الاعلامية لتبيض صورة الحاكم وتشويه الحقائق وإثارة ثقافة عبادة الشخصية  وتقديس الذات الحاكمة .
-تعدد وسائل التطبيل والمدح من أجل خلق الولاء الأعمى
توظيف المال العام لخدمة مخططاته .
ومن سجلات الماضي تطل علينا صورة هتلر وموسليني وستالين وغيرهم كثيرون , وتبدو صورة فرعون موسى كما وردت في القرآن الكريم لدرجة القول : أنا ربكم الأعلى (آية 24 سورة النازعات) كذلك صورة النبي  سليمان الحكيم  970 – 931 ق م , وهو النبي أبن النبي صورة كاريزمية أكبر حين يحاول أخفاء موته إلى أن يكشف الله تعالى  ذلك بأضعف مخلوقاته (فلما قضينا عليه الموت ما دلهَّم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خَّر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين (الآية 14 سورة سبأ) .
إزاء ذلك لو أخذنا مرحلة المالكي بدورتين إنتخابيتين لرأينا  صورته  دكتاتوراً متغطرساً متجبراً ,  لا أحد يعرف كيف تصرف بالمليارات وظفها لأزلام حزبه وغطي نزقهم وبذخهم وسرقاتهم , وحين تتفجر قضية ما سرعان ما ينبري مدافعا ومهيء كل سبل الخلاص من العقاب  ولأنه يعرف مقدار النهب الذي يمارسه هو ومرتزقته  وضع القضاء تحت تصرفه وأحتال على منظمة النزاهة ليجعلها هي الأخرى تدور ضمن فلك رغباته وتوجهاته , ربما نجد أن الدكتاتورين الذين سبقوه كان لهم شيء   من فعل عظيم جعلهم يتباهون به ويكون هو السبب في طغيانهم لكن هذا البائس ماذا فعل للعراق حتى يلبس
 جلباب الدكتاتورية ويشمر عن ساعدين لا يعرفان غير القتل والسرقة .فستالين على سبيل المثال بنى أكبر دولة في العالم وجعل الإتحاد السوفيتي من بلد زراعي متخلف إلى بلد صناعة متقدم , وموسليني  رجل حرب وتحرير رفع شأن إيطاليا  حتى تمكنت من بسط نفوذها خارج حدودها الأقليمية , أما  المالكي  من أول مواجهة فر بجيشه وشرطته التي طالما تباهى بهما أمام منظمة إرهابية لا تملك غير قناعتها بما تقوم به ,وبعدد لا يوازي نسبة محددة من جيش صُرفت عليه الملايين وإسناد فقاعات دمج  العملاء القادمين مع الاحتلال .
 ليس للرجل من مأثرة نجعلها السبب في فرعنته وطغيانه اللهم إلا النفسية التي عاشت طوال حياتها بالظل وفجأة تهيء لها غير ما كانت تحلم به  من مليمات صغيرة , والمال الذي صار يجري بين يديه بلا تصور , يوعَّز الله سبحانه وتعالى طغيان الإنسان إلى عدم قدرته التوازن بين ما كان عليه وما آل إليه . فقال عزَّ من قال: كلا إنَّ الإنسان  ليطغى أن رأه إستغنى 6-7 سورة العلق .
والسؤال هل نسي قوله تعالى : إنَّ إلى ربّك الرُّجعى الآية 8 سورة العلق  .

أحدث المقالات