18 نوفمبر، 2024 1:45 ص
Search
Close this search box.

علائمُ استفهامٍ مقلوبه ..؟؟؟

علائمُ استفهامٍ مقلوبه ..؟؟؟

الأنهماك المتسارع والمكثف للأتحاد الأوربي بالأيعاز ومنح الضوء الأخضر لأعضائه من الدول في توريد الأسلحة الى قوات البيشمركه الكردية بغية مواجهة داعش , له اكثر من دلالة , وملفتٌ للنظر من الزاوية الحادّه .! , فقد ذكرنا في مقالٍ سابق في مطلع الأسبوع الماضي وفي هذا الموقع تحديدا , ونشرته مواقع الكترونية اخرى , بأنّ اسلحة الجيش العراقي الذي انسحب من الموصل وكركوك ومن مناطق اخرى , والتي استولت عليها قوات البيشمركه وصادرتها ” ومعظمها اسلحة امريكية حديثة ومتطورة ” , كما اشرنا الى أنّ اسلحة الجيش العراقي السابق وبكمياتٍ هائلة والتي ايضا استولت عليها البيشمركه إثر الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 , بالأضافةِ الى كميات السلاح التي تمّ الأستيلاء عليها ايضا في حرب 1991 , فكلّ تلك الأسلحة الثقيلة والدروع والمدفعية والأجهزة العسكرية ذات العلاقة , فأنها بمجموعها ونوعيتها فهي اكبر بكثيرٍ من استيعاب البيشمركه وفوق طاقاتها العسكرية والبشرية , وقد لفتنا الأنتباه في مقالتنا تلك الى التصريحات الكردية بالطلب الى الولايات المتحدة بتزويد القوات الكردية بالسلاح الأمريكي فور تحرّك داعش لأحتلال سنجار , ولم تكن الأسلحة التي بحوزة البيشمركة قد جرى استخدامها بعد , وما ان بلغت الطلبات الكردية مسامع الأدارة الأمريكية ” والتي بدت وكأنها بأنتظارها على احرّ من الجمر .! ” , حتى اعلن الأمريكان عن استجابتهم الفورية وبدأوا بشحن وتوريد اسلحتهم للقوات الكردية , وبالتزامن مع اعلان البنتاغون عن تكليف طائرتين او مقاتلتين فقط ” وإحداها بدون طيار ” بقصف مواقع داعش , واعلنت القيادة العسكرية الأمريكية انّ طائرتيها قد دمّرت مدفع مورتر ” هاون ” لداعش , ثم قالت انها في احدى غاراتها الجوية قد قصفت عجلة فيها اشخاصٌ من داعش , ولتأكيد مصداقيتها .! قامت القيادة الأمريكية بتكرار عرض مشاهد قصفٍ لداعش ولكنها عبر افلام وكأنها من الغرافيك المضلل المشابهه لألعاب الفليبرز والألعاب الحربية الأخرى في الكومبيوتر ..!!! , وإذ باتَ وامسى سهلاً للأدراك والأستنتاج والفهم بأنّ توريد وشحن الأسلحة من مختلف دول الأتحاد الأوربي فضلا عن الولايات المتحدة وربما من دولٍ اخرى لا يُراد الأعلان عنها , هو ليس إلاّ لتثبيت اركان واُسس دولة كردية جديدة سيتم الأعلان عنها لاحقا وقريبا , فأنّ علامة الأستفهام الوحيدة غير المقلوبة هي : لماذا لا تقوم مقاتلات وقاذفات دول الأتحاد الأوربي ومعها الصواريخ والطيران الأمريكي بقصف وتدمير قوات داعش ومسحها عن بكرة ابيها وانهائها خلال ساعات , بدلاً عن التطبيل والتزمير الغربي عن خطر داعش على المنطقه والعالم .!؟
   إنّ احتلال داعش للموصل اولاً , ثمّ نزولها الى مدنٍ ومحافظاتٍ اخرى , واقترابها نسبيا من مشارف بغداد , كان قد جعل الدنيا تقوم ولا تقعد ولا سيما على صعيد الإعلام , فأيّ فلسفةٍ عسكرية , وايّ’ ستراتيجية حربية , واية تعبئةٍ وتكتيك , يجعل داعش لتغيّر من خطّ سيرها لتنتقل بين لحظةٍ وضحاها الى اقصى الشمال , الى سنجار وضواحيها واطرافها .!؟ لولا ان جرى توجيه قيادة داعش عبر الريموت كونترول لتغيير خط سيرها الى الأتجاه المعاكس الغريب والمبهم , تمهيدا وتهيئةً لأرضية اعلان الدولة الكردية المستقله في الوقت الذي ترتأيه الأدارة الأمريكية ملائما ومناسباً .. إنّ السيناريو الأمريكي لمْ يعد مكشوفاً فحسب , بل غدا رخيصاً ومبتذلاً ويستخفُّ بالعقول ..! , ونلفتُ الأنظار هنا ايضاً , الى انّ السيدة ” اشتون ” منسّقة السياسة الخارجية للأتحاد لأوربي لمْ تُدلِ بأيّ تصريحٍ او رأيٍ حول اندفاع الأتحاد الأوربي بالأيعاز لأعضائه بشحن الأسلحة للبيشمركة الكردية , حيث يبدو انّ السيدة ” اشتون ” لا تريد ان تتحمّل مسؤوليةً تأريخية في تجزئة وتقسيم العراق , حسبما يبدو ممّا يبدو ..!

أحدث المقالات