21 ديسمبر، 2024 8:49 م

الدواعش يجتاحون المنطقة الخضراء …

الدواعش يجتاحون المنطقة الخضراء …

المؤامرات الكبيرة , تتمدد دسائس صغيرة , الدواعش احتلوا الموصل واغتصبوا كركوك , بذات الوقت ترددت اصدائهم دسائس داخل المنطقة الخضراء , فأستسلمت لها رئاستي مجلس النواب والجمهورية , ومثلما يتسع زحفها على الأرض , يتسع مثله من داخل العملية السياسية من اجل الأستيلاء على رئاسة الوزراء , بيئة مثالية لتمدد المشروع الأمريكي الأقليمي للتقسيم .
نواب المحافظات المنتفضة , قررت ان لا تشارك في الحكومة اذا كان رئيسها نوري المالكي , تواطأ معها البعض من انبطاحيي كتل التحالف الوطني , وخوارج خذلان اللحظات الأخيرة من داخل البيت , ان تراجع الدواعش على الأرض يرافقه تمدد داخل العملية السياسية, مجلس النواب الذي تبلل بأوحال الفساد والخيانات على امتداد الدورتين الماضيتين , لا يخشى مطر الرذائل للأربعة اعوام القادمة .
هجين الدواعش , يتراجع امام ضربات جيشنا وبسالة متطوعينا وصبر وصمود جماهيرنا , دواعش صغار من البيت الشيعي, يعيدون طعن امير المؤمنين علي وقتل الحسين عليهما السلام , ويفتحوا شلالات الحزن الكربلائي على قلوب بنات وابناء الجنوب والوسط العراقي المفجوعة اصلاً , كم هي الصلافة مقرفة على جبين الخيانة , وكم هو العهروقحاً عندما يسيل لعاب الكلمات , خطبة وموعضة ودعاء وفتوة مدعية من افواه استدعشت عفتها … ؟؟؟ .
تغرغروا في الديمقراطية والوطنية والشراكة الحقيقية والمقبولية حد التخريف , ثم بصقوها بوجه الرأي العام العراقي , ديمقراطية ووطنية تتناسب مع حجم المنقول وغير المنقول لسحتهم الحرام , ما اسوأ حظ العمامة التي احتضنت علم ومعرفة وحكمة وعدل وشجاعة معلم الدهر امير المؤنين علي ( ع ) , ان تجد تحتها بيضات داعشية , في رؤوس لا تجيد الا ابلسة مذهب الصادقين  .
الدواعش على اشكالهم , فالأفتراس الجسدي كالأفتراس الأخلاقي , في مجلس النواب ممثلين لدولة الخلافة الأسلامية في الموصل , بذات الأندفاعة يسفكون الأخلاق , داعشي ( سني ) يقاتل عدواً مفترضاً حتى ينتصر, وداعشي ( شيعي ) يقاتل نفسه حتى يخسرها , معطوباً بالخبث مسكوناً بغدر الذات حتى وان سقط معها .
المواطن العراقي خسر كل شي, سوى حلم ينتظره مع هامش الديمقراطية , يخترق كمائن المفخخات والبهائم الأنتحارية ليضع كامل ثقته واصواته داخل صناديق الأقتراع , مستعيناً بتجربته وحسه الشعبي للتمييز بين الصالح والطالح , وكانت النتائج , حصيلة حريته في الأختيار , وانتظر ان يحصد شغفه بممارسة الديمقراطية قيم واخلاق وعرف اجتماعي حميد , لا يعلم ان الذين ادعوها واشتركوا فيها وخسروا اوهامهم في نتائجها لا يؤمنون بقيمها واخلاقها واعرافها , الى الحد الذي يخونوا فيها حتى ذاتهم ويندفعوا في تيار حماقة ” علي وعلى اعدائي وليبتلع الطوفان الوطن ” . هل لأننا عبيد لانستحق مكاسب الديمقراطية , كما لا نستحق الحرية والكرامة , ولا قيمة انتخابية لأصواتنا .. ؟؟؟ .
نعم لأننا عبيد لا نستحق حياتنا , عبيد للمراجع , ناطقها وصامتها , عبيد للسادة واشبال السادة وبنات وزوجات السادة , وعندما ينحني السادة عبودية ليقبلوا يد الدولار الخليجي , فنحن ما اسوأنا عبيد للعبيد , نفتدي الوطن بفتوة ونخونه بأخرى , بأستغباء مطلق , نسكب المتبقي من عقلنا تحت اقدام خطيب الجمعة المحترف , ونفرش وعينا وسادة لموتنا المكتوب وشقائنا المفترض وظهورنا عارية نهديها لمن يشتهي جلدنا , نحن مشروع جلد وموت , حرقاً او ذبحا منذ مئأت السنين , عبيد لا نستحق الديمقراطية ولا الحرية ولا بحبوحة العيش الكريم , واصواتنا لا قيمة لها , صناديق الأقتراع اكياس لتجديد الولاء والبيعة لمراجعنا الكرام , ذهبنا في طريق الأستغباء بعيداً عن الأرض والذات وخبز الفقراء , وما دام الأمر هكذا , فرجائنا لمراجعنا وسادتنا الكبار والصغار , ان يوفروا لنا شيئاً من دمائنا وارواحنا والقليل من ادميتنا , بفتوة رشيدة تحرم كفر الديمقراطية ومنكر العملية الأنتخابية , وكفانا شر مجانية الموت وثقل المعاناة .
السيد فؤاد معصوم , الذي عبر الأنتخابات تحت عباءة الأتحاد الوطني الكوردستاني , اصبح الآن رئيساً لجمهورية العراق , عراقي المنصب كوردي الهواء والألتزامات القومية , يسحق اضلاع الدستور والعرف الديمقراطي وقسم من طرف اللسان , انه خاتم باهظ الثمن , قدمته كتل الغباء الطائفي , هدية لمسعود البرزاني تكريماً لأغتصابه كركوك , ينسق الآن مع رئيس مجلس نواب , تحرر تواً من قبضة مادة ( 4 ) ارهاب عبر مساومات عبثية .
تلك النماذج , دواعش اعتصامات المحافظات المنتفضة , , والمنبطحون من داخل التحالف الوطني, الى جانب لملوم الأستفتاء الكوردي , تتحدثت حوله بعض الجهات نفاقاً, على انه ـــ اجماع وطني  !!! ـــ بؤس للوطنية التي يطلق على خرابها ــ اجماع ـــ .
ان كنا نتوخى الأنصاف والصدق مع الذات والحذر من سقطة الضمير , فأن ائتلاف دولة القانون , هي الكتلة المنسجمة مع ذاتها , المتماسكة وطنياً حول اهدافها , والجدار الذي يسد ثغرات التقسيم والأنهيار المخيف , حيث ان اكثر من 90 % من الناخبين , وطنيون لم يهدروا اصواتهم لحزب الدعوة , وانما لمشروع دولة القانون في سحق نظام التحاصص والتوافقات , والعبور ديمقراطياً الى نظام حكومة الأغلبية البرلمانية , الذي سبب انهيار اخلاقي وردود افعال جنونية , كانت مؤامرة احتلال الموصل واغتصاب كركوك ابرز تقاسيمها , الأغلبية البرلمانية , كانت مشروعاً وطنياً مقدراً له ان يكون صفعة تأديبية موجعة لقوى المشروع البغيض للتقسيم والخراب الشامل , ــ لولا … ؟؟؟ .
وللـه في خلقه شؤون .