وقفت كما وقف الكثير من العراقيين امام يوتيوب تظهر فيه النائبة العراقية فيان دخيل، وهي تستنجد بالبرلمان العراقي لأنقاذ اهلها الازيدين واخوتها العراقيين من كافة الطوائف والاديان والاعراق. كان صوتها نذيرا للكوارث القادمة، عبرت فيه عن مكنونات خوف يعيشُه اغلب المواطنين العراقيين منذ فترة ليست بقصيرة، وعن هاجس قلق ورعب سيطر على معظم عوائلنا وبيوتنا داخل الحدود وخارجها، لما آلت اليه الاوضاع في العراق نتيجة السياسات الخاطئة وعدم التوافق السياسي، والذي بات فيه استقلال العراق على شفا حفرة من التداعي والانهيار. كانت تستنجد وقد احاطت بها عدد من البرلمانيات المؤازرات لها في محنة الاهل والارض الام، ويظهر اليوتيوب الذي تناقلته اغلب مواقع التواصل الاجتماعي، البرلمانيون العراقيون ينصتون لأول مرة مشدوهين امام انهيار النائبة وهي تصرخ باكية. وقفت اتأملهم بعمق… لن أكذب اذا قلت اني او غيري نتوقع منكم شيء، اغلبكم وجوه مكررة لدورات سابقة فاشلة وعناوين لملفات فساد شوهتم بها صورة السياسي الوطني العراقي الذي بتنا نحلم به، ومواقفكم التي جُبلت على حب المصالح وتبادل المنافع لعلاقات قائمة اساساً على تبادل المنافع. انتم لا غيركم الذين اختاركم العراقيون بمحض ارادتهم لذا فلتؤتى النار أُكلها لمزيد من سياسات متهالكة متخاذلة لا نفع فيها للعراقيين الا اذا قامت القيامة، مرة اخرى سياسيو الغرغرة، يعودون الى الواجهة وليس سياسيو الغيرة والحمية لأعادة اللحمة الوطنية، وتوحيد الصف والكلمة للوقوف امام هجمة الموساد الاسرائيلي المتمثل في صنيعته داعش وبدعم واسناد من امريكا وبعض دول الجوار التي لم تكتفي ببيع الغيرة بل باعت الغرغرة ايضا. وقفوا ينصتون الى فيان، وقد أطرق بعضهم برأسه الى الأرض ربما خجلاً او صحوة ضمير او وقفة مع الذات، وراح البعض الاخر يتأملها مشدوها وكأنه يسمع للمرة الأولى بما يحصل على الارض العراقية، ربما لأنه قادم من كوكب اخر، واخرون بدت وجوههم حائرة غائبة ربما لأنهم فطنوا انهم اضعف من أن يتخذوا قرارا او يقفوا موقفا يعيد للماء وجهه، والبعض الاخر بدا غاضبا ثائراً تورد وجهه، ربما لرغبته في التغيير ولكن ماذا يمكن ان يصنع او يقول لمن لا يريد الانصات لينطبق عليه حال الشاعر القائل :”اسمع لو ناديت حيا – لكن لا حياة لمن تنادي”.
افيقوا يا سياسيو الغرغرة، فهذه الأرض امكم وتعني عرضكم وشرفكم وغيرتكم قبل أي شيء أخر، ويوم تسلب فلن تتبقى لكم قامة تشمخون فيها على الأرض، ولا اخت او أم او ابنة او حتى الشباب يسلمون من هتك العرض. المال يذهب والجاه يذهب والعرض وحده الباقي يحفظ ماء الوجه. احفظوا اعراضكم وعودوا الى الصف الوطني، فاسرائيل تحلم بالأرض الموعودة ، وداعش هي الوسيلة لتحقيق مآربها. داعش التي تتستر باسم الاسلام لارتكاب فواحشها وجرائمها التي لم يشهد التأريخ المعاصر أفظع منها لتطال بيوت الله ومراقد الانبياء والائمة، وتغتصب الاعراض، ويكفي مجزرة قاعدة سبايكر وحدها كي يرتعد الموتى في قبورهم وربما ينهضوا لمحاربتها، فهي تجاوزت سفاحي العصور الوسطى امثال جنكيزخان وهولاكو . افيقوا قبل فوات الاوان لأنقاذ ما تبقى للعراق .