23 نوفمبر، 2024 3:49 ص
Search
Close this search box.

في ذكرى رحيل الصـــــدر6/ مواقف الشــجعان

في ذكرى رحيل الصـــــدر6/ مواقف الشــجعان

يمكن القول، ان الوضوح في المواقف تحتاج الى شجاعة قلبية، وان انصاف الاخر، والانفتاح عليه، يحتاج الى شجاعة، وان الجبناء يتسترون بمواقف ضبابية، ويستعملون الطائفية والفئوية، لتامين أنفسهم في محيطهم.. وخط الشجعان هو خط ابراهيم (ع) الذي حمل الفأس وكسر الاصنام، وهو خط الانسان بقيمته العليا، وبمستوى (الخلافة) التي ارادها له خالقه..

كان الشهيد محمد الصدر (رض) شجاعا، بمستوى رسالته الاصلاحية، وله خطاب وحدوي واضح وصريح.. فضلا عن اجراءاته العملية واهمها التواصل مع الاخر، تلك الجهود ميزت القواعد الشعبية الصدرية بالشجاعة القلبية، والايمان الحقيقي بالقدرة الالهية، دون الالتفات الى قوة الديكتاتور الهدام، فضلا عن قوة الاحتلال وجيشه الجرار، لاحقا…

بذل الصدر وسعه لاجل توفير فرص الوحدة وتكثير بذورها، على مستويات عدة، اهمها: على مستوى المؤمنين، وعاش هاجس الخوف من بقاء الفرقة ..لذلك مد يد التعاون والمصافحة لهم في اكثر من فرصة، ومنها مبادرته الاصلاحية فقال:

… فما دامت هذه الحياة موجودة عندي، والنفس يصعد وينزل، فاني ارحب بكم بكل قلبي، واعذركم عن كل ما حصل منكم، وتعذروني ان كان حصل بعض الشيء مني، او ممن يرتبط بي، او ينتسب الي، ونفتح تاريخا جديدا، كما قال الشاعر، وهذه الابيات احفظها من زمان وهي لطيفة:

من اليوم تعارفنــــــا.. ونطوي ماجرى منا…

فلا كان ولا صــــــار .. ولا قلتم ولا قلنــــــا…

وما احسن ان نرجع .. الى الود كما كنـــــــا…

استمر الصدر في التثقيف الوحدوي على المستويات كافة، وفي خطبة الجمعة 32 يشير الى التهديد الخارجي، لاجل استنقاذ الدين والمذهب من الاساليب غير المسؤولة، والمشغولة بالقضايا الثانوية والمصالح الشخصية، وقد حاول سماحته تطمين الرموز واتباعهم، وازالة خوفهم، لاجل تفويت الفرصة على المتربصين ، فقال سماحته:

..وحدة الحوزة العلمية واخوة اعضائها والمشاركين فيها بالهدف المشترك وتجاه العدو المشترك وفي الفكر المشترك مهما تباعدت بعض المصالح والاهواء والاساليب. وهذا واقع لا مناص منه ومطبق فعلا فاننا جميعا في الحوزة يد واحدة وروح واحدة كلنا يعمل لمصلحة الدين وكلنا يقول وكلنا يتصرف في حدود استطاعته وفهمه باتجاه الهدف المشترك وهو عز الدين وعز الاسلام وارتفاع وعظمة كلمة التوحيد في كل زمان ومكان وتكثير طاعات الله سبحانه في البشرية وتقليل معاصيه بين البشر، وكلنا يد واحدة ضد من ناوأنا وعادانا لان من عادى

الحوزة فقد عادى الدين ومن كاد للحوزة فقد كاد للدين ومن اعتدى على الحوزة فقد اعتدى على الدين وليس على هؤلاء الناس بأشخاصهم بطبيعة الحال. انتهى قول سماحته.

أحدث المقالات

أحدث المقالات