22 نوفمبر، 2024 9:16 م
Search
Close this search box.

ليلة تحتمل التأويل !

ليلة 14/15- آب ، ليلة ( مُش هنمشي ..هوَ هيمْشي ) ، تراجعَ نموذج الزعيم الأوحد والقائد الضرورة ، اللية انقلبت الأمور رأساً على عقب ، فسلطة السيد نوري المالكي التي كانت تبدو  ( قوية ) ومتماسكة قد تداعت من فرط ضعفها ، الليلة ورغم كم الاهوال والكوارث الإنسانية السائدة في العراق ، فسحة من أمل للمواطن العراقي والعراق بيوم اخر اكثر وضوحاً ، بذات الوقت هي فسحة للسيد حيدر العبادي ، ان يعي بأن العراق كان اكبر وسيبقى اكبر من الجميع ، الفرصة والوقت سانح للسيد حيدر العبادي ، أن يرتب اوراقه وطنيا ً ، ويكون اسير برنامج وطني عراقي ، وتشكيل خارطة السلطة على أسس وقيم وطنية عراقية  جديدة ، وليس اسير رغبات طائفية – عرقية او حزبية ضيقة  كما ارادها  السيد المالكي في خطبة   ( الوداع  ) من  فرض شروط  ورغبة  بأن يكون  (مرجعا ) و (وصيا ) سياسياً يستشار بالصغيرة والكبيرة  ، وهو امر جائر ومفزع ! ، الاستحقاق عراقي بأمتياز ، وعلى السيد حيدر العبادي ان يستوعب المهام  وطنياً .

تجاوز التركة الثقيلة التي خلفتها الفاشية البعثية والاحتلال الامريكي وسلطة السيد نوري المالكي من فوضى امنية وصراع اهلي ، وسنوات فشل مريرة قاسية وفساد مالي كبير وارهاب يومي وتهجير ونزوح جماعي واحتلال مدن وبلدات من قبل حثالات البعث الفاشي واجلاف دولة الخلافة ( داعش ) ، ليس بالمهمة الهينة والبسيطة كما كان يتصور ويدعي السيد نوري المالكي وطاقمه واعلامه الذليل ، مطلوب من السيد حيدر العبادي ، فهم وادراك علمي لأسباب الفشل اقتصاديا وسياسيأ وقضائياً و الأهم الأنكسارات الأمنية القاسية  التي باتت مدخلاً جديداً وعودة  ( مبررة  ) للولايات المتحدة الامريكية ودول الجوار للتدخل في الشأن العراقي ولدواعي  (إنسانية ) . على السيد حيدر العبادي أن لا يُهمل الاصوات الوطنية المخلصة التي استعجلت مضطرة وهي محقة بتقديم بما يعين من مشاريع للخروج بمسارات ومخارج حلول وتغيير جذري ينقلنا من  (دولة السلطة ) الى  ( سلطة الدولة ) وتشكيل حكومة وحدة وطنية نزيهه واثراءها بعقول وطنية شريفة نظيفة اليد مرنة ، تأخذ بعين الاعتبار تنوع المجتمع العراقي وتعقيدات الواقع العراقي امنيا وسياسيا واقتصاديا ، السلطة مسؤولية جسيمة يؤمل أن يستوعبها السيد حيدر العبادي وفريقه وكل الكتل والاحزاب السياسية ، فمن غير المسموح من الآن وصاعدا ً اعادة انتاج الاستبداد والفساد ، انه لامجال بعد الآن ان تدار الدولة العراقية من فرد او طائفة او عائلة  ، ليس لاحد أن يتعامل مع العراق بوصفه مشروع خاص يحتكر السلطة والثروة .

التأريخ والمواطن العراقي سيظل يتذكر ويستحضر الليلة 14/15- آب وفعلها  التراجيدي ورمزيتها  ،  الأمل ان يتعزز هذا المنحى ( مُش هنمشي ..هوَ هيمْشي )1  كلما كان ذلك ضرورياً .

1-( مُش هنمشي ..هوَ هيمْشي ) شعار شباب ثورة مصر

أحدث المقالات