18 نوفمبر، 2024 3:20 ص
Search
Close this search box.

” \u0628\u064a\u0646 \u0628\u062f\u0631\u0629 \u0648\u0645\u0647\u0631\u0627\u0646 \u0634\u062a\u0627\u0646 \u0645\u0627 \u0628\u064a\u0646 \u0645\u0643\u0627\u0646\u064d \u0648\u0645\u0643\u0627\u0646 “

” \u0628\u064a\u0646 \u0628\u062f\u0631\u0629 \u0648\u0645\u0647\u0631\u0627\u0646 \u0634\u062a\u0627\u0646 \u0645\u0627 \u0628\u064a\u0646 \u0645\u0643\u0627\u0646\u064d \u0648\u0645\u0643\u0627\u0646 “

سافرتُ واصدقائي في فترة عطلة عيد الفطر المبارك الى ايران للزيارة والنزهة والترفيه ، وبدأت بتسجيل ملاحظاتي حول الرحلة وما أشاهده من امور عامة ، وأول تلك الامور كان المعبر الحدودي الذي يربط العراق بأيران ، حيث تكون بلدة (بدرة) في جهة العراق وبلدة (مهران) في جهة ايران ، وعند وصولنا الى المكان الذي يتم فيه تأشير الجواز للسماح بالمغادرة وجدناه مكان لايصلح لأستقبال شئ ، حتى الجمال التي رأيناها تجوب حول المكان في تلك الصحراء القاحلة !! ، فالمكان عبارة عن جملون حديدي مكشوف الجدران واما السقف فغطته الواح الالمنيوم المغلون (الجينكو) وهي غير كاملة وغير مثبتبة بشكل صحيح وعندما هبت ريح اعتقدت بأن احدى تلك الالواح سوف تسقط على رأسي فأنتهزت الفرصة واردت ان أعمل تحقيقاً صحفياً ولكن الشرطة منعوني من التصوير وقالوا أنظر الى هناك فرأيت لوحة حكومية مكتوب عليها : ممنوع التصوير!! وسوف اعود لمناقشة هذه العبارة في مقال أخر …

بحث احد المسافرين عن دورة المياه الصحية (WC) فلم يجد وعندما سأل احد الشرطة قال له : وان وجدت فلا وجود للماء!! … المهم بدأنا بالوقوف طوابير امام نوافذ استحصال تأشيرة الخروج ورأيت بأن العاملين بالرغم من كونهم صائمين ، لا يأخرون العمل ويعملون بجد ويُسمعون المسافر احلى الكلمات الترحيبية عند استلام جواز السفر واحلى كلمات التوديع بعد ختم الجواز ( منها : نتمى لك سفرة سعيدة ، وتروح وترجع بالسلامة) … ولكن ما كان يعطل سير العمل حقاً هو انقطاع الانترنت وفقد الاتصال بالشبكة !! …

تم تأشير الجواز وعبرنا حائط وكأنه من اثار بابل !! وجدنا كرفاناً والمسافرين يتجمهرون حوله !! بدون طابور ولا نظام ، فسألنا : ما هذا المكان ؟ وما المطلوب منا ؟ ، قال احد المسافرين : انهم الصحة ، تعطون جوازتكم لهم وتنتظرون ان ينادوا بأسماكم ليتم تلقيحكم ويعطونكم ورقة لأن الجانب الايراني لايسمح بدخولكم الا بها … وبعد جهد وعناء تمكن احدنا من الوصول الى الكرفان واعطاء جوازاتنا ونحن ننتظر لمدة ساعتين ونصف تقريباً في حر الشمس ولم نرى اي تلقيح فعلت الاصوات وتذمر المسافرين وجاء احدهم ليقول اعيدوا الجوازات !! وهنا حلت الكارثة ، فكيف يستطيع المسافر سماع اسمه وسط هذا الحشد من المسافرين !! بدأ المنادي ينادي وفقدت الكثير من الجوازات ، لأن من يسمع اسمه لايستطيع الوصول الى المنادي فيرمي المنادي الجواز على رؤوس المسافرين وليتدبروا امرهم !! …

استلمنا جوازاتنا وليس فيها ختم صحة ولا ورقة لقاح وتحركنا صوب الجانب الايراني ، وماهي الا عشرة امتار حتى رأينا الشرطة الايرانية ودخلنا بناية ضخمة وحديثة يرتفع فوقها علم ايران وحولها عدة بنايات ، منها دورة مياه صحية كبيرة جداً ونظيفة جداً !! ، ثم تحركنا صوب قاعة الاستقبال وهي قاعة كبيرة جداً ومكيفة ووقفنا بالطابور … ولكن ما شد انتبهاي وللوهلة الاولى ان جميع اللافتات مكتوبة بالفارسية فقط !! ، ولا ادري ألم يفكروا كيف لنا ان نفهم ما يكتبون ؟!! الم يلاحظوا ان الجانب العراقي يكتب اللوحات بالعربية والفارسية وفي جميع المناطق التي يرتادها الايرانيون ؟!! مثل بغداد وسامراء فضلاً عن النجف وكربلاء !! ان هذا المعبر لايدخل منه الا العرب فكان الاجدر بهم ان يكتبوا بالعربية مع الفارسية !! …

تحرك الطابور وعند وصولي الى الشباك تكلم معي بالفارسية !! وكأنني ضليع بها!! فقلت له : (Do you speak English or Arabic?) على اعتبار ان اغلب البلدان تتحدث الانجليزية او بما انهم يستقبلون مئات الالاف من العرب في كل عام كسواح ، كان الاجدر بهم تعلم العربية !! … ولكنه هز لي رأسه بالأنكار وقال وهو مكفهر الوجه : (انتزار) ففهمتها يعني انتظار … ختم الجواز ولم يسأل عن تلقيح او ورقته !! … ثم تحركنا نحو السيارات ولم نفهم منهم شئ سوى انهم ذاهبون الى قم المقدسة …

ان ما ألمني حقاً ونحن البلد ذو الثروات الطائلة ، والذي لازال يسرقه القاصي والداني ، ان ارى معبرنا وشبابنا ذوي الكلام اللطيف من حيث الاستقبال والتوديع وسرعة انجاز المعاملات ، ان يقبعوا في تلك البناية (الخرابة) والتي لاتصلح ان تكون دورة مياه !! وارى في الجانب الاخر ايران البلد الفقير وموظفيهم الذين لا يفقهون شيئاً عن استقبال الضيف او احترامه ، يسكنون في ارقى بناية وبأحسن الاماكن !! عشرة امتار تنقل اليك صورة المعاناة العراقية وفساد الساسة لا وفقهم الله وادخلهم فسيح جهنم وبئس المصير ….

أحدث المقالات