لقد اثبتت مدرسة ال البيت(عليهم السلام) وعلى مدى القرون الماضية انها المعين الذي لا ينضب من العلماء الأفذاذ الذين اخذوا على عاتقهم بيان وتبيان الاحكام الشرعية للمسلمين عامة حيث استطاع هؤلاء العلماء وطيلة مدة الغيبة الكبرى للإمام المهدي بان يكونوا المنار الذي يهتدي به الشيعة في غيبة امامهم ولعل المنصف المتابع لسيرة هؤلاء العلماء يجد ان هناك عالما ربانيا يكاد يكون هو الاسم الابرز بينهم لما قدمه من جهد في احياء تعاليم المذهب ذلك الجهد الذي انتهى بتقديم حياته الشريفة واثنين من اولاده ذلك هو المرجع السيد الشهيد الصدر (رضوان الله تعالى) والذي نعيش هذه الايام ذكرى استشهاده على يد طاغية زمانه الملعون الهدام وحرصا مني على المشاركة في احياء هذه الذكرى الاليمة اخترت موضوعا لا يخلو من اهمية في حياته المباركة الا وهي التنبؤات التي قالها في كتبه او في الخطب التي القاها من على منبر الكوفة والتي تحققت بفضل الله ونعمته واذكر بعضا منها :
1. كان السيد الشهيد (رضوان الله تعالى عليه) يؤكد على ضرورة ان يقوم العالم الديني بدوره في قيادة الامة في كل نواحي الحياة فمثلا كان يقول ” ولماذا درسنا ؟ ولماذا تعبنا ؟ وعلى اي شيء اتبعنا الناس ؟ وعلى اي شيء احسن الظن الناس بنا؟ لأي شيء ؟ لمجرد انا نحن نأكل وننام ؟! هذا هو الاجحاف بعينه”. او يقول ” طيب حينئذ مثل هكذا انسان مع احترامي له جزاه الله خيرا الله يديم ظل الموجودين منهم ويقدس اسرار الماضين أمستعد ان يتبهذل هذه البهذلة بان يلبس كفن ويلزم السيف او العصا ، كفن او يتكلم بلغة الجرائد ولغة الشارع، لا طبعا حرام هذه ذلة للاسلام !تحتاج إلى سماع لأنه ذلة للمجتهد ! فاحسن لك ان تجلس في بيتك وتصير ساكتا كالصنم. هذا هو الافضل، هكذا السياسة المرجعية” وغيرها من الكلمات والتي مفادها ان على الحوزة والعالم ان يتصدى لأمور المجتمع السياسية والدينية والاجتماعية وغيرها وهذا الذي نراه قد حصل فعلا خصوصا في هذه الايام .
2. كان رضوان الله تعالى عليه يقول ” ان امريكا وان زعمت تحكيم سيطرتها على كل العالم حتى اصبح العالم تجاهها كالقرية الصغيرة كما يعبرون الا انها لن تستطيع ازالة ايمان المؤمنين وقوة الشجعان المجاهدين ” وفعلا
فان ما قام به ابناء جيش الامام المهدي في معارك النجف وغيرها دليل قاطع على تحقق هذه المقولة .
3. كان يقول حول تقبيل اليد ” كنت ـ ولا زلت إلى الان ـ اسحب يدي عن التقبيل، كنت شاذا، وغريبا على الحوزة والمجتمع، والامل في الله سبحانه وتعالى، وفي المؤمنين امثال هذه الوجوه الطيبة، ان يأتي يوم قريب ان شاء الله، يكون الامر فيه بالعكس. بحيث يكون من تقبل يده شاذا وغريبا” وسبحان فلقد حدث ذلك فعلا بحيث ان الكثير من الناس بدئوا يستهجنون ما يقوم به المرجع او رجل الدين من تقديم يده للتقبيل .
4. كان يقول رضوان الله تعالى عليه بما معناه ان الشعب العراقي يحتاج الى قيادة لا تمثل التقليد ” وفعلا فان ذلك نراه جليا في قيادة السيد مقتدى الصدر وقيادته للملايين من العراقيين وما يطرحه من رؤى وافكار سبق فيه الكثير من مراجع الدين .
5. كان يقول (قدس سره الشريف) ” سوف اذهب وضميري مرتاح ويكفي ان في موتي شفوة وفرحا لإسرائيل وامريكا وهذا غاية الفخر في الدنيا والاخرة” ولا اعتقد ان هذا خافيا لان وجوده كان عقدة ارعبت امريكا واسرائيل وهدمت الكثير من مخططاتهم المستقبلية في احكام السيطرة على القيادة الشيعية .
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا يقول اي ربي ظلمني فلان وفلان.