يوم بعد يوم يزداد التشاؤم وتكون الصورة اكثر عتمة والاحباط يتكرر في كل يوم , والهم الذي نبات فيه نصحواعليه, ومما يحزننا ويثبط عزيمتنا اننا بأستمرار نخسر اصدقائنا واحبتنا مابين الهجرة والموت والجنون , لاشيء يدعو للتفاؤل وكأننا وسط نيران ملتهبة تحرق كل شيء وتسد علينا ابواب الامل , كأن نمرود احرق العراق كله وليس فينا ابراهيم ليستجيب له ربه وينقذنا
يقولون ان الفرق بين الحكومات الغربية والحكومات العربية كالفرق بين الحمًامًات الغربية والشرقية , الحمَامَات الغربية يمكن تبديلها بفتح صامولاتها الاربعه فقط , اما الحمامات الشرقية لايمكن تبديلها الا بهدمها وقلعها والتخلص منها تماما , هذا يعني ان التغيير عندنا هو هدم كل ماتم بناءه في السنوات الماضية , يعني يجب قلع النظام بالكامل وبناء نظام جديد وهذا يعني سفك الدماء وضياع الثروات والعودة الى نقطة الصفر
وبالنتيجة ضاعت ثوابتنا واصبحنا لانملك شيء نفتخر به وندافع عنه , كل من يقوم بأنقلاب يدمر ماتم بناءه بالسابق , الوطن اصبح ملك القادة , حتى الوطن الذي نعتز به صار عبء علينا ونود الهروب منه لكي نتخلص من الدمار والذبح لنحظى بفرصة حياة , الوطن ماعاد وطناً يصلح العيش فيه , انقسام المجتمع وتشظيه الى طوائف حاقدة على بعضها البعض , اطماع اقليمية وعالمية بكل شبر من ارض الوطن , قياديون مصابون بفايروس النرجسية الذي هو اشد فتكا من فايروس الايبولا , اجيال عديدة تعلمت على النفاق البعثي واخرى امتهنت الفتنة الطائفية وتعتاش عليها , والاجيال الاشد خطورة هم الذين ينتظرون خراب اخر ليسرقوا المصارف والمتاحف
المجتمع العراقي قد تغير تماما ونحتاج الى عشرات السنين لاصلاحه , ولايمكن اصلاحه بدون التنوير الوطني والديمقراطي وهذان لايمكن المضي بهما بدون القضاء على الطائفية وميليشياتها , القوى المدنية الديمقراطية تقف عاجزة عن فعل شيء سوى الصراخ بأعلى اصواتها بوجه الانحطاط الفكري والاخلاقي وهذا لاينفع بوجود هذا الكم الهائل من اللامبالات وتكدس السلاح والحشد الطائفي
داعش لن تكون اخر محطات الموت والضياع , بعدها محطات اكثر وجعاً طالما الساسة ماضون على النهج المدمر للمجتمع وطالما يتخذون السلاح وسيلة لبناء المجتمع وطالما العناد والكبرياء اكبر من مصلحة الوطن , يعتقدون ان الحل بملايين المتطوعين , وماتعلموا الدرس من قبلهم , ملايين من فدائي صدام ولم يفعلوا شيء , ذهب العقل وحل محله كومة رصاص وجهل وهراء