الديمقراطية يا أعزائي سلاح ذو حدين , فهي ترتقي بأمم وتهدم أخرى ؛ والسبب ان تلك الامة لم تتدرج في قبول هذا النظام , بل اقتحمتها بين ليلةٍ وضحاها , فلم تنجح هذه الدول في تطبيقها , كما هو الحال في اوربا او اميركا , انما صارت سلطة مسلطة على رقاب المخالفين بقوة السلاح وبشكل ديمقراطي ( مشوه )
كلنا يعرف كيف انتخبت حماس بشكل ديمقراطي واعترف( محمود عباس) بالهزيمة , الا ان المجتمع الدولي حاربها ولم يعترف بها كونها موضوعة على لائحة الارهاب ! , ولو رجعنا شيئاً الى التاريخ وجدنا ان انظمة الحكم الاستبدادية التي كانت تحكم اغلب مناطق الوطن العربي كانت محط قبول لدى اميركا وحتى اسرائيل فضلا عن المجتمع الدولي , ماذا يعني هذا الكلام ونحن نرى مابعد ” الخريف العربي ” ان هناك قبولا في بادئ الامر ثم رفضاً قاطعاً لرموز هذا الصعود الذي تلا سقوط الانظمة الاستبدادية ؟
ببساطة يعني ان لعبة الديمقراطية تساوي اللعب مع ” العظماء ” ولا خروج عن طوعها وإلا سوف يكون مصيرهم الهلاك ! , انها رسالة بأبسط تعابيرها , أما الحكومة فما ان اتيحت لها فرصة الحكم حتى صارت معولا لهدم اسس المجتمع العراقي الفسيفسائي , وأسوء نموذج كان فيه هو (المالكي) الذي اثبت انه كان على الدوام يقدم مصلحته الحزبية والشخصية على مصلحة العراق, وظهر ذلك جلياً بعد ضرب الوسط السني, وشيطنة ممثليه !
لقد رأيناه الى اخر لحظة وهو يردد احقيته دستورياً , وزيف الانقلاب الذي قاده المنشقون عنه , وهو يذكرنا بـ (مرسي ) في مصر وهو يصدح لاخر نفس فيه عن الدستور والشرعية الدستورية , وكلا الانقلابين رحب به من اميركا والمجتمع الدولي !! الفرق فقط أن مرسي يحاكم على افعاله وقد وضع في السجن , فهل فهمت اللعبة أم لا ؟
ثم هل تعلمون كم كلفت هذه الحرب خزينة الدولة ؟ وتعرضها الى الانهيار بسبب الاستدانة !
في المحصلة اعظم درس على قادتنا ان يفهموه هو ان لا يعادوا شعبهم على الاقل , كي لا تتغير الموازين ضدهم وبالتالي يخسرون الشعب ويخسرون السلطة , ثم ان حملة السلاح من ” ثوار العشائر ” هم العراقيون الذين يطالبون بحقوقهم , والامر يسهل في النقاشات واستمالتهم بحكومة يكونون جزء منها , لا ان يدفعوا كما حصل في عهد المالكي ان رماهم في احضان ” داعش ” ليصبحوا جبهةً ضده , وضد الجيش الذي فرغ من المكون السني بسبب حكومة سياستها بيد شخص واحد . ثم انني اقترح الاتي :
1- ان يكون السلاح بيد الجيش حصراً , وتجريد كل المليشيات السنية والشيعية منه .
2- بعد تشكيل حكومة وطنية شاملة للجميع , الاتجاه لضرب السرطان الذي امتد في جسد العراق ” داعش ” ولا ننسى ان اهلها هم الاقدر على اخراجهم كما حدث سابقاَ .
3- الاقليم اصبح مطلب شعبي وهو اخف الضررين , فهنا يحتاج الامر الى تداول صريح ونقاش وطني لتنفيذ ذلك .
السؤال الذي يبقى قائماً .. هل الجيش سيثبت انه جيش العراق أم انه كما وصفهُ خصومه جيش للمالكي ؟ هذا ما ستثبت له الايام .