(اتقو الحكومة فأن الحكومة هي للأمام كبني او وصي)) هذه المقوله لابي عبد الصادق (ع) ويشير كتاب الحكومة الاسلامية متحدثا عن القيادة في عهد الفقيه (( ان الفقيه يلي من امور المجتمع ما كان يليه النبي منهم ووجب على الناس ان يطيعوا)) وان ولايه الفقيه لم يعد يكتنفها الغموض بعد الثورة الاسلامية
اما النظام الداخلي الجديد لحزب الدعوة الذي صدر عن مؤتمر الحوراء زينب فهو يشير الى ان قيادة حزب الدعوة هي صاحبة الحق في استلام الحكم لا الفقيه الولي وهي ملزمة بالتعاون مع الفقيه وعلى هذا الاساس تم حذف المجلس الفقهي من حزب الدعوة ذلك المجلس الذي يقوده الفقيه واثار ذلك اشكالات هائلة حيث ان المرجع الخميني يقول ( القيام بالحكومة وتشكيل اساس الدولة الاسلامية من قبل الواجب الكفائي على الفقهاء العدول ويفسر الشخ المشكيني ذلك قائلا ( وكذلك الامر في الحكومات حتى رئيس البلدية ) وهذا ما أيده السيد الحائري
على اثر النظام الداخلي الجديد صار هناك تياران الاول يرى ان حزب الدعوة هو مؤسسة من مؤسسات الولي الفقيه وباقي شرائح الامة
ويشير حسن شبر في جريدة الدعوة الى ان المرجعية تخطأ وانها اخطأت يوم قبلت العودة الى العراق عام 1942 تحت شرط عدم التدخل في السياسة وانهم مارسوا الصمت والسكون على الحكومة الملكية مما سبب حالة الركود والاسترخاء في الامة على حد تعبيره وتشير جريدة الحزب الداخليه الى ان المراجع الشيعية اغفلوا موضوع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ووقعوا تحت تأثير الفكر الاستعماري بينما هناك من يرى ان في ذلك تحقيق للمصلحة الاسلامية يشبه موقف الحسن (ع) في صلحه مع معاوية يوم قام البعض يسلمون عليه بقولهم (( السلام عليك يا مذل المؤمنين )) ولم تنس الجريدة ذكر موقف الامة الصامت تجاه تسفير اربعين عالماً من علماء الشيعة
التناقض واضح بالمواقف حيث ان الجريدة في العددين 37,38 تقول (( ان ما يمثل عزنا وشموخنا اننا تأسسنا على يد الفقيه العظيم الشهيد الصدر)) (( وان الحزب ينقاد لولايه الفقيه السائره في مسار الولاية الالهيه )) بينما تشير الجريدة في العدد 412 ((وتكويننا اساسا لا يعتمد على فرد حتى ولو كان بحجم الشهيد الصدر ))
وتقول (( ان موقف الحزب هو الاساس في محاكمة الاراء حتى لو كانت صادرة من فقيه او مرجع فتبقى كلمة الحزب فوق كل شيء )) , ويقول في العدد 418 ( ان ما يقوله الاخرون عنا ليس مهما وان المهم ما نقوله عن انفسنا )) .. وقد شبه السيد الحائري قولهم ان الفكر الاسلامي واضح بأنه يشبه قول من قال ( حسبنا كتاب الله ) ولكن الكتاب صامت ويحتاج الى مفسر ناطق وفي العدد 37 ((ان صمام امان الدعوة هو الفقيه)) وفي كراس شكل الحكم (( ان اشراف الفقيه على الحزب خير ضمان لعدم انحراف المسيرة
تجدد الاشارة الى ان اول الاسس العشرة التي وضعها ألسيد ألصدر لحزب الدعوة كانت الشورى ولم تكن ولايه الفقيه ولكن السيد الصدر بعد وضعه للاسس خرج عن تنظيم حزب الدعوة بعد ان امره السيد الحكيم بذلك وطلب من الحزب تجميد تلك الاسس وبدأ يؤمن بالقيادة المرجعية حتى وفاة السيد الحكيم ليطرح اخيرا فكرته عن ضرورة الفصل بين جهاز المرجعية الصالحة والتنظيم الحزبي وان الحزب ينبغي ان يكون ذراعاً من اذرع المرجعيه
سرد غير مترابط بسبب الاختصار الشديد لموضوع علاقة حزب الدعوة والمرجعية قد يجيب على سؤال لماذا غادر المالكي ؟؟الا انه لايجيب على سؤال لماذا الانتخابات اذأ ونتائجها محكومة برغبة شخص واحد ( مهما علا شأنه )؟؟ ولا يجيب على سؤال : اين الديمقرطية في الاحزاب الاسلامية طالما ان المرجع او الفقيه هو صمام الامان وليست الشورى والقيادة الجماعية المبنية على النقد والنقد الذاتي؟؟؟ هذا ما ينبغي ان نجيب عليه الاحزاب الدينية السنية والشيعية لتعترف لنا انه لا يوجد حزب اسلامي سني او شيعي يؤمن بالديمقراطية بل الاحزاب السنية خلافة والشيعية ولاية وهذه هي الحقيقة باختصار